Main topics

ديسمبر 02، 2011

مركز سلواد لذوي الإعاقة .. تحدٍ لا حدود له


طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة تتلقى تدريبًا من إحدى المعلمات في مركز سلواد
تصوير داوود عكيلة

لطالما تكررت عبارة "فاقد الشيء لا يعطيه"، على مسامعنا، لكن من يذهب إلى مركز تأهيل ذوي الإعاقة في بلدة سلواد، بمدينة رام الله بفلسطين، يدرك أن هذه العبارة ليست بالضرورة أن تكون صحيحة. المركز التابع لجمعية سيدات سلواد الخيرية يُعنى بدمج ذوي الإعاقة في المجتمع، بتطوير قدراتهم الذهنية والحركية من خلال التدريب المهني، ومجموعة أنشطة رتبت لهذا الغرض.

حلقة وصل
تقول نزيهة إبراهيم، أخصائية اجتماعية في مركز سلواد لتأهيل ذوي الإعاقة : "هذا المركز تابع لجمعية سيدات سلواد الخيرية، وهو مخصص للأطفال، ونحاول من خلاله أن نعمل كحلقة وصل؛ لدمج الأطفال الموجودين في المركز بالمجتمع المحيط؛ فمثلاً هناك بعض التمرينات تعطى لهم مثل الخروج لبعض المحلات التجارية وتدريب الطفل الذي يعاني من إعاقة حركية معينة على كيفية التعامل مع الزبائن، وعلى كيفية البيع والشراء، ليصبح قادراً على العمل وإعالة نفسه".

وتشير ألماسة حامد، أخصائية اجتماعية في نفس المركز، إلى أن المركز استطاع أن يدمج مجموعة من الأطفال المنتسبين للمركز مع المدارس مثل مدرسة بنات سلواد الأساسية من خلال حصص الرياضة، بالإضافة إلى تدريبهم على أداء فقرات معينة في احتفالات هذه المدارس، و تضيف : "كذلك دمجنا مجموعة منهم مع الروضات خلال حصص التركيز، واعتمدنا في هذه التوزيعات على ما يتناسب مع الإدراك العقلي لذوي الإعاقة من الأطفال المنتسبين للمركز".

ويقوم المركز على طاقم مختص، يعمل على عدة برامج لرفع وعي المجتمع الفلسطيني وتوجيههم لطرق سليمة للتعامل مع ذوي الإعاقة وتقبلهم بينهم، وتغيير النظرة السلبية التي قد يحملها البعض تجاه هذه الفئة من المجتمع. وحول هذا الموضوع تتحدث علياء حامد، رئيس جمعية سيدات سلواد، فتقول: "هناك شريحة من المجتمع ما زالت تنظر لذوي الإعاقة على أنهم أشخاص منبوذون ومهمشون، لكن هذه النظرة بدأت تتغير بعد إنشاء مراكز للعناية بذوي الإعاقة، وبدأ المجتمع يتعاون مع ذوي الإعاقة، ويدرك من خلال التوعية التي تقدمها المراكز أن من حقهم العيش كبقية أفراد المجتمع".

مصدر بهجة وفرح

الطفلة ديما الجريري تتلقى تدريبا على شك الخرز في مركز سلواد لذوي الإعاقة
تصوير داوود عكيلة
ويشكل مركز سلواد مصدر بهجة وفرح لمن يتوجه إليه من ذوي الإعاقة، سيما وأنهم يتلقون اهتماما كبيرا من القائمين على المركز، يجعلهم يشعرون بأنهم قادرين على تحقيق ذواتهم بالرغم من إعاقتهم .
وتعبر ديما الجريري، وهي طفلة من الأطفال المنتسبين للمركز، عن فرحتها بما تتلقاه من تدريبات في المركز مثل رسم اللوحات وشك الخرز والحياكة والتطريز، وغيرها من النشاطات الأخرى. وتؤكد والدة ديما على كلام ابنتها قائلة: "منذ انتساب ديما لمركز سلواد لتأهيل ذوي الإعاقة لاحظت تغيرا إيجابيا في سلوكها ونفسيتها، ويعود السبب في ذلك إلى أن ابنتي كانت تقضي في البيت وقت فراغ طويل، وترى بقية الأطفال يذهبون إلى المدرسة دون أن تذهب معهم، ومنذ انتسابها لهذا المركز أصبحت تختلط في بقية الأطفال وتلعب معهم".

إحصائيات
 تبلغ نسبة ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني   5.3%  بحسب بيانات التعداد الأخير لمركز الإحصاء الفلسطيني ، وتعتبر هذه النسبة أعلى من مثيلتها في الإقليم وفي معظم الدول، ويرجع السبب الرئيس وراء ارتفاع نسبة ذوي الإعاقة بهذا الشكل في الأراضي الفلسطينية إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية، وما يستخدمه من أسلحة وآلات عسكرية لمحاربة الفلسطيني الأعزل.

و يؤكد زياد عمرو، مستشار لوزارة الشؤون الاجتماعية لذوي الإعاقة، على أنه  يوجد اعتداءات مباشرة كثيرة من جنود الاحتلال والمستوطنين على الأطفال والشباب الفلسطيني خاصة في الانتفاضة الأولى والثانية، "حيث بلغت نسبة الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقة نتيجة هذه الاعتداءات 13 ألف شخصا".

رغم أن نسبة الإعاقة في الأراضي الفلسطينية تعد من أعلى النسب في العالم، إلا أن الفلسطينيين لم يستسلموا لهذا الواقع، وحاولوا بكافة السبل دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، ليكونوا أشخاصاً فعالين ومنتجين، ومتحدّين لإعاقتهم.



* لمزيد من المعلومات مركز الإحصاء الفلسطيني، صفحة 44 من بيانات التعداد الأخير، 2007.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق