Main topics

يناير 03، 2011

ذاكرة ما بين توفيق زياد ...وعام الثورة ال46

 موقع كل العرب
الشاعر الراحل توفيق زياد
مرت حقب ذات طابع طويل ومؤلم على ثورتنا الفلسطينية لتتمم عامها ال 46 في 2010/12/27. وها نحن نضيف سنه بعد سنه ثقل وحمل على مسيرة ثورتنا النضاليه , ولكن حينما يذكرنا أحد بمعنى الثوره تستفيق الحكايات في داخلنا, فالبعض يتكلم عن أيام الحرب والنزوح والآخرون تنتابهم لحظات من الشوق الى الماضي الذي ذهب ولم يعد. ولكن وبشكلٍ عام  نعتز بثورتنا ونفرح أن أحدهم قام بتجليلها، نظراً لإنبثاق  مشاعر داخليه تعزز صمودنا وأن حكاية الوطن لن تموت , وأن هناك أناس قد رسموا ثورة وتراث ضمن مسيرتهم النضاليه التي ما زالت تصدح بهم وتذكرنا بهم، كأمثال الكاتب والشاعر توفيق زياد الذي اعتنق كما كان يقول لنا ويردد :" انني يا سادة اعتنقت دين الثوره ".

وما لي اليوم الا أن أستذكرك معلمي وموجهي وأبي توفيق زياد , لأنني أفتقدك كما غيري يفتقدونك, ومن بعد تعمقي فيك شعرت أن  ما لثورتي إتجاه وطني وقيمة الا عندما أستذكرك لأنني على أمل بأن أصدح بالقليل منك , لأنك إبن فلسطين وإبن الشمال الذي لاحت جباهه في أول أعوام الثوره الفلسطينيه .فعام الثوره يتجدد وعام رحيلك  يتجدد معها , تداعيات رحيلك قد أنجبت في داخلنا حنين وثوره اليك, فمن بعد أذن روحك الخالده دعني أذكرهم بك.

حكايتي مع الباحث خالد عوض ..
كنت في أمسيه في  رام الله حين سمعت من عريف الحفل بأن اليوم هو ذكرى وفاة توفيق زياد , فاختلطت في مخيلتي صور قديمة وحديثة , مظاهرات , حكايات , احتفالات , انتصارات , كلها مرت من أمامي كشريط سينمائي بلحظة عجزت فيها عن الكلام , كنا حينها أطفالاً لا نتجاوز الرابعة من عمرنا عندما خرجنا في مسيرة لتكريم روح الكاتب والشاعر توفيق زياد  في عام وفاته سنه 1994.

مع علمي وإدراكي بأن عظام جسده الآن باتت سماد تدفيء قبره الكائن في مدينة الناصرة  , الا أن علامات الإستغباء ما زالت تذكرني بذلك الموقف المحرج والمؤلم ..عندما التقيت بالباحث والكاتب خالد عوض وسألته : هل فعلاً أستاذنا توفيق زياد قد توفي ؟!!
بوقتها انهالت الضحكات على فاهه , وقال : " سؤالك هاد سألته لحالي أول ما أجاني خبر وفاة الكاتب توفيق زياد وبلشت زي الملطوش على راسه اسأل توفيق زياد مات يا جماعه , مات ؟!...مات ؟!.." .
إغرورقت عيناه وهو يتكلم عنه وينصب لي الحكايات التي دارت بينه وبين الكاتب , وفي نهاية الحديث  أهداني كتاب من تأليفه عن دراسة فلكلوريه من نتاج توفيق زياد بعنوان " عذّب الجمّال قلبي ".
وقد انهالت على ذهني معلومات كنت أحتاج الى تأكيدها عن الكاتب الذي أحبه ( توفيق زياد) وعن سيرته النضاليه التي قصها علي الباحث خالد عوض إلا أنني أدعوكم لتقرأو( تداعيات الرحيل) التي خطّها خالد عوض الى الكاتب والراحل توفيق زياد، التي تمثل نموذجا بسيطا عن مسيرة الراحل النضاليه في الحفاظ على مسيرة النضال التي ظهرت من خلال محاولاته المستمرة في مواكبة التراث الشعبي الفلسطيني .

   وأردد مقوله الباحث خالد عوض " أجل ها هي  حال الدنيا , تمتزج حلاوتها بمرارتها , تستل من كنانتها أسهمها النارية لتحرق قلوبنا ولترينا ان السهم إن أصاب نزف الفؤاد".



الصور :
* الصوره أخدت من موقع كل العرب وتم اجراء التحسين عليها من قبل وعد القاسم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق