حكومة الظل الشبابية الفلسطينية: واقعٌ شبابيٌ جديد

أعضاء حكومة الظل الشبابية الفلسطينية

في ظل هبوب رياح التغيير والثورات العاصفة التي يمر بها العالم العربي، وفي ظل الانتفاضات الشعبية التي يحدثها الحراك الشبابي الذي صار يعِ قدرته على صنع واقع جديد، نشأت فكرة حكومة الظل الشبابية الفلسطينية، وما أحوجنا لمثلها، إذ تتخبط المنطقة بانقسام يمزّقُ فينا القيم ويبعدنا عن هدفنا الأسمى، وبقادة يكبر العمر بهم ولا زالوا "شباب". كان لا بد من انطلاق مبادرات شبابية تدعو الى العمل الجاد من أجل إيصال صوت الشباب والمساهمة في تسليط الضوء على قضاياهم ومطالبهم، ومن بين هذه المبادرات كانت فكرة حكومة الظل الشبابية الفلسطينية والتي تهدف الى تعزيز المشاركة السياسية للشباب الفلسطيني وتنمية دوره في التأثير والتغيير على واقعه الاجتماعي والسياسي.

 كان لمدونة النظرة لقاء مع السيد هشام هندي رئيس حكومة الظل الشبابية الفلسطينية والذي حدثنا عن نشأة حكومة الظل، " هي فكرة شبابية نشأت من الشباب انفسهم وهذا أهم ما يميزها، حيث اننا كنا قد عملنا في مؤسسة ملتقى الطلبة على مشروع الشبكة الشبابية وكان من ضمن نشاطات الشبكة انشاء لجان شبابية تضم لجنة العمل، لجنة السياسة، لجنة الشباب المبدع، لجنة التدريب، ولجنة التعليم، ولهذه اللجان قادة شباب فكروا بعد تنفيذ مبادراتهم بتطوير برنامج الشبكة الشبابية بمساعدة المؤسسة بحيث تتطور فكرة اللجان الى وزارات، وتم بهذا الصدد الاعلان عن حكومة الظل الشبابية من خلال وسائل الاعلام المتعددة، وتلقينا 52 طلبا للاستمارة الخاصة وعرضت ثلاثين منها على مقابلات لجنة مختصة ، تم اختيار 10 وزراء ووزيرات من مختلف محافظات الضفة الغربية، بالإضافة الى رئيس الوزراء ولجنته الذين تم اختيارهم بناء على برنامج الشبكة الشبابية التي أسست الفكرة".

تتكون حكومة الظل الشبابية من 10 وزارات كما يلي:

وزارة الداخلية- خلود العموري
وزارة الخارجية- صفاء سدر
وزارة الاسرى والمحررين- بلال عساف
وزارة البيئة- ثائر طنينة
وزارة الثقافة- ميادة حشيش
وزارة التربية- والتعليم محمد وحيد
وزارة الشباب والرياضة- نهار شمروخ
وزارة السياحة والآثار- سلام محرم
وزارة شؤون المرأة- ابتسام شواورة
وزارة العدل- امال كواملة
بالإضافة الى رئيس الوزراء هشام هندي ونائب الرئيس وستة لجان على النحو التالي:
لجنة التخطيط الاستراتيجي، اللجنة  المالية، الحكم المحلي، لجنة الاعلام، الأمانة العامة والعلاقات العامة.

وعقب اختيار القيادات الشبابية تم عقد معسكر تدريبي خاص بالوزراء واللجان، شمل تدريبات عن حكومة الظل، كيفية تشكيلها وآلية عملها، تدريب عن الحكومة الحقيقية – السلطة هيكليتها وتشكيلها، النظام الأساسي الفلسطيني، وتدريب في الديمقراطية والمشاركة السياسية. وفي نهاية المعسكر تم صياغة البيان الاول لحكومة الظل وعقد مؤتمر صحفي للاعلان عن البيان وأداء القسم الدستوري أمام عدد من صناع القرار.

وعن الآمال التي يعلقونها على حكومة الظل الشبابية بما يخص واقع الشباب الفلسطيني، أشار هندي بأن "المجتمع الفلسطيني بطبيعته مجتمع شاب حيث يمثل الشباب اكثر من 60% من المجتمع ، وعلينا ان نولي اهتماما بالغ بهذه الفئة وهذا هو اهم هدف من اهداف حكومة الظل الشبابية ، وهو تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم السياسية وايصال صوتهم للجميع. ولذا نحن سنعمل على متابعة قضايا الشباب في المجتمع الفلسطيني وسنقوم بدرس احتياجاتهم ورؤيتهم وسنقوم بايصال هذه الرؤية الى  حكومة السلطة الفلسطينية والعمل على عكسها ضمن برامجهم، ونأمل بأن يكون هناك استجابة لتنفيذ مطالب الشباب ورؤيتهم ،  كذلك فإننا سنقوم بتنفيذ برامج شبابية تهدف الى تمكين الشباب في المجتمع وتفعيل دورهم السياسي ، والاهم ان نتمكن من ايجاد  قيادات شابة قادرة على تبوء مراكز عليا في الحكومة الفلسطينية ، كي نرى مستقبلا اعضاء مجلس تشريعي ووزراء من الشباب".

ويشير هندي بأن ردود فعل المجتمع المحلي على قيام حكومة الظل كانت حماسية ومشجعة اذ انها علّقت آمال على هؤلاء الشباب بتحقيق ما لم يحققه غيرهم، وهذا ما سيضع مسؤولية اكبر على عاتق حكومة الظل بحد تعبيره. ويضيف " وكذلك كانت هناك ردود مشجعة على المستوى الحكومي والمسؤولين ، حيث تعهد كل من توجهنا اليه بالتعاون معنا والمساعدة في انجاح العمل. وقد كانت هناك بعض الردود الحذرة من الفكرة ، وخصوصا تلك التي لا تعرف اهداف الحكومة ، ونحن نؤمن بان العمل على الارض هو سبيلنا الى كسب تأييد المجتمع". وفي سؤالنا له ان كان هناك تجربة قد تم الاقتداء بها، أشار هندي " لقد اضطلعنا على عمل حكومة الظل في بريطانيا ، وكذلك على حكومة الظل في لبنان ، ولكن سياستنا في حكومة الظل الشبابي تختلف عن سياسة هذه الحكومات ، فحكومة الظل في بريطانيا هي حكومة الحزب المعارض ، وليست شبابية ، وحكومة الظل في لبنان هي حكومة تتبع لتيار المستقبل. اما حكومة الظل الشبابية الفلسطينية فانها مستقلة ، ليست تابعة لأي حزب ، وكذلك هي حكومة تهتم بالشباب وقضايا الشباب في فلسطين وليست حكومة معارضة" .

وقد صرّح هندي انه لم يتم تلقي اي دعم مادي الى الآن سوى الدعم الذي حصلت عليه الحكومة لتنفيذ البرنامج وهو من ال (GIZ) ، "وهذا الدعم لا يكفي صراحة لتنفيذ طموحنا ولا يغطي سوى تبلور الفكرة ، ولكن سنستمر رغم قلة الامكانيات بتنفيذ اهدافنا وبما نستطيع توفيره". وعند سؤاله عن برنامجهم في الفترة التي تلي مرحلة الانطلاق أوضح بأن الحكومة تعمل على صياغة برنامج حكومة وبرامج الوزراء وتشكيل الهيكل الحكومي والذي سيتم الاعلان عنه قريبا، "وكذلك نقوم الان بالتشبيك مع المؤسسات والجهات الحكومية والمسؤولين من اجل توضيح ونشر فكرة حكومة الظل الشبابية".

وفي لقائنا مع وزير الأسرى والمحررين في حكومة الظل الشبابية الفلسطينية بلال عسّاف، وسؤاله عن دور وزارة الظل في تسليط الضوء على وضع الأسرى وقضاياهم، أوضح ان الوزارة سوف تعمل على تشكيل لجنة عليا من الاسرى المحررين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لمناقشة السبل المثلى لمساندة الاسرى داخل المعتقلات الاسرائيلية ومعرفة ابرز التحديات التي يواجهها الاسرى المحررين ووضع سبل كفيلة لمواجهتها من خلال رؤيتهم الذاتية. مضيفا أن اللجنة وبمساعدة المؤسسات الحقوقية الرسمية والاهلية ذات الصلة بقضية الاسرى ستعمل على "مراجعة قانون الاسرى والتشريعات الخاصة بهدف تعديلها واضافة اي احتياجات مستجدة على هذه القوانين بهدف تحقيق مصالح الاسرى" . "ومن جانب اخر سوف تقوم هذه الوزارة على تفعيل كافة الفعاليات الوطنية الجماهيرية والدولية لتسليط الضوء على قضايا الاسرى ودعم صمودهم و مواجهة المعاملة اللانسانية التي يتعرضون لها على ايدي سلطات الاحتلال".

وفي نهاية اللقاء اعرب رئيس حكومة الظل عن أمله بتعاون الشباب الفلسطيني مع الحكومة لتكون قادرة على تحقيق مطالبهم واحتياجاتهم بالشكل اللائق، متأملا ان تكون الحكومة عند حسن ظنهم وعلى قدر المسؤولية التي تقع على عاتقها.

للمزيد من المعلومات:

•  بيان حكومة الظل الشبابية الفلسطينية الأول
• حكومة الظل الشبابية الفلسطينية تؤدي قسم اليمين
• حكومة الظل الشبابية تلتقي قراقع وعيوش

* أُخذت الصورة بواسطة طارق ابو عكر