Main topics

أكتوبر 01، 2013

عندما يغيب الضمير والقانون!!



أحمد وتمارا في شهر العسل


ضحكات عفوية وصور تخفي الكثير من المُعاناة والظلم، حالة من التخبط المجتمعي سادت بعد الإعلان عن زواج الطفل أحمد 15 عامًا  من مدينة غزة بالطفلة تمارا التي تبلغ من العُمر 14 عامًا، تعددت الآراء ووجهات النظر حول هذا الزواج الغريب الذي خالف القانون وتعدى الحدود والعقول.





لعلّ زواج كلا الطفلين أحمد وتمارا، كان بمثابة عاصفة في عالم الطفولة إذ أنّه الزواج الأغرب لهذا العام، عند سؤال أحمد عن سبب زواجه في هذا العُمر أجاب قائلًا:" تزوجت تمارا ابنة عمي لأنني أحبها وكان والدها يود تزويجها من شاب آخر غيري، ولأنني أحبها طلبت من والدي أن يزوجني إياها ووافق الوالد، وعندما عرض والدي الأمر على عمي وافق أيضًا بعد إصراري على موقفي وتهديدي لهم بأنه إذا لم أتزوج من تمارا فإنني سأقتل نفسي".

عندما نتحدث عن طفل في الخامسة عشرة من عمره فإننا نتحدث عن الطفولة وعن سنّ ومرحلة المراهقة، في هذا العُمر نجد أنّ الأطفال يحاولون السيطرة والخوض في علاقات الحب لإثبات شخصياتهم، لماذا لم يُفكر الأهل بهذه الجزئية من الموضوع؟ ولماذا وافقوا أيضًا على تزويج هؤلاء الأطفال؟

تابعنا الحديث مع الطفل أحمد، وعند سؤاله عن كيفية قبول القاضي تزويجهما قال:" ذهبنا للقاضي أكثر من مرّة وفي كل مرّة كان يرفض تزويجنا، وبعد عدة محاولات وبعد سماعه تهديدي بأني سأقتل نفسي وافق وعقد قراننا". 

وتابع أحمد مضيفًا:" والدتي تعاني من مرض خطير إذ أنّها عند التبرز يخرج دم معها، ومرضها لا يساعدها على القيام بأعمال المنزل لذا قررت أن أتزوج من تمارا لتساند والدتي في أعمال المنزل".

يضعنا الحديث هنا في تساؤل آخر هل هذا هو السبب الحقيقي لزواج أحمد وتمارا، أي مرض والدته أم أنّه الحُب كما قال في بداية حديثه، تتعدد التساؤلات وتضيع الإجابات في ظل هذه الحالة الغريبة!!

زواج مُخالف للقانون من حيث العُمر، ومهر زهيد قبلت به الطفلة تمارا وحياة لا تتجاوز حدود غرفتين يغطي سقفها قطع من حديد "الزينكو"، وشهر عًسل لم يتعد شاطئ غزة، وطعام لا يزيد عن رغيف خبز وزيتٍ وزيتون.

ترى من المسؤول عن زواج هؤلاء الأطفال؟ أهو القانون أم الأهل أم الأطفال نفسهم الذين لا يعرفون عواقب هذا الزواج وخطورته على حياتهم؟ خاصة أنّ وضع العائلة المادي متدني جدًا، فما هو حال العائلة لو أضيف لها بعد حين طفل يحمله أطفال ويقوم على تربيته أم لم تتجاوز السادسة عشر ربما!! 

تساؤلات تنقلنا من مشكلة إلى مُصيبة أكبر، فمن المسؤول وعلى من يقع عاتق هذه العائلة وبالأخص الطفلين أحمد وتمارا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق