Main topics

نوفمبر 28، 2011

الأسير المحرر توفيق عبدالله .. معاناة الأسر وألم فقدان الأحبة

على اليسار توفيق عبدالله لحظة لقائه الأهل والأصدقاء/ محمود عبد الجواد
قضى الأسير المحرر توفيق عبدالله ،56 عاما، من قرية دير بلوط قضاء سلفيت 26 عاما في سجون الاحتلال أنهاها بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار الشهر الماضي ، وهو نفس عمر ابنته التي كانت تبلغ الشهرين عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله في تاريخ 7/3/1986 على خلفيات عمليات عسكرية، وفي الشهر نفسه تم اعتقال زوجته لمياء لنفس السبب ، فحرمهما الأسر من ممارسة حقوقهما وواجبهما كوالدين تجاه ابنتهما الوحيدة.

بعد عملية التحقيق التي تعرّض فيها توفيق لمعاناة جسدية ونفسية تم الحكم عليه بالمؤبد  بتاريخ 23/10/1986 ، وتم نقله الى أكثر من سجن خلال فترة أسره، بداية من سجن جنين ومن ثم نفحا الذي قضى فيه ما يقارب الأربع شهور، ونفس المدة قضاها أيضا في سجن عسقلان، وتم نقله الى جنيد ليقضي فيه تسع سنوات من عمره، والنهاية كانت في عسقلان الذي أمضى فيه ما يقارب الستة عشر عاما  خرج بعدها ليعانق شمس الحرية من جديد.

" واقع جديد لا بد من التعاطي معه " هكذا وصف توفيق أيام الأسر الأولى التي عانى فيها كثيرا، فهو لم يتعود العيش في ذلك المكان، ولا النوم على تلك الأسرة الغريبة والوسائد التي لم تكن أبدا من ريش نعام، ولكنه حاول أن يبدّل ذلك الواقع الذي وضعه في تلك الظروف قسرا، فأخذ يقرأ الكتب ويزيد من ثقافته، فيقول : " قرأت الكثير من الكتب في مكتبة سجن عسقلان وكانت منوعة علمية وفلسطينية وعقيدة وفكر، هذا ما جعلني أشعر براحة نفسية من الصعب أن أصفها ".

وأضاف توفيق: " أصعب ما واجهناه داخل قضبان السجون هو مسألة الانقسام الذي بدأ في 14/6/2007 ، فالأسر هو صراع مستمر بين الأسرى وادارة السجون التي تحاول تفريغ الانسان الفلسطيني من كل مبادئه، والانقسام جعل من موقفنا موقف ضعف وأصبحت مواجهة الادارة أمر صعب علينا، فكيف لنا أن نواجه العدو ونحن في داخلنا منقسمون" .

وعلق قائلا : "فوجئت في أول يوم من إفراجي بالقناة الثانية الاسرائيلية التي التقت بي في المقاطعة الفلسطينية واذ بها توجه لي سؤالا : كيف بك أن تكون رجلا لفتح وتطلق صراحك حماس ؟ فأجبتها : إني أوجه شكري لحركة حماس فكان لا بد أن يكون هناك صفقة أخرى غير تلك الصفقة التي حدثت في 4/5/1994 والتي كانت تحمل شعار بناء الثقة أو حسن النوايا واستثنت فيها اسرائيل أسرى حماس والجهاد ومنظمة التحرير الفلسطينية بحجة أنهم من الأيادي الملطخة بالدماء" .

ويضيف : " الصدمة الكبرى لي ولكل الأسرى كانت في 13/9/1993 عند توقيع اتفاقية أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فهي لم تطرّق أبدا الى موضوع الأسرى ولو بحرف واحد مع أننا كنا حوالي 16 ألف أسير تقيدنا سلاسل الاحتلال، فانتظرنا كلنا الصفقة التي كانت سببا في استنشاقنا هواء الحرية، وإن كنت سأعطيها وصفاً فهي ممتازة على الرغم من وجود بعض النواقص، فلقد تخلّت عن رموز لها في السجون مثل عبدالله البرغوثي وحسن سلامة وعباس السيد وغيرهم الكثير فقط لتستمر الصفقة دون أية قيود من جانب الجهة الاسرائيليه، وهناك 22 أسير آخرين قضوا أكثر من 25 سنة داخل سجون الاحتلال، لو شملتهم الصفقة لأعطيتها لقب الامتياز" .

أما عن أصعب خبر وصله من خارج القضبان فيقول : " وفاة أختي هنا التي كانت تبلغ ال15 من عمرها سببت لي صدمة عنيفة، لقد كنت أحبها كثيرا إلى درجة أنني ما زلت أعيش الخبر بكل تفاصيله، فالزمن الذي ينسينا كل شيء لم يستطع أن ينسيني أختي، وعلى أثرها أصبح أي خبر أتلقاه بوفاة أي إنسان آخر لا يعنيني حتى خبر وفاة أبي وعمي وخالي، أصبحت أتلقى أي خبر بشكل طبيعي".

وعن أصدقاء الأسر يتحدث توفيق بألم عن صديقه كريم يونس من عارة في ال48 قائلا : "تعرفت عليه في نهاية عام ال 86 في نفحا ، وغادرت من نفحا عام ال87 ، وبعد عشرون عاما ونصف كتب لنا القدر أن نلتقي مرة أخرى في عسقلان، لم يكن لدي يومها سترة نوم، واذ به يعطيني سترته هدية ، كان اسمه من ضمن الأسماء في صفقة التبادل فلقد انتظر الفرصة بفارغ الصبر ولكنه فوجيء بأن اسمه ليس على القائمة فلم توافق إدارة السجون الإفراج عنه ، ولم يكتب القدر لنا هذه المرة أن نلتقي خارج القضبان ، سبب لي ذلك ألما شديدا فقررت أن أحتفظ بسترته كنوع من الذكرى حتى أنني لبستها في أول ثلاثة أسابيع من تحريري .

قد يكتب القدر أن يلتقي توفيق بصديقه كريم مرة أخرى وقد يكون اللقاء قريب جدا، قد يستنشق كريم هواء الحرية كما استنشقته سترته، فكم سينتظر توفيق للقاء صديقه هذه المرة؟ وهل ستكون هناك صفقة جديدة يخرج فيها كريم وغيره من الأسرى القابعين في السجون الاسرائيلية ؟ أسئلة كثيرة تجول في فكر توفيق منتظراً أن يجيبه الزمن.

لمزيد من المعلومات:
* الصورة للأسير المحرر توفيق عبد الله عند لقائه بأهله / أُخذت بواسطة محمود عبد الجواد

هناك 14 تعليقًا:

  1. كلام رائع ♥ ♥ ♥ ♥ بالتوفيق دوماا

    ردحذف
  2. سلمت يمناكي ......كلام جميل مشكوره معزوزه موسى على الموضوع الحلو
    وعقبال كل اسرانا البواسل بالافراج قريبا

    ردحذف
  3. شكرا لكم لردودكم الرائعة .. وان شاء الله الافراج القريب لكل اسرانا ,, وانتظروا مني كل جديد

    شكرا لك ربا :)

    ردحذف
  4. sa7 lsaanek klaaam ra2e3 o estamere :) :)

    ردحذف
  5. ممتاز

    معزوزة ارجوا ارساله ليتم نشره على وكالة "هنا القدس" الاخبارية

    تحياتي ويعطيكم العافية

    كريستين ريناوي

    ردحذف
  6. الحرية اسمى بل اسعد لحظات الحياة شكرا صديقتي فقد خططت باناملك قصة عصفور انطلق خارج قضبان سجنه كي يستنشق هواء الحياة السعيد ويذرف الدموع على طبيعة هذه الحياة التي لا يبقى عليها شيئ مضى كما هو .اعجبتني قصة الاسير واعجبني موقفه واعجبني تناولك لقصته . شكرا معزوزة استمري . علاء عبيد

    ردحذف
  7. طبعا صديقتي ولا يهمك ببعتو

    وشكرا لردك الرائع وتشجيعك لناا

    تحياتي

    ردحذف
  8. علاء كل الشكر صديقي كلماتك جميلة ومعبرة لقد أسعدتني ..

    تحياتي :)

    ردحذف
  9. والله برافو عليكي

    ردحذف
  10. ممتازة مقالة حلوة شدتني بتفرح وبتبكي وبتحزن وبتعطي امل بتمنالك دوام التقدم والنجاح معزوزة الموقع

    عبد السلام محمود

    ردحذف
  11. حلوة المقالة كتير وبتمنالك التوفيق والنجاح واستمري في كتاباتك وان شاءلله موفئة يا رب
    سامح مصطفى

    ردحذف
  12. الحمد لله عسلامتو
    مؤلم جدا وضع الاسرى ربنا يفك اسرهم

    ردحذف
  13. رائع ومؤثّر يا معزورة يعطيكِ العافية
    إن شاء الله الافراج لجميع الأسرى

    ردحذف
  14. يسلمو يا ام الزوز ويعطيكي الف عافيه
    وان شا الله الفرج القريب لكل الاسرى

    ردحذف