Main topics

أغسطس 15، 2010

هل انتِ بمثلِ جرأتها ؟


"البنت المحترمة ما بتطلع من بيت اهلها الا لبيت زوجها، ومن بيت زوجها للقبر، انا عمري ما بزوج ابني لوحدة دايرة مش لاقية حد يضبها "
هذه كانت ردة فعل معظم رباة البيوت في هذا الموضوع، حيث نجد أن القليل من ابناء المجتمع يتقبل فكرة عيش الفتاة لوحدها، ونجد التناقض فيما يقولونه :
"أنا لست أمانع عيش ابنتي لوحدها، فقد سمحت لها بالذهاب والدراسة في فرنسا لمدة 3 سنوات، ولكن في بلدنا لا يوجد فتاة تعيش لوحدها، الا إذا كانت قد ارتكبت شيئا جعلها تهرب من بيت اهلها، ولا اجد مبررا آخر يدعوها لذلك ".

هكذا كان رأي رب اسرة يسكن في بيت لحم، فمن الغريب ان يقبل عيش ابنته لوحدها في باريس، ويرفض وبقوة عيشها في بيت لحم لوحدها.
وعندما قررت الفتاة سلوى البالغة من العمر 20 سنة، العيش لوحدها، كانت تعلم انها سوف تخرج عن المألوف، ولكنها شعرت انها قادرة على تحمل النتائج، وقد قالت :
" لقد شعرت في البداية عندما أنتقلت للعيش وحدي، انه غير مرحب بي، وأن كل العيون موجهة إليّ، وكأنني ارتكبت جرما فظيعا، ولكنني لم أكترث واستطعت أن اؤسس نفسي، وزادت ثقتي باختياراتي " .
فعلاً استطاعت سلوى أن تتجاوز كل الصعوبات، مع انه كان يتوجب عليها أن تفرض على نفسها قيودا لابد منها مثل :
العودة قبل الساعة السادسة مساء، و عدم قدرتها على استقبال اصدقاءها، حتى اخواتها لم يكونوا قادرين على دخول منزلها خوفا من الشبهات .

وزن المجتمع

من أكثر الصعوبات التي أثرت على سلوى وظهر ذلك في عيونها عندما تحدثت عنها :
" كنت يوما اعمل في المكتب لوقت متأخر، عندما اتى أحد الزملاء الذي اعتقدت في البداية انه نسي شيئا في المكتب، نظر الي بطريقة غريبة جدا، كأنه يعريني بعيونه، ثم اقترب مني وأمسك يدي، وحاول جذبي اليه بقوة، فدفعته بعيدا عني وانا اصرخ بوجهه " اطلع برى يا قليل الشرف"، عندها وقف امامي وقال هذه الكلمات التي لم انسها ابدا " عاملة فيها شريفة، مانتي عايشة لحالك ومش فارقة معك، بدي أنا افرق معك؟؟"

ما الهدف من وراء جملته؟ هل تعتبر كل فتاة تعيش لوحدها فتاة رخيصة ويسهل الاعتداء عليها؟
من الصعب تغيير عادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، خاصة عندما يرفض وبقوة تغيير فكرة تتعلق بنساء، لكن لماذا لا يمكن للفتاة العيش وحدها ؟!
وهل فعلا يجب على الفتاة أن تعيش طوال حياتها مسؤولة من رجل ؟
وهل يرجع ذلك الى ثقافة المجتمع والدين والعادات والتقاليد ؟
تبقى سلوى من الحالات النادرة للفتيات الفلسطينيات اللاتي حاولن الخروج عن المعروف، في ظل مجتمع لا زال يحرم المرأة من ابسط الحقوق بالتعليم، والميراث، واختيار شريك الحياة .

اليوم نجد ان سلوى انهت 22 عاما، وتقول انها لم تندم على مافعلته رغم دفعها ثمنا باهظا للحصول على استقلاليتها، ولن تخجل من عيشها لوحدها، واذا عاشت حياة اخرى مثل هذه الحياة لن تترد في مواجهة المجتمع مرة اخرى للحصول على ما تريده .  

للمزيد من المعلومات :
الصورة: صورة رمزية لإحدى الفتيات / أُخذت بواسطة ميسا عاصي


هناك 12 تعليقًا:

  1. الله معك يا ميسا
    فعلا يا زميلتي ما زلنا نواجه المجتمع على اقل مستويات الحقوق
    فيعني هنا سلوى تحارب من اجل استقلاليتها فما العيب هنا
    وهناك من يدافع من اجل شرفه
    فما الفرق بين الرجل والمراه في الاستقلاليه بالحياه
    على اختلاف المجتمع الشرقي عن الاوروبي
    الا من بعد زيارة فرنسا ما زالت حتى تقاليدهم تحكمهم والنزعه ما بين المدينه والقريه

    فانا اقف بجانب سلوى وكل قارئ سوف يقف بجانبها لانه حياة التعليم والاستقلال المادي يحتاج الى استقلاليه باتت مرسومه على العيش لوحدنا في بيوت تحوي اجسادنا الطاهره
    دمتي زميلتي ميسا دمتي
    قضيه تستحق الكتابه بها

    ردحذف
  2. شكركثيرا صديقتي وعد، واتمنى أن يبدا المجتمع بأعطاء المرأة ابسط حقوقها في التعليم والمراث، وعطأها الحق في الأستقلالية التامة في أختيار قرارتها.

    ردحذف
  3. عزيزتي ميسا رائعة بأفكرك انا مع استقلالية الفتاة الى ابعد الحدود لكن ما هي هذه الحدود حتى الشباب(الذكور) هناك خطوط حمراء لا يجب تعديها مثل السهر الى وقت متاخر مع رفاق ليس لهم علاقة بالاسرة ولأول مرة يلتقون بهم يجربون كل محرمات المجتمع من شرب او مخدرات او مع اناث بدون ان يكون بينهم خطوط حمراء كما في الغرب هل هذه هي الاستقلالية التي تريدها الفتاة ما العيب في وجودنا في ظل الاسرة العاقل هو من يستفيد من تجربة الاخرين اذا ارادت الفتاة ان تستقلاقتصاديا وتبني نفسهابنفسها دون الاعتماد على اي كان سوف تتعرض للكثير مما تعرضت له سلوى خصوصا اذا حاولت ان تعمل في مهن تقتصر على الشباب غالبا مثل المطاعم والمقاهي والسكرتاريا وغيرها...
    سيمر الوقت سريعا دون ان تدري وهي تجاهد لاثبات ذاتها سؤالي لك مرتا اخرى ما هي الحرية وماذا تريدون منها هل دائما كلما اختلفتم مع من هم اكبر منكم او اكثر تجرنة صراع اجيال ربنا معاها و يحميها من نفسها اولا و من ولاد الحرام

    ردحذف
  4. الكفر عناد ليس كل ما في قيمنا و عاداتنا خطأ ويجب ان ننسلخ عنه وليس عيبا ان تسكن وحدها فما دمنا سمحنا لها بالخروج للتعلم فلن نضع عليها حراسا فالحارس وازع داخلي تربت عليه منذنعومة اظافرها قد تحيد عنه احيانا لكن سرعان ما يصرخ فيها من داخلها لماذا واين تذهبين وكيف ستعشين بين اناس لن يقبلوك وهل ستبقين دائما فريسة سهلة لمن يدعون الحرية.
    اراهنك بكل ما تريدين ان ليس هناك من اسرة ترضى بسكن ابنتها وحيدة حتى لو كان قريبا منهم
    الانسان بطبعه اجتماعي فهل ستسطيع ان تعيش وحدها دون من يستمع لها او يشاركها نفس الفكر.
    ليس الاهل بسجانين لكنهم يحبون ابنائهم ويخافون عليهم حتى الولد يفضل ان يسكن مع مجموعة وليس وحده.
    حريتك تنتهي عندما تنهك حرية الاخرين ةعندما تخرج الفتاة عن المألوف فأنها لا تؤثر على نفسها فقط وانما تؤثر على اسرتها خصوصا الاناث والاخوة الذكور الذين تاخذهم الحمية لما يسمونه الشرف.(حات حلها بعدين) والله يسطر من عاقبة كلمة ابن حرام . (الولد العاطل بجيب لاهله المسبة) يعني الحدود مش بس عالبنات لحالهم، كلاهما انسان وله نفس الحقوق، امل ان يأتي الوقت الذي تهم فيه الحرية بالشكل الصحيح.
    واشكرك على طرح هذه الأفكار فهي تدعوا الى عصف ذهني عند الأباء والأبناء .

    ردحذف
  5. الحرية لها انواع والحرية التي تطالب فيها الفتاة كما اعتقد هي هي الحرية الشخصية
    بغض النظر عن اهمية العائلة وكيفية التواجد معها
    انا من الأشخاص الذين يعارضون سكنة الفتاة لوحدها ولكني اذا عرفت فتاة تسكن لوحدها لن استحقرها او انبذها عن الفتيات الاخريات لانو الشريفة في دار ابوها بضل شريفة برى بيت ابوها ولي بحسد سلوى عليه جرأتها انها قدرت تطلع برى بيت وتسكن لوحدهاوهل راح تنقبل في هذا المجتمع
    وراح تتجوز؟؟؟؟؟ ومين حيقبل فيها
    اخلاص

    ردحذف
  6. ما هذه المواضيع التي يتم طرحها الا مواضيع تفسد اخلاق شبابنا وهذا خروج عن المعروف والعادات السائدة فكما قالت السيدة الفتاة تبقى في بيت ابيها معززة مكرمة ولا تخرج منه الى الى بيت زوجها وهذا يحميها من كل الاخطار الخارجية
    ولا ننسى ان مجتمعنا اصبح يأخد من عادات الغرب ويتعلم منهم
    فكفنا تقليد للغرب فهذا خارج عما تربينا عليه

    ردحذف
  7. ما العيب في هذه المواضيع، فهي لا تؤدي ولا تضر ولا تغني من جوع، فهل رأيت يا اخي شيئا طبق فيها مازالت الفتاة محكومة لا تستطيع ان تستقل في ياتها ال ما ندر.
    لتمنى لو ان استطعت ان اعيش تجربة سلوى بالعيش لوحدها دون ان اخا من ظلم المجتمع
    والحيات لا تتمحور حول شريك الحياة بالعكس فهي اكبر من ذلك ان تشعر الفتاة باستقلاليتها هذا شيء رائع
    وانا اعلم ان غالبية الفتيات ينظرن لهذا الموضع بشكل محير ولكن في داخلهن يشعرن بالغيرة من سلوىفقد حقت ما لم تحققها غالبية الفتيات وهي الاستقلالية
    صديقتكم المجهولة

    ردحذف
  8. شو الواحد بدو يكول الله يستر ع بنات الناس وبس.
    لا حول ولا قوة الا بالله.
    محمد

    ردحذف
  9. بالعكس انا اعتقد ان سلوى هس فتاة جريئة وقد استطاعت ان تحقق هفها فليس هناك خطئ في ان تعيش الفتاة مستقلة في بيت هي تملكه ليس لابوها او لزوجها
    وليس الهم الوحيد للفتاة في هذه الحياة ان تجد زوجها المستقبلة فعقل الفتاة اكبر من ذلك
    وفي النهاية الشاب اذا كان يحب الفتاة فلن يهمه شئ .
    هناء

    ردحذف
  10. الخطأ مصدره نشأ من التخلف في التفكير عند بعض الأهل، قد يكون رأي اي شخص في البداية ان لا يسمح لإبنته او اخته ان تعيش وحيده او ان تستقل في حياتها، ولكنني وبعد تجربة أضع كل شيء جانباً وأعطي إبنتي أو امرأتي او حتى "حبيبتي" ((حرية التصرف طالما أنا أثق بها وطالما ان الثقه الموجودة بيننا لم تخدش، وطالما هي تقول لي كل ما يحصل معها في وقت انفرادها في المعيشه عني)) .

    ومن يتابع كلام الناس لا يعيش في هذا الزمان،،

    ردحذف
  11. أولا اشكرك يا عزيزتي ميسا على هذه المواضيع الرائعة وعلى المتابعة الدائمة . ثانيا أود ان اقول لك ان الخطأ ليس في العادات والتقاليد وانما فينا نحن وفي طريقتنا في التعبير عن عاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا وافكارنــــا وذلك لاننا نشـّوه كل ما هو جميل في حياتنا وهو "المرأة الام والاخت والصديقة والرفيقة والطبيبة والمعلمة والملكة والرئيسةو الوزيرة والصحافية والكاتبة والعاملة..... " وهذا التشويه ليس له عملية تجميل الإ بيد المرأة ذاتها.. عن طريق تقوية ثقتها بذاتها داخل مجتمع قام بقذف ماء نار على صورتها وشوهها، لذلك من الان وحتى اشعار آخر ستكون الفتاة والمرأة الفلسطينية مختلفة بصنع يدينا وايدي سلوى وأخواتها.

    ردحذف