Main topics

يناير 07، 2011

لجوء سياسي الى "اسرائيل" !

حجاج ارتيريون في كنيسة المهد عشية عيد الميلاد / بشرى فراج
لا بد انّا نذكر جميعا عشية عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، عندما جابت دوريات الجيش الاسرائيلي مدينة بيت لحم برفقة افراد من الامن الفلسطيني. تفاجئ اهالي المدينة بهذا الحدث رغم انه لم يكن الاول من نوعه. ولكن ان تستوقفني كلمات عبرية من لسانٍ عربي لآخرٍ اجنبي في قلب ساحة المهد ليلة الميلاد المجيد امس فإن هذا ما لا يُصدق. ظننت اني لم اسمع جيدا لشدة ما تعج الساحة بالحجاج القادمين من انحاء العالم للاحتفال بعيد الميلاد وفق التقويم الشرقي.
وقفت لانظر باتجاه صاحب الصوت فوجدته بائع فلافل يعرض بضاعته على سياح ذو بشرة داكنة نسائهم يرتدون مناديلا تشبه "خرقة" جداتنا، وبفضول سألته: "لماذا تتكلم العبرية معهم؟!"، فقال ان الوفد من اسرائيل، فسألته "ماذا تقصد؟"، وغاب صوتي بين الوفود. ما ان وصلنا الى الساحة حتى تبين لنا ان جميع الحجاج بنفس الشكل واللون والملابس الغريبة، ما ادى الى دهشتنا لأنا كنا قد هيئنا انفسنا لرؤية اجانب شقر جاؤوا من اوروبا و امريكا. على فوري، ذهبت الى اقرب مجموعة وسألتهم "من اين اتيتم؟" فقال احدهم " من تل افيف"، فقلت " هل انتم اسرائيليون؟" فاستنكرت المرأة التي تحمل طفلا على ظهرها ذلك بشدة وقالت "لو، لو" وبلغة انجليزية مكسرة قالت: " نحن عرب من ارتيريا". واتضح لي بعد ان اغدقت المجموعة باسئلتي انهم مهاجرون من ارتيريا وهي دولة افريقية "يحدها البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا والسودان من الغرب، اثيوبيا وجيبوتي من الجنوب ". 

وكانت وزارة الداخلية الاسرائيلية قد قررت عام 2008 منح تصاريح عمل لمجموعة من اللاجئين الارتيريين نظرا للاضطهاد غير الانساني الذي يخضعون له في بلادهم، وقد جاء معظم هؤلاء اللاجئين من تل ابيب وذلك ما لاحظته كل ما سألت احدهم عن مكان سكنه. يصل عددهم الآن في الداخل ما يقارب 8500 لاجئ ، يعملون كعمال نظافة وحراس وخادمين في البيوت الاسرائيلية، بعضهم يتكلم العربية او شبهها وبعضهم يتحدث اللغة التيغرينية وهي اللغة المتداولة في ارتيريا، ويرفضون بشدة التحدث باللغة العبرية ومقتهم لِ"اسرائيل" بدا واضح جدا، حيث قال احدهم: " لا نحب ان نتكلم العبرية، انها لغة التواصل مع الاسرائليين فقط، اما في ما بيننا فنتحدث اللغة العربية او التيغرينية".

صادفت شابا منهم يضع على كتفه الكوفية الفلسطينية، وسألته ان كان يحب فلسطين او اسرائيل، فقال "نحب فلسطين، اما اسرائيل فهي للمصاري فقط"، وقال انه لا يتجرأ ان يلبس هذه الكوفية في الداخل.
وظلت المفارقة العجيبة تزن في رأسي " هل يلجأ احدهم الى "اسرائيل" لجوءا سياسيا للبحث عن مأوى وسلام؟  كم تتظاهر بالرحمة والعدالة هذه ال"اسرائيل" الفاشية المدعية، تضم "مضطهدين" وتأويهم في بلادنا وتستبد قتلا وجورا في ابناء شعبنا !!".

لمزيد من المعلومات:

هناك 3 تعليقات:

  1. طبعا اسرائيل اصبحت دولة يتم اللجوء اليها، اليس مضحك ان ابناء فلسطين مشردين في مخيمات الشتات لا يستطعون العودة، وتسرائيل يتم اللجوء اليها.. فعلا اين وصلنا نحن من قضيتنا؟!!

    ردحذف
  2. أشكرك بشرى على هذه المقالة الجميلة التي تدعونا جميعا لنفكر فيما تفعله اسرائيل بالشعوب المحتاجة والفقيرة
    هل تعطيهم اللجوء اليها لانهم فقراء؟؟؟ ام لانهم ايدي عاملة رخيصة لا يدفعون لهم الكثير مقابل العمل؟؟؟
    في النهاية حسب رأيي إسرائيل لا تعمل شيئاً الا اذا كان يخدم مصالحها.
    تحياتي

    ردحذف
  3. ليس هناك من هو فاشي كاسرائيل

    ردحذف