Main topics

يوليو 05، 2010

صناعة خشب الزيتون مصدر رزق في بيت لحم

 تزين المنحوتات  والتحف الشرقية  المصنوعة من خشب الزيتون  المحلات السنتوارية  في بيت لحم ( المسابح و مغارة الميلاد، الصلبان والعائلة المقدسة)، هي منحوتات ومجسمات فنية من خشب الزيتون، تلك الشجرة المباركة التي ورد ذكرها في  جميع الكتب السماوية،
رمز يعبر عن الشموخ والسلام، وتعد مصدر رزق للكثير من الفلسطينيين، سواء بزيتها الذهبي النقي أو بالفن الذي ينحته الفلسطينيون من خشبها خاصة  في بيت لحم .
تاريخ صناعة الخشب
 يعود تاريخ هذه الحرفة إلى القرن 17/16 ميلادي، حيث ارتبطت بدخول البعثات التبشيرية المسيحية الى بيت لحم  والسبب في إنشائها قدوم الحجيج من مختلف أنحاء العالم للعودة لبلادهم بهدايا تذكارية، ما زاد الحاجة لتوفير اكبر كمية من القطع، لزيادة الطلب عليها. أهالي مدينة بيت لحم استغلوا هذا الخشب في تشكيل منحوتات مختلفة، تعكس جزءا من حضارة وتاريخ فلسطين. حيث يتم توفير هذه الاخشاب من مدن الشمال (جنين، طولكرم، نابلس) .

|أفرام شاهين إلتقيناه في محله الواقع بالقرب من ساحة المهد، و بمجرد أن تطأ قدميك المحل تشتم فيه رائحة  الماضي، ويعكس جدرانه وأرضيته التراث الفلسطيني، وتترتب المنحوتات بداخله بشكل منتظم وجميل. تأسس في بداية الثمانينيات والتحق أفرام للعمل بمحل والده، ومنذ ذلك  الوقت ولغاية اليوم يرتبط شاهين بقصة حب وعشق لهذا الفن الذي يعكس وجود الشعب الفلسطيني في الأراضي المقدسة .
تماثيل تجسد ملوك الشرق / سكون شعبانبدأ حديثه بالقول :" لقد  ساهم ظهور الكهرباء وانتشار الماكنات بشكل كبير في تطور وازدهار هذه الصناعة اليدوية".  تنتشر الكثير من المصانع في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، التي تشتهر بإنتاج مختلف أنواع وأشكال القطع منها: الأواني الخشبية، والتماثيل والجمال وغيرها الكثير، حيث توفر تلك الماكنات الحديثة، الوقت والعناء وتنتج كميات اكبر.

أنواع الإنتاج
 الإنتاج الأول التجاري وشكل القطعة هنا يكون عاديا، لا يوجد به اي معالم واضحة وهي ارخص ثمنا من غيرها ولا تحمل اي  ابداع .
الإنتاج الثاني ، الوسط، تكون الملامح واضحة نوعا ما واكثر جودة من سابقاتها، أما الإنتاج الثالث الفني فهو افضل الانواع واغلاها ثمنا، حيث تظهر أدق التفاصيل الخاصة بالتحفة الفنية، ويعتمد ذلك على مهارة وخبرة الفنان في استخدامه للريشة .

ويفضل اكثر السواح شراء منحوتة العائلة المقدسة، التي تجسد السيد المسيح ومريم العذراء والسيد يوسف النجار وخاصة الفرنسيين، اما الامريكيون  والبريطانيون  يفضلون منحوتة الميلاد وكذلك السياح العرب لو سمح لهم بالدخول، لفضلوا  شراء منحوتة العائلة المقدسة.

 ويقول أفرام إن عملية  البيع تتفاوت من سنة لأخرى، وفقا للحركة السياحية  التي تتأثر بالعديد من العوامل أهمها  السياسية حيث تتراجع بشكل كبير فترات الحروب والانتفاضات، تماما كما حصل فترة الحرب على لبنان في  2006 ويقول شاهين:" تنشط الحركة السياحية ما بين شهر 12/8 وهي فترات الحجيج لدى المسيحيين لكنيسة المهد، أما باقي أيام السنة فتكون قليلة، ويتركز البيع في متاجر معينة، بسبب الإدلاء الذين يروجون لها، وهذا ما يؤثر بشكل سيئ على باقي المحلات، ما يشكل مشكلة لباقي البائعين وتتكدس بضاعتهم ويعلوها الغبار لقلة الشراء .

ويستعد شاهين لاستقبال موسم السياحة لهذا العام، على أمل كبير أن يكون الحال أفضل من الاعوام السابقة .

إعداد: سكون شعبان/ وفاء البحر

الصورة الاولى:  للبائع أفرايم يشرح طريقة فن النحت على خشب الزيتون/ أخذت بواسطة وفاء البحر
الصورة الثانية : الفرق بين العمل التجاري والفني/ أخذت بواسطة سكون شعبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق