Main topics

نوفمبر 30، 2011

أطفال التوحُّد حقّاً وحيدون في مواجهة مرضهم بفلسطين

أطفال في جمعية أصدقاء التوحُّد/رام الله/ تصوير مصطفى خبيصة
من المؤلم أن اضطراب  الجهاز العصبي لأطفال التوحّد يعزلهم ويجعلهم غير مدركين لما يحدث حولهم ولايشعرون بالجوع أو الحزن أو السعادة، لكن الأكثر إيلاماً تعامل الجهات المسؤولة معهم  بطريقة العزل وعدم الاهتمام! ففلسطين لايوجد فيها مركز حكومي واحد لتأهيل أطفال التوحُّد ولا إحصائيات رسمية لأعدادهم  كما أن التشخيص الطبي الدقيق لدرجات المرض غير موجود.

لا يوجد أسباب علمية حتى الآن تفسر هذا الاضطراب الذي يصيب الأطفال لكن الإحصائيات العالمية، تشير إلى أنّ الذكور الاطفال يصابون بهذا المرض بنسبة واحد إلى الأربعة من الاناث ، ويمكن أن يُظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر،  كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً اتجاه الغير، أو اتجاه الذات. 

مسؤولية العمل تفرّق دمها بين القبائل
مقرّ جمعية أصدقاء التوحُّد/رام الله/ تصوير مصطفى خبيصة
جمعية أصدقاء أطفال التوحد بسردا /رام الله هي الجمعية الوحيدة بالضفة المختصة بتأهيل أطفال التوحُّد بشكل خاص وهي  قائمة على تبرعات فردية غير ثابتة، وعلى بعض الرسوم الرمزية التي تؤخذ لقاء جلسات العلاج كما حدّثنا مدير الجمعية اياد لدادوه الذي يتطوّع في المركز الى جانب آخرين بعضهم أهالي لأطفال مصابين بالتوحُّد.
وتابع لدادوه:" إن الجمعية حاولت محاولات جدّية للحصول على دعم من مجلس الوزراء أو وزارة الصحة لكن دون جدوى، كما أن وزارة المالية وعدت بمبلغ 30 ألف شيكل لترميم المبنى لكن لم تتلق الجمعية منها شيئاً حتى الآن، والتعاون الوحيد كان مع وزارة التربية والتعليم التي أرسلت معلمة واحدة ملتزمة بعقد سينتهي وليس بوظيفة دائمة" .

وتقدِّم الجمعية خدمات محدودة بامكانياتها لحوالي 25 طفلاً تترواح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، من مختلف المحافظات لا يستطيع بعضهم حضور جلسات العلاج لصعوبة في الوصول إلى المركز، حيث لم تتمكّن الجمعية من توفير سيارة خاصة لنقل الأطفال على الرغم من المطالبة بذلك.

خطأ تصنيف رسمي ومشكلة وعي مجتمعي
لا يصنّف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مرض التوحّد تصنيفاً مستقلاً بل يضمنه في بند الإعاقات أو صعوبات التواصل بشكل عام، ويعتبر هذا التصنيف خاطئاً حيث أن للتوحُّد صفات ومتطلبات تختلف عن أي إعاقة أخرى، ووفقاً لمدير الإحصاءات الصحية في جهاز الإحصاء رامي دبس فإن سبب هذا التصنيف هو عدم وجود تشخيص طبي أصلاً.
 وحاولت جمعية أصدقاء أطفال التوحُّد الاتفاق مع الجهاز المركزي للاحصاء من أجل العمل على إحصائية خاصة بالتوحُّد لكن ذلك لم يتم لأن العمل على هذه الإحصائية بحاجة إلى موازنة كبيرة لايستطيع المركز توفيرها كما قال مدير الإحصاءات الصحية.

وتكمن المشكلة الرئيسية للتوحُّد في التواصل، حيث يحتاج مرضى التوحُّد إلى تشخيص مبكّر وبدء فوري للتأهيل، قبل بلوغ سن الدراسة علّ هذا التأهيل يمكنّهم من الالتحاق بالمدارس، لكن هناك مشكلة بالوعي تجاه المرض في المجتمع فهناك عائلات تفضّل عزل أطفالها وعدم الحديث عن مرضهم لاعتبارات اجتماعية بحته . 

إذن مشكلة عمل إحصائيات هي مشكلة موازنة ، ومشكلة إنشاء مراكز أو دعم مركز موجود مشكلة تمويل، وتوفير التشخيص الطبّي الخاص يحتاج إلى كوادر وتدريبات وإلى إدراج تخصصات ذات علاقة من قبل وزارة التربية والتعليم.
أطفال التوحُّد حقاً وحيدون ويعزلهم عنّا المــــال وليس المرض!




الصور:
  • أطفال في جمعية أصدقاء التوحُّد/رام الله/ تصوير مصطفى خبيصة
  • مقرّ جمعية أصدقاء التوحُّد/رام الله/ تصوير مصطفى خبيصة

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة رائعة امون وأشكرك على تسليط الضوء على هذه الفئة من الفلسطينيين فللأسف سلطتنا ومؤسساتها تصرف اموالها على ما هو غير هام وعلى عناصرها وسياراتهم وسفراتهم وغير ذلك ... وتنسى ان هناك فئات بالمجتمع أحق بهذه الاموال ...

    ردحذف