Main topics

يناير 22، 2011

التعايش الإسلامي المسيحي في بيت لحم

صورة لكنيسة المهد اخذت بواسطة رشا موسى

صليب يعانق الهلال وكنيسة يجاورها مسجد، أحياء يختلط بها المسلم في المسيحي و منزل المسلم يقابله منزل جاره المسيحي. هذا هو الواقع الذي تشهده مدينة بيت لحم، ولكن هل يعكس هذا الواقع الخلو من المشاكل، أم هناك بعض المنغصات بحكم التنوع الديني.
" إن العلاقة التي تربطنا مع بعضنا البعض قوية، وذلك لأننا نحترم رغبتهم في عدم الخوض في الامور المتعلقة بالدين".  هذا ما قالته لنا ابتسام وهي مدرسة وأغلب جيرانها من المسيحيين.
وأضافت فيما يتعلق بأمور الزواج خصوصاً إذا أراد شاب مسيحي أن يتزوج فتاة مسلمة تحدث بعض المشاكل،  لا سيما وإن قرر الشاب المسيحي إعتناق الاسلام.

 وأوضحت باسمة وهي مدرسة بأنه لا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي إلا في الدين،  فهي تتبادل المساعدة مع  جارتها المسيحية في إعداد حلوى الاعياد سواء في عيد راس السنة ، الفطر ، والاضحى .على عكس ما هو الحال في كثير من مدن العالم فالاحياء  في بيت لحم مختلطة ولا يوجد أحياء مستقلة للمسيحيين وأخرى للمسلمين بل هي مندمجة مع بعضها في نفس المكان.


وبشكل عام لا مكان للنعرة الطائفية بين أبناء البلد الواحد وكذلك الخلافات الدينية،  فالالفة والمحبة اقوى من ذلك بكثير، في وقت تشهد فيه معظم دول العالم إقتتالاً داخليا على الخلفية الدينية، التي تُأصلها المشاكل السياسية .

لكن الوضع يختلف تماماً في المدينة التي وصفت  بمدينة السلام وليس مبالغاً بهذا الوصف،  فهي تجسد السلام من خلال إحتضانها للمسلم والمسيحي بمختلف طوائفه دون تفرقه ين هذا وذاك.
ولا تقتصر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين على أنها خالية من المشاكل،  بل تسود بينهم علاقة إنسانية قوية، فهم يشاركون بعضهم بعضا الافراح والاحزان اضافة للاعياد وغيرها من المناسبات.

هذا ما أكده لنا رائد وهوشاب مسيحي حيث قال" تتمتع بيت لحم بخصوصية لاتوجد بأي بلد اخرمن حيث العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحييين،  فأنا في شهر رمضان أصوم أول ثلاثة أيام مع جيراني المسلمين وأفطر معهم في منزلهم،  وكذلك في الأعياد نزور بعضنا البعض وأغلب سهراتي تكون مع أصدقائي المسلمين سواء في الايام العادية أو أيام الأعياد،  ولا نشعر بأن هناك فرق بيننا وهذا يعود للتربية والنشاة،  فمنذ ولدت كان أهلي وجيراني المسلمين تربطهم علاقة مميزة مع بعضهم البعض،  ونحن أصبحنا اصدقاء مع ابنائهم، وهكذا تستمر العلاقة.

 وتقول بشرى وهي طالبة في جامعة بيت لحم أن اخر ما تسال عنه زميلاتها هو ديانتهم ، وبالصدفة تعرف أن بعض زميلاتها التي تربطها بهن علاقة قوية هن مسيحيات ، حيث المهم بنظرها هو التفاهم بغض النظر عن الدين.
وقالت جانيت وهي مسيحية :"أنها تلبس بناتها في أعناقهن اية الكرسي لانها تدفع عنهن الشر".


أما المرشد السياحي عبد الله فقال:" يستطيع المسلمين زيارة جميع الاماكن المسيحية والكنائس،  فنحن أبناء وطن واحد ولنا رب واحد حتى لو اختلف الدين" .

وأشار احد حراس كنيسة المهد أنه في كثير من الأحيان لا يستطيع التمييز بين المسلم والمسيحي خصوصاً أن كثيراً منهم يكونوا مع بعضهم البعض.

وتبين لنا وجود عائلة مسلمة تسكن في دير كنيسة المهد، وتربطها علاقة متينة بين الرهبان والقائمين على الكنيسة ، حيث كانت فتاة وأمها لاجئات من منطقة المالحة تساهمان في الحفاظ على الكنيسة،  وبعد وفاة الأم بقيت الكنيسة ترعى الفتاة لغاية اليوم حيث تبلغ الخمسين من العمر.
فيما تقول سارة وهي أم لفتاة وولدين :"اتبع طريقة معينة في تربية أبنائي لأنه بحكم التنوع الديني يوجد أمور لا تتناسب مع ديننا كالمسكرات وغيرها وهي تتوفر بشكل كبير في المحلات، أطر لبذل جهد أكبر مع أبنائي للابتعاد عنها، كذلك ابنتي اوضح لها ما يسمح به ديننا من ناحية اللبس وما لايسمح به .

وعلى صعيد المقاومة وقف المسيحي والمسلم صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال،  وهذا تجلى في حصار كنيسة المهد التي ضمت المقاومين المسلمين والمسيحين ، على الرغم من المحاولات الاسرائيلية المتكررة للايقاع بين المسلمين والمسيحيين، وإثارة الفتنة والمشاكل الا أنه كتب الفشل لجميع هذه المحاولات  .


يعتبر التعايش الاسلامي المسيحي في  فلسطين بشكل عام وبيت لحم  بشكل خاص نموذجاً ايجابياً لحوار الاديان  والانسجام بينها، ومثالا يحتذى به في جميع أنحاء العالم،  وهذا ينعكس على مجمل الحياة  حيث يسود الأمن والطمأنينة بين السكان، كما تلمس المحبة المتبادلة بين الطرفين المسلم والمسيحي، ويذكر أن العهدة العمرية التي اعطاها عمر بن الخطاب لاهل الذمة ساهمت في تقوية اواصر العلاقة.



* صورة لكنيسة المهد أخذت بواسطة رشا موسى
* كنيسة المهد
* حصار كنيسة المهد
* العهدة العمرية
* فيديو عن حصار كنيسة المهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق