Main topics

ديسمبر 01، 2011

الحرية في تونس وئدت قبل أن تحيا!


امرأة ترتدي نقاب /  Flickr-By Glenn R Carter
يزغردون للحريات وتعلو أصواتهم وسط المظاهرات "حرية ،حرية"، لكن هل ما قامت به إدارة جامعة منوبة التونسية بحق الفتاة المنقبة بطردها من الجامعة وعدم السماح لها بتقديم الإمتحان يندرج في إطار مصطلح الحرية؟ الأمر الذي دعا السلفيين لاقتحام حرم الجامعة، والمطالبة بالسماح للمنقبات بدخولها، والفصل بين الرجال والنساء في التدريس اعتقاداً منهم أن الاختلاط حرام من وجهة نظر السلفيين لكن الإسلام لا يحرّم الاختلاط، إضافة لعدم تدريس النساء للرجال والعكس.

هذا الإحتدام الذي نشب بين السلفيين والعلمانيين، ليس الأول من نوعه، خلافاتهم متعددة نظراً لرؤية كل جماعة منهم للحياة وكيفية التعامل مع الدين إذ أن العلاقات السلفية العلمانية لا يمكن أن تتفق بسبب اختلاف الرؤى والأفكار وطبيعة الصلة بالدين، فالعلمانية تنادي بفصل الدين عن الدولة على عكس السلفية التي تدعم علاقة الدين بالدولة.

فقدت الحريات عذريتها وغدت متاعاً للعابثين، عندما تُمنع المنقبات من دخول الجامعات تغدو الحريات بلا عذرية. فالحرية أن تعطيهم ما يريدون وليس ما تريد، اقتحام السلفيين للجامعة لم يكن مصادفة بل كان متوقعاً عند العلمانين فمنذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 تشرين الثاني، شهدت تونس توتراً غير مسبوق بين العلمانين والإسلاميين الذين زاد نفوذهم، وهذه ردة فعل طبيعية لو قارناها بقانون نيوتن الثالث "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه"، وهي مشكلة ليست وليدة الحاضر وإنما مخضرمة تونسياً.

لا نريد أن نرى الأمور من زاوية واحدة فكلما تعددت الزوايا واختلفت الآراء زادت قدرتنا على الإقناع ، لنسلط الضوء على ما قام به السلفيون من تهجم على الجامعة والمطالبة بالفصل في الجامعات بين الجنسين، كردة فعل على طرد الفتاة المنقبة وحرمانها من تقديم الإمتحان. ليس من اللائق أن نعالج الأمور بسطحية وأن تدفعنا معتقداتنا وأهوائنا لارتكاب الأخطاء، فالاعتداء على الجامعة ليس حلاً والاعتداء على منصف جليل عميد كلية العلوم والآداب لا يجدي نفعاً، فلن يغير العنف بالعنف شيئاً، ومهاجمة الطلبة للنقاب في الجامعات التونسية أيضاً ليس من حقهم، فالحريات ليست مرهونة بما نفضل نحن، وليس من حقنا أن نسير الكون كما نشاء.

تختلف ردات الفعل بين مؤيد ومعارض لما قامت به الجامعة، فحرية التعبير حق، خاصة في المجتمع التونسي الذي ولدت فيه الحرية حديثاً بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، الذي كان يقيد الحريات بشكل دكتاتوري ضد المحجبات وضد أشكال الحرية للتعبير عن الرأي، فكيف لنا أن نتحدث عن الحريات في ظل قمعها؟ وكيف نقول حرية وسط دكتاتورياتهم؟.

 ولكن بما أن لدينا القناعة التامة بحرية الرأي والتعبير لماذا نهاجم الفتيات المنقبات ونضع علامات الإستفهام حولهن؟ يقول أحدهم في تعليق لمقال نشر على موقع الحزيرة الإلكتروني تعقيباً على نبذ الفتيات المنقبات،"على الحكومة التونسية منع النقاب لأنه يستر الجرائم التي تحدث فكيف لنا معرفة المجرم إذا أخفى وجهه؟!"، نقف قليلاً لنرى هل بات النقاب هو عمل للتستر على الجرائم؟ وهل باتت الحرية الشخصية جريمة أيضاً، لماذا نعمم وننسب الجرائم لغير مرتكبيها ونحكم على المظاهر بتزييف الواقع؟ اللباس لا يعبر عن مكنون الشخص، فهناك العديد من النساء اللواتي قمن بارتكاب الجرائم لا يرتدين الحجاب، لذا علينا التعقل قبل إدلاء آرائنا المجحفة بحق كلا الطرفين .

ولا نبتعد كثيراً، عندما رأينا علياء المهدي عارية وقفنا لها بالنار والحديد، والآن نقف مجددا أمام الفتيات المنقبات، في النهاية كلاهما حرية شخصية!!


لمزيد من المعلومات :

*  امرأة ترتدي نقاب /  Flickr-By Glenn R Carter

هناك 4 تعليقات:

  1. تحياااااااااااتى لكل اهل فلسطين وبالاخص عارورة
    مقالك رائع ياانصار

    ردحذف
  2. روووووووعة

    ردحذف
  3. يعطيكي العافيه روووووووعه

    ردحذف
  4. مفارقة ذكية أخت انصار

    ردحذف