صورة لفداء مع ابنائها فاروق وهارون |
لم يؤثر الإنقسام على حياة الفلسطينيين سياسياً فقط بل ايضاً إجتماعياً وعائلياً، ففداء دبلان من سكان قلقيلية قد عانت الأمرين نتيجة لهذا الإنقسام ، حيث أنها منذ ستة أعوام لم ترى إبنيها فاروق وهارون ولم تسمع حتى صوتهما ... لماذا ؟؟؟ لانها من الضفة وطليقها الذي سلبها أبناءها من غزة . معاناة طويلة مرت بها فداء على مدى العشر سنوات الماضية منذ زواجها حتى طلاقها ومحاولتها للحصول على حضانة إبنيها من طليقها على الرغم من أنها تملك قراراً من المحكمة العليا الشرعية بضمهم لها منذ العام 2007 ، ولكن هيهات فبين غزة والضفة ضاعت فداء ، وتاهت في زواريب فتح ستان وحماس ستان . والآن وبعد إنهاء الإنقسام وتوقيع ورقة المصالحة ، ما هو مصير فداء وولديها ؟؟؟
بداية المعاناة
بدأت الحكاية عندما تعرفت فداء على حازم كساب من سكان غزة ، الذي طلب يدها من أهلها أكثر من مرة على مدى سنتين ، وفي العام 2000 وافق أهلها على الزواج ، وعقد قرانهما في الأردن نتيجة لبدء إنتفاضة الأقصى في ذلك الوقت وصعوبة حضوره الى الضفة ، وفي عام 2001 تزوجا في غزة بعد معاناة من قبل فداء في الوصول الى غزة اولاً ، وفي قبول أهلها بزواجها هناك لوحدها وبدون وجود أحد منهم الى جانبها نتيجة لصعوبة دخولهما الى غزة.
كانت تذكرة فداء الى غزة ( one way) فضحت بكل شيء وسارت في هذا الزواج على الرغم من إختلاف تعامل الزوج معها منذ أن وضعت قدماها على أرض غزة ، تقول فداء: " شعرت من أول يوم بأنه شخص آخرغير الذي عرفته، ولكن لم يكن هناك مجال للتراجع ". تم الزواج بالقهر النفسي ، وبالمشاكل من أول يوم ، وبعد ذلك حملت فداء بإبنها الأول فاروق وأنجبته في غزة ، أما طفلها الثاني هارون فقد انجبته في قلقيلية عند أهلها ، وذلك لأنها عادت لهناك بعد تنسيق أمني ومعاناة لحضور زفاف أخيها .
حتى الأسماء غيرها
عندما أنجبت فداء هارون في قلقيلية حاولت إصدار شهادة ميلاد له ولكن دون جدوى حيث أن زوجها قام بسحب ملف الاولاد الى وزارة داخلية غزة وغير حتى أسماءهم حيث أصبح فاروق توفيق وهارون أصبح محمد.
وطوال سنتين وفداء في قلقيلة وأبنائها معها ولم يكن يسأل عنهما وانقطعت أخباره، وبعد مرور السنتين :" تذكر زوجي أن له أولاد وزوجة وحاول أرجاعنا الى غزة وتدخل في الموضوع وجهات من الضفة وغزة حتى عدت مع أولادي الى هناك ، ويا ليتني لم أعد ففور عودتي أخذ مني كل أوراقي الثبوتية ، وكان يأخذ الاولاد عند أهله كل يوم ويحرمني من رؤيتهم سوى لإغسالهم واطعامهم ، وكان يضربني باستمرار كلما حاولت اللعب معهم ، ويعذبني لدرجة انه كان يغمى علي ، وكان يحاول بكل الوسائل إرغامي على الخضوع لإرادته بالتخلي عن اولادي وتركهم والعودة الى قلقيلية ".
خديعة كما بالأفلام
قام الزوج وعائلته بتاريخ 23/1/2006 بخديعة فداء فأخذو أولادها منها بالقوة وخطفوها ورموا بها على حاجز إيريز :" كان عم زوجي عقيداً في السلطة فقام الإثنان بعمل تنسيق أمني لي ليعيدوني الى الضفة فقد كانت أوراقي الثبوتية معهم ، وأبعدو أبنائي عني بالقوة وحملوني في سيارة ورموا بي على حاجز إيريز بعد أن أقنع العقيد الجهات الأمنية الفلسطينية قبل إيريز أنني مريضة ولا يمكنني الخروج من السيارة ويجب أن أعود للعلاج في الضفة ".
ولكن على الجهة الاسرائيلية لإيرز كان من حسن حظ فداء وجود صحفيين أجانب وجدوها منهارة فأخبرتهم بقصتها ، وأعطوها الهاتف واتصلت بأهلها الذين بدورهم إتصلو بأصدقاء لهم في غزة ،حيث حضروا الى إيريز وأعادوها مرة أخرى الى غزة، وأقامت عندهم فترة من الزمن كانت قد رفعت خلالها قضية ضد زوجها لحضانة إبنيها وأوكلت بها المحامية حنان مطر من مركز الإرشاد القانوني والإجتماعي ، وعادت بعدها الى الضفة وتابعت القضية من هناك .
حكم لم ينفذ حتى الآن
أخذت فداء حكم بحضانة أبناءها خلال سنة ، ولكن لم ينفذ الحكم حتى هذه اللحظة :" بعد النطق بالحكم كان يجب على زوجي تسليمي الأولاد ولكنه ماطل بالتنفيذ ، حيث كان الحكم في شهر آذار/2007 ولسوء حظي جاء إنقلاب حماس في غزة شهر حزيران /2007 ما زاد الأمور تعقيداً، وكلّت محامي من حماس في غزة لمتابعة القضية ودفعت له نقود ووافقت حماس بإعطائي الاولاد ولكن بلا جدوى "، قامت فداء بعد ذلك بالذهاب الى غزة شخصياً لإستلام أبناءها ولكن كانت المفاجأة :" قام زوجي بإقناع قيادة حماس هناك من خلال معارفه في حماس أنني على علاقة بقاضي القضاة الذي أصدر الحكم آنذاك تيسير التميمي ، وأنني من فتح وجئت الى غزة بمهمة رسمية منهم ، وأصبحت حينها في نظر حماس خائنة ومهددة بالقتل، وذقت الأمرين وتشردت من بيت لبيت وعانيت كثيراً خلال الحرب التي حصلت في غزة ".
محاولات محلية ودولية
بقيت فداء في غزة سنة ونصف حاولت خلالها الإتصال بالعديد من الشخصيات القيادية من فتح وحماس بالضفة وغزة حتى يعيدو لها أبناءها ، ولكن بلا جدوى :" توجهت ايضاً لجامعة الدول العربية التي ضغطت بدورها على سعيد صيام رئيس حكومة حماس آنذاك لتنفيذ قرار المحكمة الذي أصدره تيسير التميمي ، ولكن ايضاً لم ينفذ ، وزادت الأمور سوءاً بعد الحرب الاسرائيلية على غزة آنذاك ، ولم يكن بيدي سوى التوجه الى الأردن لحل القضية على أساس أني أملك رقم وطني أردني ، وقامت السلطات الأردنية بالتدخل والتواسط مع قيادة حماس ولكن بلا نتيجة ، وقد حاول أيضا رجل الأعمال منيب المصري الذي كان قد تحدث مع إسماعل هنية شخصياً ولكن لم يغير ذلك شيئا " .
إضافة الى أن العديد من المؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام تناولت قضية فداء في الداخل والخارج محاولةً الضغط على حماس ولكن هيهات .
