Main topics

مايو 15، 2012

الأسرى يقررون النصر أو النصر!

قراقع يعلن نتيجة  االاتفاق على وثيقة القاهرة في مؤتمر صحفي/ آية شويكي
حتى لا تسبق النكبةُ العامَ ذكراها، لا بد أن يتأنى أصحاب الشأن، في إصدار بيانهم لإعلان قرار مصيري، فرفضهم  صفَ كلمات في صيغة "اتفاق" بين أناس وناس لا يتفقون، لن يحاصر إلا حريتهم، وإن نصرَهم فلن يحذف من الكل إلا غيرهم!



ساعة النكبة وصلت، لتدق عند الثانية الـ (64)، والأسرى حريصون على ألا يزيدوها عمرا، فالوقت في البيوت ثوانٍ، لكنه في السجون  أعوام! والأسرى محللون للخبث بين السطور، فأن تقول لهم: "سيفرج عن الإداريين مالم تدينهم ملفاتهم أمنيا"، "صبغة" لن تمر عليهم، فتجويد للقرآن علمهم "صل"، ليربطوا الأول بالآخر، الحل بشطبه، فلا يصدقون كذبا مهذبا!

ويقين أن الحسم هناك داخل "حدود" سجن الرملة، يقف على جرة قلم، على ورقة رسمية، إما أن تحل الإضراب، أو تصنع ثورة، واللغز هنا أن الحل ثورة، والثورة ثورة،  وتحديد منطقة الهدف متروك للأسيرين ثائر حلاحلة، وبلال ذياب. فاللجنة العليا للإضراب مصرة أن تخط كلماتهم البيان.

وبينما يرفض حلاحلة وذياب الانتظار إلى حين انتهاء محكومياتهم، يتراقص الأمل أمام الأمهات على الكراسي المصفوفة في خيم الاعتصام قريبا وبعيدا، لتلحقه فيأتي، وتمسكه فيجري، ويتوه الصواب بين عقل أم وقلبها، كلما ربتت بيديها على كتف ابنها في صورته، لتحلم يقظة أنه بين يديها.

قالت لي أم أسير تنتظر في خيمة الاعتصام، "أأنت متأكدة!  هل سينهي الأسرى إضرابهم؟"  ونسيت قبلها أن تسألني "هل اتفقوا؟"، طارت كلماتها لتصيبني لوعتها، وأنطقها ملمس الفرج، "وقف الإضراب أسعدني، فما بالك لو زففت خبر الإفراج عنه، ماذا أهديك، ماذا يكفيك!"

وانتظار النصر بغض النظر عن نسبه، (لاستمرار الإضراب أو إنهائه)، أعادني إلى الأسير جعفر عز الدين، المضرب عن الطعام منذ (55 يوما) ، ووصيته لعائلته أن تسمي ولده الآتي "نصر"، ليصل نصرٌ إلى أبيه  بعيدا، ويظل جعفر في السجن ينتظر النصرَ القريب! ونحن اليوم نعد عمر النصر الأول بعد ثلاثة أيام من ميلاده، وننتظر ميلاد النصر الثاني، لنحتفل بعمر نصرين!

هناك تعليق واحد:

  1. كل التوفيق لكِ زميلتي هبة .. نص رائع ومتين ..الى الامام

    ردحذف