Main topics

يناير 10، 2012

الطفلة نور جسد بلا حواس !!

الطفلة نور/ تصوير عرين ريناوي

نور.. طفلة لم يبق لها القدر من نور عينيها شيء، ولم تعد الحياة تسري في جسدها الصغير ولم يعد العقل في مكانه، حتى سمعها ذهب ولم يعد، فباتت جسد بلا حواس؛ بعد سقوطها عن الطابق الثاني من منزلها.
شاء القدر أن تعجز نور عن السير على قدميها وتكمل حياتها كالآخرين، فوقوعها وهي طفلة صغيرة على رأسها تسبب في دخولها غيبوبة دائمة، لا تعي ما يدور حولها ولا تدرك ما جرى ولكن تبقى الحسرة والألم على من يراها ولا يستطيع فعل أي شيء لها.

فوالدة الطفلة نور الهدى التي تعمل ليل نهار لتأمين ما يلزم ابنتها من احتياجاتها الخاصة، تقول وفي عينيها بريق الدموع التي خلفته إليها نور: " عندما وقعت نور كانت في الرابعة والنصف من عمرها والآن هي في الثامنة والنصف، في هذا الوقت كان والدها معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلية، اسودت الدنيا في وجهي حين رأيتها ملقاة على الأرض غارقة في دمها، حملتها بين ذراعي وقمت بنقلها لمشفى أريحا، وما أدراك ما واجهناه في هذا المشفى حيث لم يجروا لها حتى الإسعافات الأولية وبقيت بلا أكسجين لمدة ثلاثة ساعات، وهي غارقة بدمها، لدرجة أنه كان في فمها قطعة من الدجاج بقيت في فمها، حتى قمنا بنقلها لمشفى آخر اعتبر أن ما أصاب نور هو بسبب أخطاء الأطباء في مشفى أريحا".

وتضيف والدة نور :" قمنا بنقل نور لمشفى الجمعية العربية في بيت لحم، وبقيت شهر كامل وبعدها رفعوا عنها الأكسجين واستطاعت التنفس بشكل طبيعي، طلبوا مني في المشفى أن أوقع لهم على شيك مفتوح لأدفع التكاليف المترتبة علينا، ولكني لم أكن أملك المبلغ وقمت بدفع (2000شيكل) فقط، وقد تفهموا موقفي". وبعدما نقلت نور إلى منزلها أصبحت الحياة أكثر تعقيداً، وازدادت الأمور سوءاً بسبب الوضع المالي المتردي لعائلتها فوالدتها هي المعيل الأول لأسرة مكونة من 14 فرد، حتى بعد خروج زوجها من السجن بقيت هي المعيل الأول نظراً لأن زوجها يعاني من عدة أمراض كالسكري وألم الظهر إضافة للمرض النفسي الذي يعانيه.

وقالت أم نور بعد تنهد دام طويلاً :" وضعي المادي لا يسمح لي بأن أعرض نور على أطباء مختصون بحالتها، وأقوم أنا بإحضار الدواء لها في حال مرضها دون استشارة طبيب لأني لا أملك المال فأنا بالكاد أوفر لها الغذاء الخاص بها فهي تتناول طعاما خاصا أقوم بشرائه كل أسبوع بمبلغ (250شيكل)، بالإضافة للمياه المعدنية التي أحضرها لها ونور بحاجة  إلى (3000 شيكل) شهرياً لتغطية الحاجات الأساسية لها لتبقى فقط على قيد الحياة بنفسها الصاعد".

وبينما تتذكر الأم نور قبل وقوعها قالت :" كانت نور لا تفارقني أبداً لدرجة أن الجيران يقولون لي نور الحارس الشخصي لك، كنت أقوم بإيصالها للروضة قبل أن أذهب إلى عملي لدرجة أنني في بعض الأيام لم أكن أذهب للعمل أو أتأخر لأقوم بإيصالها لروضتها، فنور لم تكن تحب الركوب في حافلة نقل طلبة الروضة، أما الآن فنور لا تضحك إلا صدفة من غير قصد ولا إدراك لأنها لا تعي ما يدور حولها".

والدة نور لا تملك سوى قلب مؤمن ووظيفة في وكالة في مدينة أريحا، لتؤمن احتياجات ابنتها المريضة التي لا جدوى من شفائها، فالعمليات لا فائدة منها ولا أمل إلا رحمة الله، فالوضع المالي للعائلة سيئ جداً إذ أن تكاليف ومصاريف نور باهظة جداً، كما تقول أم نور :" لم أجد من يساعدني في تغطية تكاليف علاج نور في الفترة التي قضتها في المشفى ولا بتكاليف المواصلات التي كنت أدفعها، والآن أنا أقطع لقمة الطعام عن باقي الأولاد لتأمين الأكل الخاص والإحتياجات الخاصة لنور".

وناشدت والدة نور السيد الرئيس محمود عباس وكافة المؤسسات الإجتماعية والخيرية وفاعلي الخير من أجل مساعدتها في تأمين احتياجات نور التي تشكل عبئاً كبيراً على أمها.وتبقى نور الممدة على فراش أرضي بين يدي الله، جسداً بلا حواس وبصر بلا نور وعقل فقد القدرة على التفكير، وأذنين كان آخر ما وصلها إليهما صوت رأسها الذي ارتطم بالأرض لتفقد بعدها الحياة وتعيش في عالم آخر لا يعلمه إلا الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. دخليو الحلو
    الله يشفيكى ياااااااااااااارب

    ردحذف
  2. الله يكتب لك الشفاء يااااااااارب

    ردحذف
  3. شكرا لهذا المقال أنصار... كم محزن...

    ردحذف