Main topics

مايو 30، 2010

"حلّوا مشاكلكم بعيدا عن امتحاناتنا"

 إحدى مدارس وكالة الغوث / بشرى فراج

تصعد الإضراب الذي بدأه اتحاد المعلمين في وكالة الغوث منذ اكثر من اسبوع بشكل فجائي لا سابقَ انذار له. المشكلة ابتدأت عندما قام أحد المدراء بضرب أحد الطلبة، ففصل فصلا نهائيا. وبالحديث مع أحد الأساتذة قال أن قرار الفصل لم يكن عادلا أبداً، اذ ان لجنة التحقيق لم تكن كفؤ لهذه المهمة.
فتضامنت معه مدارس الوكالة واحتجت على القرار المجحف بإعلان الاضراب المفتوح ابتداءً من اليوم. وأضاف الأستاذ بفخر ان مدراء المدارس والمعلمين قد اجمعوا على اختيار هذا الموعد بالذات- موعد الامتحانات النهائية- كونها فترة حساسة جدا وستتعجل في تحقيق مطالبهم. كثرت الأقاويل واختلفت الآراء، فمن الناس من يرى ان هذا الحدث الأخير هو "القشة التي قصمت ظهر البعير"، لأن العاملين باتوا يطالبون بزيادة رواتبهم ونسوا الفتيل الذي أوقدَ النار، ومنهم من يرى أن المدير اياه مظلوم وأنه لم يعتدِ على الطالب، وأن ادارة وكالة الغوث تعجلت في استخلاص الحقائق.
 لكن.. وبعيدا عن كل هذا اللغط والمكايدة، وان كان الطرفان محقان فيما هما عليهِ من عناد، أيستحق الموضوع هذا الخلاف برمته، وهذا الإضراب المفتوح الى اشعارٍ آخر؟ الا يستطيعون تشكيل لجنة مشتركة ليتوصلوا الى حلٍ يرضي جميع الاطراف؟ ماذا يفعل الطالب الذي يبذل جهدا في دراسة مادة الامتحان النهائي والتي غالبا ما تشمل الكتاب كله؟ ناهيك عن توتر أعصابه والحالة التي تصيبه، فأنا اذكر انه وقت الامتحانات النهائية كنتُ أصابُ باحباطٍ وخوفٍ شديدين وكأن غدا – موعد الإمتحان- هو نهاية العالم! فيذهب الطالب دارسا حافظا لكل ما ورد في الكتاب وكأنه يحمل ثقلا على رأسه، يود لو ينهي الامتحان ويخرج سالما، فيجد المعلمين جالسين مضربين عن العمل، لكنهم على أي حال، يحضروا لكي يثبتوا انهم كانوا يلتزمون في الدوام، وبهذا لا تخصم عليهم الأيام التي داوموا فيها عندما "يشرّف" الراتب. أعصابهم في ماء باردة فهم مهما خسروا، لن يخسروا حقاً.
أما الطالب المشحّر فلا يحسد على الحالة التي يدخل بها " أأبذل كل جهدي في الدراسة، أم سيكون غدا إضراب ولن نقدم الامتحان؟" فتقل عزيمته ويدخل في دوامة لا يخرج منها الا في اليوم التالي. وفي حديثٍ مع إحدى الطالبات "المتضررات" قالت: " لم نصدّق أن تأتي الامتحانات النهائية حتى تخلّص المدرسة ونأخذ شهاداتنا، وها نحن عالقين في نفس الصف، لا نعرف متى سنترّفع". ويضيف ولي الامر " ما ذنبُ ابنتي في كل هذه المعمعة؟ والتي ان استمرت سأفكر جديا بنقلها الى مدرسة خاصة". وقد عانى قرابة ال 65 الف طالب في هذه الدوامة مدة أسبوع وأكثر، ينتظرون بفارغ الصبر أن تنتهي الامتحانات وتأتي الجميلة التي انتظروها طويلا " العطلة الصيفية". تبدو بعيدة جداً هذه الأخيرة، فالاضراب المفتوح والشامل لكل مؤسسات الوكالة سيبدأ لتوه، ولا يعرف أحد متى سينتهي، ربما تصبح العطلة الصيفية، عطلة شتوية. والله أعلم!

للمزيد من المعلومات:
الصورة لمدرسة وكالة الغوث للبنات في مخيم الدهيشة/ أخذت بواسطة بشرى فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق