Main topics

نوفمبر 29، 2010

هل سأنتظر كما انتظر جدي؟


وقفتُ في وسط البيت، تأملت زواياه وحجارته، جددت عهدي لكل أجزائه بأنني باق ولن أبعتد ،ثم خرجت واغلقت الباب بإحكام. سمعت صوتا يناديني ،إنه ذلك الصوت الحنون الرقيق لطالما تعودت أن أسمعه كل صباح ،كان دائما فرحا مليئا بالتفاؤل والحب ،اما الآن فالحزن يشوبه ويغطي ترانيمه العذبة ،نظرت نحو الصوت ،انها جميلتي تزهو بلونها الاخضر هي الحنونة التي تجود لي في كل عام بثمرها البرتقالي ،كانت تتوسل: "إبقى ولا ترحل لمن سوف تتركني؟" 
"من غيرك يحنو علي؟
من غيرك يسندني عندما يزيد حملي ؟"

 
قلت لها سأظل قريبا ولن أرحل، هنا فلسطين وهناك فلسطين،ولن أتاخر سوف أعود قريبا عندما تنتهي الحرب .
لم ادرك أن هذا آخر عهد لي في ذلك البيت ،لم أكن ادري أنني لن استطيع العودة إليه أو حتى مشاهدته من بعيد ،فمشاهدته أصبحت جزء من الحلم الفلسطيني.



هذا ماقاله لي جدي عندما سالته عن بلدتنا البعيدة ولماذا خرج منها، ولماذا يحمل تلك الاوراق الصفراء التي اكل الزمن اطرافها ،هي اوراق الحق الذي لا يضيع.
لازمتني بعد موت جدي، اعتنيت بها لاعود الى ذلك البيت البعيد ،دخل جدي وليمته الاخيرة دون ان يعود لكن عظامه تنتظر ان تلتف بتراب تلك الارض ، وانا ايضا انتظر ان اعود لكن هل سأنتظر كما انتظر جدي ؟؟؟!!
   الصور:-
  صورة لفتاة تنظر الاوراق التي تركها جدها (عدسة : لولو هندي )

هناك تعليق واحد:

  1. صديقتي لولو / يافا الجميلة البعيدة

    لأننا نتمسك بأوراقٍ رحل صاحبها وبقيت، ولأننا نحتفظ بمفتاح العودة الذي أصابه الصدى بعد ستين عام، والقلب لم يصدئ بعد .. ولن يصدئ ،ولأنَ لنا اراض تنتظر عودتنا .. وشجر برتقال لا زال ينظرُ الى طريقٍ يأتي اليه بأيدينا .. سنعـود

    هنـا // أغنية لكِ .. لِـ يافا

    http://www.youtube.com/watch?v=ExYAJXGIqE0&feature=player_embedded

    ردحذف