Main topics

ديسمبر 01، 2011

الباعة المتجولون...لقمة عيش على قارعة الطريق

الباعة المتجولون في بيت لحم أثناء بيعهم الخضار والفواكه /Antony Drugeon

على رصيف ذلك الشارع في أول حارة الفواغرة تجلس الحاجة نعمة اسماعيل ،55 عاما من مدينة بيت لحم يومياً لبيع الخضار، فهذه هي الطريقة الوحيدة لها لكسب قوت يومها.
ظروف كثيرة دفعتها لاختيار تلك المهنة دون غيرها فهي المعيلة الوحيدة لأبنائها المتزوجين وأحفادها الذين يبحثون عن عمل دون جدوى. في تلك الزاوية تختبيء الحاجة نعمة من عيون البلدية المنتشرة في المكان واصفة إياها بـ " المستورة " ، بعدما تم طردها من قبل البلدية من المكان الذي لطالما اعتادت الجلوس فيه .


وفي نفس الشارع يتنقل البائع ناصر ليمون بعربته الممتلئة بالجوارب علّ أحد المارة يشتري منه زوجاً أو اثنين، يقول ناصر: " الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة هي ما دفعني للعمل كبائع متجول، فلقد سجنت بتهمة أمنية عند الاحتلال الاسرائيلي ولم يسمحوا لي بعدها بأخذ تصريح للعمل داخل أراضي ال48 ، ولا أجد غير هذه المهنة لتعينني على إعالة أهلي وأبنائي، ومع أن الكثير من الانتقادات توجّه لي من قبل الناس لكني لا أهتم بها فالعمل ليس عيبا إن كانت ثماره من عرق الجبين".
 
بائع متجول يبيع الأعلام الفلسطينية في مدينة الخليل/Antony Drugeon
أما البائع محمد عبد النبي 40 عاما وهو يبيع القهوة في شارع السينما ظروفه كانت مشابهة لظروف ناصر ، فالعمل داخل أراضي ال48 لم يعد مسموحاً به كالسابق ، ولا يوجد لديه صنعة أخرى غير القهوة ليعمل بها ، وهو منذ أحد عشر عاماً يعمل في نفس المهنة بترخيص من البلدية، الا أنها وفي هذا العام لم تقبل إعطاءه الرخصة بل وسحبتها منه ومن 64 بائعاً متجولاً آخر.

ويعلق السيد محمد شوكة الذي يعمل مفتشاً في بلدية بيت لحم أن سبب منع البلدية لتجول الباعة في الشوارع هو سبب عرقلتهم لحركة السي، وأنه من المفروض على البلدية أن توفر لهم المكان المناسب للبيع فيه.

ويؤكد السيد جورج سعادة نائب رئيس بلدية بيت لحم أن الشارع ليس للباعة بل هو مخصص لمرور السيارات والمشاة، وأن عدم تأكدهم من مصدر البضاعة التي يبيعونها وصلاحيتها للاستهلاك هو السبب الرئيسي في منعهم من الانتشار في الشوارع .
ويضيف سعادة : " قررنا عدم إعطاء أي رخصة لأي شخص في الشارع، بسبب عدم التزامهم بقرارات المجلس البلدي وهي أن يقوم البائع ببيع بضاعته فقط في السوق المخصص لذلك والذي يقع في وسط مدينة بيت لحم". فحسب قول السيد سعادة :"هم لا يريدون الالتزام بالمكان المحدد خوفاً من دفع الرسوم التي تبلغ خمسة شواقل يومياً".

ولكن قد يفكر الباعة أن هذه الخمسة شواقل قد تفعل الكثير، خاصة أن هناك أياماً تمر دون بيع أي شيء فمتوسط دخلهم لا يكفي حتى لسدّ لقمة العيش.  فالحاجة نعمة التي تبيع الخضار على الشارع لا تستطيع دفع الرسوم حتى وإن كانت بسيطة ، ظروف الحياة القاسية تجعلها تتمسك بذلك الثمن البخيس علّه يفيدها في إعالة أبنائها.


أُخذت الصور بواسطة الصحافي انتوني دروجيون

هناك 4 تعليقات:

  1. مقالات جميلة وصف
    لواقع الشعب الفلسطيني --

    ردحذف
  2. البسطات ... فقراء يبيعون فقراء ... تسمى من قبل اصحابها مهنة من لا مهنة له ...فهي عبارة عن مواد متنوعة من البضاعة ترصف على قارعة الطريق ...
    ولكن ... اعتقد بأن هناك العديد من المهن التي من الممكن ان يتعلمها العديد من الشباب الغير دارسين ولكن اختيارهم للاعمال الصعبة والتي لا يوجد فيها ربح كبير يؤدي الى ان يواجه هؤلاء الشباب العديد من المصاعب في تأمين مستقبلهم.. لذلك ارى ان يتعلم الشباب المتجولين هنا وهناك ان يتعلموا صعنة او مهنة يمكن ان تؤمن لهم مستقبلهم ... اما بالنسبة للحاجة التي تبيع الخضار فكان الله في عونها لان ابنائها هم السبب في ان تقوم بذلك بأن تؤمن قوتها اليومي بدلا من ان تكون جالسة في البيت ...
    في النهاية البطالة يصنعها الاخرون ولكن يجب ان لا نركض خلفها بأن نقول لا يوجد عمل ... العمل موجود ولكن هناك صعوبة في البحث عنه. اتمنى ان لا ارى مثل هذه الامور منتشرة هنا وهناك وخصوصا البسطات ...لان منظرها غير حضاري ...ويجب ان يكون هناك مكان خاص تعرض عليه هذه البسطات...

    اتمنى لك التوفيق والاستمرار دائما...
    سامح مصطفى

    ردحذف
  3. ولكن يا اخ سامح ماذا عن النساء الكبيرات في العمر؟

    ردحذف
  4. بالنسبة للنساء الكبار في العمر فقد تحدثت عن الحاجة التي تم الحديث عنها في الخبر وقلت كان الله في عونها فهذه مشكلة ابنائها الذين لا يقدمون لها شيئا..فهي تخرج وتبيع ما تستطيع بيعه من اجل الحصول على بعض النقود البسيطة التي تؤمن قوتها اليومي...

    ردحذف