Main topics

فبراير 23، 2011

نفس الرجال بيحيي رجال

    لم يكن احد يتوقع  ان دقات الساعة  التي اعلنت عن بداية العام2011 ،  تحمل في طياتها إعلانا عن احداث على الساحة العربية ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه،  أحداث تتزاحم وتتلاحق  كالعاصفة التي تقتلع كل  ما  يمر امامها. هذه العاصفة  السياسية،  تنذر بتغيرات ستترك أثرا  ليس على الصعيد العربي فحسب،  بل  العالمي أيضا ويعتمد حجم هذه التغيرات، على ما ستقتلعه هذه العاصفة  من انظمة وما ستبقيه.

تونس الخضراء تحولت لتونس التي تشتعل نارا وغضبا،  فاحراق محمد ابو عزيزة لنفسه كان اكبر مثال لتجسيد الجوع والفقر الذي تعيشه تونس منذ سنوات طويلة،   ومن هنا كانت البداية الكفيلة بانطلاق الشرارة
    في تونس ،  التي اخذت تسير لتشعل العديد من البلدان العربية الاخرى.
ثورة الشعب التونسي - ويكيبيديا
الجوع الفقر والحرمان عناوين هامة في الثورة التونسية أدت لأن يغضب الشارع التونسي ويخرج عن صمته، ويطالب بالإصلاحات الجذرية، ويصر على رأيه  حتى كانت النتيجة الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن على،  على امل ان يستلم البلاد من يحقق مصلحة الشعب ويجري الاصلاحات ، والتغييرات بما يتناسب وامال الشعب،  الذي سئم الجوع والغربة والبحث عن لقمة العيش خارج البلاد.

وما ان انتهت العاصفة في تونس حتى انتقلت لمصر،  فالشعب هناك يعيش ظروفا ليس بافضل حال من الشعب التونسي ، اكثر من (80 )مليون مواطن انهكم الفقر وخرج معظمهم لميدان التحرير ليعبروا عن رفضهم للوضع، الذي لم يتغير منذ ثلاثين عاما.


ايام تمضي تلو الاخرى واحداث تتسارع  يشاهدها الملايين  على شاشة التلفاز، واعتداءات على الصحفيين وصرخات من هنا وصرخات من هناك ،  وقتيل هنا وجريح هناك استمر الوضع هكذا ل17 يوما  دون أن يقبل الشعب وقادة ثورة 25 يناير بأي خطاب ووعد من مبارك،  ولم يردعهم سقوط الشهداء والجرحى منهم،  بل كان دمهم الوقود المستخدم في إشعال الثورة وبعد  صمود و تجمع الملايين  امام ميدان التحرير،  خرج عمر سليمان ليعلن عن تنحي محمد حسني مبارك عن الرئاسة، و بالتالي شهد ميدان التحرير تحريرا جديد المصريين يوم 11/2/2011) وانطلقت الاحتفالات في جميع انحاء مصر والوطن العربي
ومازات الشرارة التي بدأت في  تونس تشتعل في بلد تلو الاخرى، أحرقت لغاية الان نظامين، وبدات تطال النظام في البحرين واليمن والجزائر وليبيا وكذلك ايران ، فخروج مجموعة من المتظاهرين في هذه البلدان، ينذر بأحداث جديدة  ستصنع تاريخا جديدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق