Main topics

نوفمبر 28، 2011

الميزان يتأرجح بعنف بين ثورة مصر وعلياء المهدي

  علياء المهدي التي نشرت صورتها عارية على المدونة الخاصة بها
 " صحيح اللي اختشوا ماتوا"، هذا المثل المصري القديم الذي يدل على نساء مصريات آثرن الموت على كشف عوراتهن، بعكس حال الفتاة المصرية علياء المهدي التي قامت بنشر صورها وهي عارية على مدونتها الشخصية مذكرات ثائرة ، إدعاءاً منها أنها بذلك تساند الثورة المصرية، فهل بات نجاح الثورات مرتبطا بتعري الأجساد للتعبير عن الحريات ؟

محتم أنها مخطأة، ولكن هل نعالج الخطأ بخطأ؟ إن علياء ليست المذنب الوحيد ، إذ أنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل الثوار عند نزولها  لميدان التحرير ، فهل بات الهم الرئيس للشعب المصري هو دخول المهدي لميدان التحرير؟ وهل انتظروا دخولها للإنتقام منها بنفس الطريقة غير الأخلاقية؟!

الفتاة العشرينية التي تظهر صورها بجسدٍ عارٍ ، خال من الحياء! أصبحت محور حديث طويل، فحينا نجد في علياء المهدي المثال السيئ للفتيات المصريات، وحينا آخر نرى فيها نموذجاً للمرأة الجريئة والثائرة التي عبرت عن ثورتها بطريقتها. لكن السؤال: هل بات العري طريقة مبتكرة لخلق شغب في ساحة ميدان التحرير؟ ليصبح ميدان تحرر أخلاقي قامت به المهدي بعد نشر صورها على المواقع الإلكترونية؟

 تخلف أم اختلاف؟ ما هو الشيء الذي أرادت المهدي إيصاله عبر مدونتها مذكرات ثائرة! أهو جرأة أم قدرة على الوقوف أمام الكاميرات عارية مجردة جسدها من كل شي  إلا جوربين وحذاء أحمر دلالة منها على الإثارة الجنسية.

 البعض يلقي اللوم على والديها اللذين سانداها مؤخراً بما قامت به. وتأتي ردة فعلهما هذه كأي والدين يريدان أن يحميا ابنتهما من القتل، لكن المؤلم فيما قاما به هو مناصرتها وتشجيعها بصفتهما مسلمين يعتنقان الديانة الإسلامية، فهذا مساس آخر بدايته الأخلاق يليه الدين.

  كفتا الميزان ما زالتا تتأرجحان بعنف، فالأولى نجد فيها مناصرون لعلياء المهدي، وأخرى مطالبين بقتلها، فهل القتل بات مبرَراً لعلياء؟ وهل نحن في مكان لنطلق أحكامنا على البشر؟ حتى وإن كنا ضد ما قامت به علياء لا يجب أن نعالج الأخطاء بقتل التفاصيل، وبتنصيب أنفسنا مكان الخالق لإلقاء الأحكام المبررة.


لمزيد من المعلومات:

* الصورة:علياء المهدي المدونة التي نشرت صورتها عارية

هناك 10 تعليقات:

  1. لا يجب أن نحكم على الظروف فبل معرفة السبب .!!

    ردحذف
  2. mays
    جد بكفي نخبي حالنا ورى ثقافة العيب ..في النهاية هذا جسدها وهي حرة بتعامل معه ..وابدا لا يجب ان نعاقب احدا بالقتل فاذا كانت هي حقيرة وساقطة فالذي فماذا نسمي الذي قام بتحرش بها اليس ...بالنهاية من سيقتلها سيكون اسواء من الاثنان واذا وجب قتلها لانها تعرة امام الشاشة فلماذا لانقتل معظم الممثلات اللواتي لا يتعرين فقط بل يقومن بالاثارة الجسدية ..والاهم ان نحكم على من تحرش بها ...فهو المعتدي ..وهي الضحية ..

    ردحذف
  3. لكن عن أي ثقافة نتحدث هل بات كشف الأجساد ثقافة ؟؟؟

    ردحذف
  4. المقولة تقول:"إذا عرف السبب بطل العجب"!!
    لكن مهما كانت الأسباب فهل هذا هو الحل ؟؟؟
    وهل بحث عن النور بأساليب الظلام ؟؟؟
    وهل نجعل أجسادنا التي وهبنا اياهاا الخالق طعما لضعفاء النفوس؟!!!!

    ردحذف
  5. برأييي ان تنتهي التعليقات التي زادت من الامر سوءا فتعليقاتنا بين مؤيد ومعارض اعطت للمر اكثر من اهميته يجب ان تختفي التعليقات حتى نزيل اهمية ما فعلت حسب رايها .اما بالنسبة ان هذا جسدها صحيح ولكن تنتهي حريتك عند حرية الاخرين وحرية الاخرين بمفهومي عندما تتأثر بحريتي فليس لها اي حق بما فعلت فهي ليست منفردة بما قامت به وانما هناك من يدعمها وان بقي امرها يشغل العالم الاسلامي سوف نواجه اشياء اكبر من الذي فعلته

    ردحذف
  6. نعم صحيح يمكن
    أن يكون ما فعلته هي أمر لا يحتاج الأهمية لكن وصفها للثورة هو بحاجة لتسليط الضوووء عليه.. إضافة إلى اهاناتها للدين الإسلامي هي وصديقها أمر غير مقبول بتاتا ولا يمكننا أن نتجاهله بوصفها للدين الإسلامي انه دين تخلف وغيره وغيره!!

    ردحذف
  7. وأنا أعجبني تعليقك زميلتيييي!!1

    ردحذف
  8. مقالة جميلة جدا وانا اشكرك اول اشي على المقاله وثاني اشي على توعية المجتمع المتخلف وزي ما حكيتي هو المساس في الاخلاق اول اشي وبعدين في الدين ولكن الديمقراطية الخارجة عن حدها تدمر المراة لا اختلف انو المراة نصف المجتمع ولكن يجب ان تكون الديمقراطية لها حدود عند كل انسان مش بس عند المراة وعند الذكر واي انسان يفعل الخطأ يجرد من قيمته الانسانيه قبل كل شي

    ردحذف
  9. القتل ليس الحل ابداً ولا نشر اجسادنا عاري حرية أبداً, بعدد ملايين البشر في الكون, لا يمكن عدّ الاخطاء وسوء الفهم الذي قد نرتكبه, يعني, علياء يمكن انها كانت تريد بكل جوارحها ان تعبر عن وقوفها ضد الثورة ولكن اسلوبها كان خاطيء. او قد تكون ارادت استخدام اسلوب مختلف تلفت فيه انتباه الثورة ومن ضدها. او قد تكون علياء من الفتيات اللاتي لا قوانين ومبادي تحكمها. او قد اكون انا مخطئة. هذه الامثلة زرعت الشك في حياتنا. وجعلتنا نفقد القيم, يعني مهما بررت علياء موقفها فأنا لن اقبل تبريرها. فمهما كان السبب لا ارضى ان تكون هذه هي النتيجة.
    اشكر لكم التطرق لمثل هذه المواضيع ويعطيكم العافية

    ردحذف