Main topics

ديسمبر 09، 2011

دعونا نحتكم لمنطق العقل العلمي والتنوير الفكري

إجتماع لمجموعة تواصل الإعلامية في وكالة وفا/ صورة تعبيرية
 ها هي أعوام تمضي بحلوها ومرها ، ولكنها بمضيها تتيح للكائن البشري أخذ العبرة ، ورسم استراتيجيات جديدة لمسار حياته المقبلة ، وفق منطق العقل العلمي ، والتنوير الفكري، الواجب انسجامه مع ماض حديث ،وعهد جديد نطمح بأن يكون سوياً للشعوب كافة ، مكللاً بالطمأنينة والسلام ،ودعائمه الديمقراطية ،والسماحة والعدالة .

قد لا يعجب البعض قاعدة الديمقراطية التي تطمح لها الشعوب، برسم السياسات المختلفة، كركيزة أساسية لتوجهاتنا نحو التغيير ، فهناك من يهاجمها ، ويستند على ما هو الأساس والأسمى، وهي التشريعات السماوية ،والتي جميعها أكدت وجوب العدل والمساواة في أي نظام يحتكم إليه البشر ، ومنهاجاً عادلاً للناس كافة ،منبثقاً من عقيدتنا السمحة ، والتي قوامها العدل أساس الملك، وشريعة لمن يختلفون في أمورهم الدينية ، والدنيوية ،وهذا هو الأساس ، ولكن لا يمكن نكران من يتطلعون إلى الليبرالية  ، وهؤلاء لديهم منطق ينطلقون منه ، إلى تطبيق معتقداتهم الفكرية التحررية ، الخاصة بهم ، مرتضين بها نظام سياستهم وشؤونهم الاجتماعية  كافة.

وهنا على العقل العلمي ، والتنوير الفكري أن يرتقي بنا نحو الأمثل للبشرية على حد سواء ولا سيما وهناك اختلاف في الفكر والمنطق الإنساني ، وسلاسة الحياة، تقتضي بل وتوجب بعدم المغالاة ،والتعصب لفكر ، أو انحياز لرأي، أو منطق دون آخر، وقد يتمخض عن ثورات الربيع العربي أحزاب سياسية منها التيار الإسلامي ،وتراجع لتيارات أخرى كالليبرالية، والعلمانية ،وهنا على الجميع قبول مشاركة الآخر، حتى على قاعدة الممانعة ، وخاصة إذا ما ساير هذا التغيير على نهج الاحتكام لصناديق الاقتراع، ونتائج انتخابات قاعدتها الديمقراطية .   
فلطالما هناك بشرية ، وحياة ، يوجد اختلاف ، ولا يجب استقطاع ما يناسبني، ولا يناسب الآخرين ، كحزب، أو فرد ،أو مجتمع بكامله ، أو حتى قوانين ونظام يحتكم إليه ، أو دستور يحتذى به ، بل الحكمة تقول من جمع واجتهد أن لا يظلم مثقال ذرة، خيراً وأبقى ، فالواجب من مبدأ لا ضرر ولا ضرار  يقول : اعتمده بالمشاركة  ولا تغالي ،أو تناكف ، أو تعارض ، فتصبح مذموماً مكروهاً. وذلك كله يجب أن لا يشكل ذريعة وحجة أمام التعايش والسماحة ، وهذا الاختلاف بالرأي، وبالمناكفة المذمومة ، بالمحصلة سيتم  تحويله إلى دائرة من الصراع ، وعندها ، تتشكل عقبة ، يستحيل التعايش من خلالها  وفق بيئة آمنة تسودها القيم الإنسانية، والتي تحافظ على حقوق الإنسان، ولعل ثورات الشعوب ،التي تصبوا أن  تجتهد في أن لا تظلم وتغالي ، ولا أن تستبيح ، فتصبح هناك منابر تدعو إلى تنامي الكراهية ، والشحناء ، والبغضاء ، يستحيل حينها الحياة وحفظ الكرامة الإنسانية ،   وإننا إن شاء الله لمهتدون، وسائرون  بهدي النور والإيمان ، ولعلها تكون حكمة نرتضيها بالسلام والسماح ، والحق والعدل ، وندعو الله بربيع دائم للشعوب العربية ، ولشعوب العالم ، ولمن ينشدون الطمأنينة ، بقلوب عامرة بالإيمان والخير الذي يسيره العقل والقلب، وضمن ثقافة مجتمعية عادلة نحو الازدهار والسمو والارتقاء  للعدالة الاجتماعية المنشودة  .

وفي أوج الثورات العربية نسأل هل هذه الثورات  إستراتيجية أم تكتيك ؟

إذا كانت إستراتيجية، فيجب عليها المحافظة على الأسس التي انطلقت من أجلها، وإذا كانت مجرد تكتيك، يتطلع من خلالها القائمون على إحداث التغيير الجذري للرموز والقادة الجاثمة  على أنفاس الشعوب، فهي بحاجة لمواجهة العديد من التحديات وعليها أن تثبت قوتها الكامنة على قلب الموازين لصالح الشعوب كافة، ومن خلال تلبية توقعات العامة من آليات وجدوى التغيير لما فيه تحقيق العدالة الاجتماعية.  

ولكن علينا أن نستطلع من الحاضر بمن هو الأفضل القادر على صنع الحضارة ،واللحاق بركب التاريخ،ونتحاور في طرح تساؤلات  ؟
هل هي ثورات الشعوب التي باتت تنادي بالمزيد من الحريات المكبوتة ؟ وقد يجيب البعض : هي مجرد ثورات مأزومة، نتيجة التراكمات، والضغوطات الحياتية المثقلة بالأعباء ، وإن وجدت متنفساً ستتلاشى ، وتصبح قضية جدلية ، وآخرون يؤكدون ما أجاب به البعض بقولهم: بانحسار شعلة الثورات خاصة إن غابت استراتيجيات التغيير والحل البديل ،والعلاج الشمولي لما غيبه حكام الأنظمة القريبة العهد ، والتي ما زالت بعد رموزها قائمة ، وأعوانهم المستترين عن الأعين ، ولكنهم يمارسون سلطاتهم المستبدة من وراء الكواليس ما استطاعوا ،ويتخوف البعض بهذه المرحلة من انهيار معايير التقييم لدى نبض الشارع ، ويخشون من انحسار نور ثوراتهم، و بأن يواجهوا بضياع توقعاتهم وآمالهم  ، بمواجهة مد تطرف الأصوليين الجدد المتعطشون لسدة الحكم وسلطة النظام بوجه جديد .
وعندها سيمسي عهد الثورات مجرد وميض الإشعاع الروحي لآلية التغيير، ولكن غياب منهجية وإستراتيجية فاعلة سيدخل الشعوب التي بادرت بالمسيرة وحملت الشعلة والعالم العربي  بضبابية طالما لم تتباين ملامح حصاد ما زرعوا، وهنا سنسترسل ونسأل : ماذا بعد الثورات ؟ وماذا سيذكر التاريخ آنيا؟


لمزيد من المعلومات:


* أخذت الصورة بواسطة اكرام التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق