Main topics

ديسمبر 29، 2010

أسيرات فلسطين... ماذا بعد الحرية ؟؟؟

بوستر يطالب بالحرية لأسيرات فلسطين / أخذ من نادي الأسير الفلسطيني
تعيش الأسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية ظروفا صعبة جداً، ومعاناة يومية دائمة، من تحقيق وضرب وعزل وغير ذلك الكثير . ولكن هذه المعاناة لا تنتهي بمجرد الإفراج عنهن ، حيث يواجهن بعد ذلك معاناة  أصعب تتمثل في ظلم المجتمع لهن، وصعوبة الحصول على عمل، مما يؤدي الى خلق مشاكل نفسية وإجتماعية تبقى معهن الى الأبد، المعاناة في السجن سببها إسرائيل ،  ولكن المعاناة بعد الإفراج من هو المسؤول عنها ؟؟؟

تقول الأسيرة المحررة غزلان حجة من الخليل :" لقد تقدمت بطلبات توظيف لجميع الوزارات تقريباً ، ولم أحصل على وظيفة حتى الآن  لإن التشييك الأمني كان يظلمني على أساس أني منتمية للجهاد الاسلامي ، وكنت قد عملت في نادي الأسير في الخليل مدة شهرين دون أن يعطوني راتبي، و تم بعد ذلك فصلي بلا سبب ، بالتأكيد فصلت لإنني لست من فتح ".
نجد أن معاناة الاسيرات والأسرى أيضاً زادت في ظل الإنقسام بين فتح وحماس، حيث أن معظم مؤسسات الضفة الحكومية لا توظف من هم من حماس أو الجهاد الاسلامي، والعكس صحيح في غزة.

أما الأسيرة المحررة عبيدة أبو عيشة، فمعاناتها تتمثل في ظلم المجتمع لها من ناحية وعدم إيجاد عمل من ناحية  أخرى :" أشعر بأن المجتمع ظالم جداً بحق الأسيرات ، حتى أن حماتي صدمت عندما قال لها إبنها أنه يريد الزواج بي مع أنها كانت تعرفني وتحب شخصيتي، إلا أنها قالت له :"هاي ممكن تكون صاحبة، صديقة بس زوجة لأ، اليهود ما قدروا عليها بدك نحنا نقدر عليها؟؟ "". ولكن المعاناة الأخرى كانت كما تقول عبيدة :" توجهت لمؤسسة إقراض لأخذ قرض لعمل مشروع  حضانة أطفال ، وكانت المسؤولة هناك مرحبة جداً بفكرتي وعلى وشك أن توافق على منحي القرض، ولكن عندما علمت بأني كنت أسيرة لمحاولتي تفجير نفسي بعملية إستشهادية ، صدمت وأخبرتني بأنها ستعرض الموضوع على الإدارة ، مع أنني عرفت أن الجواب كان الرفض من ردة فعلها، وهو ما حدث بالفعل".

هل السجن كان سبب لعدم زواج الكثير من الأسيرات بعد إطلاق سراحهن ؟؟؟
هذا السؤال الذي طرحته على الأسيرة المحررة إحسان دبابسة التي أجابتني :" نعم السجن كان سبب لعدم زواجي، حالي حال معظم الأسيرات ، لأن الناس يعتقدون أن الأسيرة يعتدى عليها جنسيا ويتم إغتصابها بالسجن ، وبالتالي تفقد عذريتها ، ولكن ذلك غير صحيح أو على الأقل لم يحدث لي ولم أسمع عنه طوال فترة سجني ".. وللعلم فقط فإن إحسان هي الأسيرة التي ظهرت في الشريط الذي بثته قناة الجزيرة لجندي اسرائيلي يرقص حولها.
ولكن حتى لو كان صحيحاً أن بعض الأسيرات يتعرضن للإغتصاب في السجن، هل يكون ذلك ذنب الأسيرة وهل هو وصمة عار يجب أن تحاسب عليها وتدفع ثمنها طوال حياتها ؟؟ غير الثمن الذي تدفعه داخل السجن وفقدانها لحريتها وحياتها.

نرى الكثير من المؤسسات ترفع الشعارات وتنادي بالحرية للأسرى ، وحكوماتنا تعتبر قضية الأسرى من الثوابت الوطنية ، هل أصبحت هذه كلها مجرد شعارات ننادي بها ليسمعنا العالم فقط ؟؟؟
 وهل الراتب الذي تدفعه وزارة الأسرى للأسيرات والذي لا يتجاوز الالف شيكل يكفي في ظل غلاء المعيشة الحالي، وفي ظل عدم وجود مصدر رزق آخر ؟؟
 وهل لقمة العيش هي فقط ما تبحث عنه الاسيرة  من خلال العمل، أم تحقيق الذات والإندماج في المجتمع ونسيان تجارب السجن القاسية هو ما تتطلع اليه ؟؟؟




هناك 4 تعليقات:

  1. اولا: الموضوع رائع وثانيا: مهم جدا جدا
    ثالثا: العادات والتقاليد و الافكار الرجعية التي كانت في الماضي ما زالت في الحاضر والعلامات على ذلك هو وجود التفرقة والعنصرية والسلطوية الذكورية في مجتمعنا ، حتى الاناث تشجع على هذه الفكرة والدليل هو (لم توافق على اعطائها قرض... ولم ترضى بتزويج ابنها لسجينة سابقة...والخ) وهذه قاتل قاتل قاتل اكثر من الاحتلال.. لان احتلال الافكار التخلفية لعقلنا هو احتلال أقسى من الاحتلال ذاته لأراضينا.
    رابعا: المعاناة التي يمر بها الاسير في السجن هي عبارة عن معاناة حقيقية في نظر الشعب أجمع، لكن المعاناة التي تمر بها الاسيرة في السجن هي ليست معاناة بل عار. مع ان الاثنان (الاسير والاسيرة) تم أسرهم لسبب واحد وهو فلســطين. فالشعب فيلسوف والكل يفهم فيما لا يعنيه والباقي عندكم...

    شكرا رشا على هذه البادرة الرائعة

    ردحذف
  2. هذا هو الواقع يا ايناس .. الواقع الذي يجهله الكثير
    فنحن فقط ننظر لمعاناة الاسيرات داخل السجن ولا ندرك المعاناة التي يواجهنها من المجتمع وهي التي تتمثل بما ذكرته في مقالتي وغيره الكثير الكثير .
    أما بالنسبة لظلم المرأة للمرأة فهو برأيي في كل شي في الحياة وهو اكثر من ظلم الرجل للمرأة.

    ردحذف
  3. ها هو الحال فعلا
    فعلا المعتقله الفلسطينه والاسيرة المحرره على حد سواء تعتبر من النساء التي تقف على حافة العالم

    لانه لا المجتمع عارف شو بدو ولا حتى هي من كل اعباء السجن والتنكيل بحقها عارفه شو بدها

    يعني :" والله ظلم واجحاف بحقنا انه انعاملهم هيك ونوقف بوجههم بعد خروجهن من سجون الاحتلال ...وبالمقايل بتلاقي الف واحد ووحده بوقفوا كل اسبوع اعتصام قدام الصليب الاحمر للافراج عن الاسيرات والاسرى ويعني بعد ما بطلعن بلاقوا كل هالاجحاف
    يعني حتى مجرد انها تلاقي شغل ما في ..عدى عن حرمانها كما اتفضلتي اخت رشا من قروض ..والزواج وذلك طبعا للتشكيك في عذريتهن ... الخ "

    * معلومه اكيده تم التتبع حولها من قبل الاجهزه الامنيه من ناحية استغلال اخر وهي كالتالي:


    "انه لا يتوقف الامر على هذا المنوال فلسطات الاحتلال تستغل نظره المجتمع لهن في مجتمعاتنا بعد خروجهن وتحاول ان تتعامل معهن بسبل التشجيع من قبلهن والاغراء لكي تقوم بالتعامل مع الموساد الاسرائيلي ونقل المعلومات لهم ...."

    (استغلال ضعفهن في مواجهة المجتمع اصبح سلاح بيد العدو لتتحول الفتاة الاسيرة المناضله الى جاسوسه للاحتلال وكل ذلك من ظلم المجتمع )


    اسفي على هالمجتمع الظالم الذي يفخر فقط برجالهم لانها تتحلى بالفحوليه كما وان المجتمع خلق فقط للانجاب وعدم تتبع المسؤوليه اتجاههن

    ردحذف
  4. عزيزتي رشا
    اتذكر اني كنت قد كتبت عن نفس الموضوع ، وهو كيف يتقبل المجتمع الاسيرات المحررات وهل يحويهن ام انهن يصبحن عبئا ثقيلا؟
    وقد تحققت بنفسي ان المجتمع يظلمهن لا بل ويسحقهن، والكثير منهن يحاولن تجاهل هذه الحقيقة ومداراتها!

    بالأمس سمعت أحدهم يقول عن اسيرة محررة " شو كاينة تضرب صواريخ ع اليهود؟ ليكون بدها تحرر البلاد!!"
    فما كان مني الا ان طأطأت رأسي حزنا على امة ما عادت تعني لها الثورة شيئاً!

    شكرا رشا على ما قدمتهِ لنا هنا.

    ردحذف