أملي بالمصالحة
" هل قضية حضانة أم لأبناءها أصبحت في عصرنا قضية أمن دولة وتحتاج لتدخلات ووساطات دولية ؟؟؟ "هذا السؤال الذي تتسائله فداء يومياً، ولكن الآن وقد إنتهى الإنقسام ووقعت ورقة المصالحة بين فتح وحماس ما هو مصير فداء وإبنيها ، تقول فداء :" كلي أملٌ الآن أن يعود لي ابنائي أو أن أسمع صوتهم حتى ، فأنا لا أعرف عنهم شيئاً منذ ست سنوات، ولا أدري ماذا أخبرهم والدهم عني ، وأنا مشتاقة لهم كثيراً وتعبت كثيراً وأصابني المرض من المعاناة والألم . أناشد كل من يستطيع مساعدتي في إستعادة أبنائي أن لا يتردد وأناشد حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بإعادة أبنائي لي وأن لا ينسوا أنهم بإنقسامهم وعراكهم المستميت قد حرموا أم من أبنائها ".
قرار المحكمة1 |
قرار المحكمة2 |
للمزيد من المعلومات:
* صورة لفداء دبلان وأبنائها فاروق وهارون
* صورة من قرار المحكمة
" هل قضية حضانة أم لأبناءها أصبحت في عصرنا قضية أمن دولة وتحتاج لتدخلات ووساطات دولية ؟؟؟ "
ردحذفلا استطيع تخيل الامراض النفسية التي يعانيها الاستاذ المحترم - الاب الظالم- والامراض التي يعانيها أمثاله و الظلم من المجتمع الذي يزرع الألم والمعاناة في قلب أم مظلومة لا لها ولا عليها سوى حبّـها لأولادها وارادتها في تربيتهم التربية الصالحة.
اشكرك رشا على هذه المبادرة الرائعة- انها لحقاً قضية مؤثرة- لكن ما باليد حيلة سوى المساندة وتأييد فداء في قضيتها- وانا اعلم ان للصبر حدود ولكن الصبر ايضاً مفتاح الفرج.
قلوبنا معها حقاً
Alaa dereyh ....
ردحذفبتشكرك رشا على الموضوع وعلى طريقتك الرائعه بعرضه
وبتمنى انو المشكلة تنحل بالاخر والام تجتمع باولادها لانو بجد جريمة ابعاد الام عن اولادها هيه جريمة بشعه وما في فرق بينها وبين جرائم الحرب الي بتشرد فيها الاطفال وبموت فيها الابرياء....
وبضيف لكلامك ايناس القضية مش بس قضية الحضانه القضية هي الصراع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني والي نتج عنه انقسام ,,, وترتب عليه بروز فكرة المؤامرة بين ابناء شعبنا ..يعني لا الزوج بهاد الموضوع ولا الزوجه الهم علاقة بالانقسام بس لانو الزوج بده يجد مبرره استند للانقسام ولفكرة المؤامرة الحقيرة الي انتشرت بشكل كبير بين ابناء شعبنا الواحد وصار كل واحد بعلق شماعة فشله على هاي الفكرة الي ترعرت وكبرت خلينا نتمنى يزيد الوعي ونتجاوز المحنة ونخترق جدار العنصرية ونكون ايد وحده كلنا ...........
معقول للهدرجه
ردحذفأمن دوله بحالها يتخربط علشان قصة ام وابناءاها
مشكور رشا على العرض والتنويهات الصريحه والدلائل البناءه جدا جدعه
مودتي
انا مش متفاءل خير
ردحذفوين ساكن في خزة يا اخت فداء ممكن اقنعو او اقنع اهلو
ردحذفحسبي الله ونعم الوكيل في الظالم وعموما مهما طال ليل الظلم لابد من طلوع النهار اجلاً ام عاجلاً فلا تيأسي اختي فداء ولا تحزني فإن ما عند الله هو خير وابقي.
ردحذفوشكراً للاخت الناشره للموضوع وربنا يجعله في ميزان حسناتها.