Main topics

يونيو 07، 2010

تحية الى حنين الزعبي


بالأمس اتصلت بنا خالتي تسألنا ان كنا نملك "رقم موبايل حنين الزعبي" وكأنها تسألنا كيف الحال! وقد فاجأني طلبها فماذا ستقول لها؟ وهل تعتقد انها ستتكلم مع عضو في الكنيست الاسرائيلي بهذه البساطة، لمجرد انها تريد أن تخبرها - مثلها مثل الكثيرين غيرها-
انها تحبها وأنها أعجبت بموقفها وأنها تفتخر بها، وأنها ايضا تشدُ على يدها، وأخيرا تحثها على الانضمام الى الأسطول الجديد؟
وبكل الأحوال، كنتُ قد قرأت أن حنين وبرغم كل ما جرى لها، قالت انها على اهبة الاستعداد لأن تخوض هذه التجربة مرة أخرى، بمعنى أنها ليست نادمة على ما تعده من واجباتها الانسانية والوطنية والسياسية والأخلاقية. ولم تقتنع خالتي برغم محاولاتي أن حنين كعضوة في الكنيست تتلقى يوميا بعد الحادثة العشرات من الاتصالات، وكثير منها يكون تهديدات بقتلها.

حنين الزعبي وهي اول امرأة تمثل حزباً عربياً في الكنيست الاسرائيلي، قد تمكنت من استفزاز الكيان الصهيوني وزعزعته الى الحد الذي جعلَ اللجنة الوزارية لشئون التشريع تناقش بالأمس مشروع القانون الجديد والذي يحمل اسم حنين -قانون حنين الزعبي- والذي يفيد أنه يحق للكنيست ان تنحي عضو من أعضاءها عن منصبه اذا ما اثبتَ انه " مشاركا في دعم الكفاح المسلح لدولة عدو أو منظمة إرهابية ضد إسرائيل، أو في التحريض على العنصرية، أو نفي وجود إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية" ، برغم ان مثل هذا القانون يمس حصانتها كعضو كنيست بشكل مباشر، ويصل الموضوع الى الحديث عن سحب للجنسية ايضا! حنين الزعبي بدعمها للقضية ومساندتها للأسطول كانت الأولى التي تحرّض أعضاء الكنيست من كل الأحزاب على حدٍ سواء، على انتزاع قناع الديمقراطية وجعلهم يفقدون أعصابهم ويظهرون على حقيقة فقدهم لإنسانيتهم عندما اعتدوا عليها بالضرب والعنف الجسدي داخل الكنيست. وهذا يؤكد ويرسّخ في أذهان الجميع الصورة البشعة لعنصرية اسرائيل وتطرّفها.

ها هي تتعرى على الحقيقة التي نعرفها ولا يعرفها العالم، وها هي أمريكا من جديد تحاول ان "تلملم القصة"، برغم من أن –مدللتها- لم تقدم أي اعتذارات، بل وصلَ الحد لديها أن تعلن بكل ثقة انها ستستولي على السفينة الأخرى "راتشيل كوري" وأنها من حقها تفتيشها ورؤية ما بداخلها والتدقيق بركابها المتضامنين. ويتضح من ردود الفعل أن نفاق المجتمع الدولي لن يتخلّى عن اسرائيل، وسيجد مخرجا أكيدا للجريمة.

 بالعودة الى النائبة حنين الزعبي وهمجية اسرائيل، قام بعض الشبان اليهود مؤخرا  بإنشاء صفحات على الفيسبوك يطالبون بسحب الجنسية من حنين، واخراجها من "اسرائيل" بل وإعدامها ايضا لأنها "خائنة"!! شخصياً، اعتبرتُ الصفحة انتصارا لموقف حنين، أخذتُ أضحك عندما رأيت سذاجتهم وغضبهم وعنصريتهم وتطرفهم الذي لا يمكن اخفائه بعد الآن. فالقناع قد سقط، ومن هو خائن في عرفهم، عندنا بطل.

لأجل خالتي التي كانت تتوق للحديث مع حنين أكتب هذه التحية، لأجل النساء اللواتي تعلمنَ من حنين الزعبي الجرأة والمواجهة والنضال والثورة والغضب، لأجل الاعضاء الآخرين في الكنيست الذين لم يكونوا بجرأة حنين واصرارها. تحياتنا القلبية لكِ ايتها البطلة والمناضلة الثورية، تحياتنا لتضحياتكِ ولتصميمكِ ولرفضكِ ولموقفكِ الوطني الثابت. كل التحية والتقدير لكِ باسم كل فرد من أبناء الشعب، ويا ليتَ رجالنا بمثلِ عزتك!

للمزيد من الملعومات:

 الصورة للنائبة حنين الزعبي/ من ويكبيديا

هناك تعليق واحد: