Main topics

يوليو 24، 2012

بائعات الهوى في الإسكندرية بين الرغبة والظروف

صورة لبائعة هوى  - تصوير اسلام أبو السعيد
تخفي كل واحدة من بنات حواء في داخلها حكاية عاشتها بتفاصيل معينة كان بطلها ذكر، لا أعلم كيف ابدأ وهل لتلك القصص مقدمة ،  أتوقع لاي موقف سيئ في الحياة مقدمة .
سوف ندخل الي العالم الأسود لبنات الليل أي ما يعرف ب " البيتش جيرز " في شارع محمد نجيب بالإسكندرية . منهن من ستسرد قصتها، لماذا سقطت وكيف تعيش وتخطط لمستقبلها ؟ ومنهن من تقبع خلف القضبان،  وكثيرات يبحثن عن التوبة ويؤرقهن ما بعدها من عقبات ، وكثيرات استهواهن الجو الموبوء .


 سارة " أبحث عن من يطهرني "
تنظر الي ملامح الطفولة بتلك الفتاة التي تسير بالشارع فتظن البرائه خلقت من أجلها، ولكن لا تعرف ما يجول في قلبها إلا إذا إقتربت منها .
 سارة إبنه العشرين عاماً ولدت في منطقة شعبية بالإسكندرية . لم تكمل تعليمها لعدم رغبة أهلها بالصرف عليها، ولأن لها أخ أكبر فهو الأحق حتي بابسط حقوقها. فبيتهم مشحون بالمشاكل والفقر علي مدار الساعة، فبحثت عن عمل ليعينها علي مصاعب الحياة وديكاتورية أهلها فلم تقابل سوي النظرة الجنسية من صاحب العمل تارة ومن العاملين تارة أخري حتي وصل بها الحال الي عائلتها وأقاربها . فتقول سارة " كل ما أشتغل شغلانة ألاقي حدا طمعان فيه ، وعايزني أقرب الناس ليا، كل واحد منهم بيحط ايده علي جسمي ويغصبني أنام معاه فأنا قلت أعمل كدا بمزاجي علي الأقل بيكون في مقابل علشان خاطر أعيش حياتي زي أي بنت وأحط ميك أب وألبس ".

 تستهوي تغيير إسمها عند كل زبون مع حفظ الإسم الذي عرفت به عن نفسها له، وذلك حفاظاً علي صورتها أمام عائلتها لو غدر بها أحدهم وأخبرهم عما تفعله بدون علمهم . تنظر إلي البحر والدموع تترقرق في عينها تشكو له همها وحزنها علي نفسها فتبلغه رسالتها وكأنها تطلب منه طهارتها، فكيف تتطهر وليس هناك من يحميها حتي ابن عمها الراغب بالزواج منها لم يعرف ماضيها.  وعلي الرغم من حفاظها علي عذريتها إلا أن ماضيها يقلقها  وتضيف: " احنا بنات الكورنيش بتوع 200 و 300 جنيه شكلنا مش نظيف قوي ولا بنتكلم لغات فمكانا هنا،  أما البنات اللي شكلهم نظيف وبيتكلمو كزا لغة علشان الشغلانة دي دول بيصيدو الزباين اللي بالفنادق والكافيات الغالية والأماكن اللي بيجيها ناس غنية فلازم يكون شكلها نظيف ".

يؤرق سارة مستقبلها المجهول ويعذبها وضعها الذي فرضته الظروف عليها  وتحلم بالشخص الذي يطهرها من هذه المهنة يوماً.

بنات الليل - تصوير اسلام حسن ابو السعيد








نورٌ في النار
نور تبلغ من العمر الثالثة والعشرون مطلقة وأم لطفل نشأت في بيت لوالدين منفصلين والدها معتقل سياسي أجبرها أن تكون عروس لعريس يقبع خلف القضبان، تزف اليه في السجن ولم يتجاوز عمرها حينئذ ستة عشر عاماً. ولأنها بنت لا تستطيع الرفض قبلت، فهم كانو يعلمون بعلاقتها بخص يرغب الزواج منها وتريده بشده  وهم لم يكونو موافقين .

 استمر زواجها  سبع سنوات، حتى طفح بها الكيل وصارحت زوجها وهي حامل بأنها لا ترغب بالإستمرار بتلك العلاقة الشبه زوجية المغصوبة عليها. فرفض أن يطلقها قائلاُ " أنا لو شوفتك نايمة مع واحد وبتزني علي نفس السرير أنا مش هطلقك " وإجبرهاعلي لبس النقاب، ناهيك عن البحث عنه من سجن لسجن وعن تلك الاتصالات التي كانت ليس باتصالات بل لقائمة من الطلبات يجبرها علي احضارها في اليوم التالي فتقول له " أنا معيش فلوس إزاي أجيبلك الآكل وأجيلك " ، فيرد عليها :" ما بعرفش اتصرفي " . ومن هنا بدأ غضب الأيام عليها فبدأت تتصرف بجسدها لتوفر له طلباته. 

وتكمل قائلة عن الزبائن المترددين عليها  "أكثر ناس بتجيلنا بتوع دبي والمصريين الكبار بالسن بس الشباب الصغيرين دول بيبقه تحرش". ولكن هل سيتغير وضع نور في يوم من الأيام علي الرغم من هروبها من بيت أهلها وحصولها علي الطلاق من زوجها السجين بعد الثورة، وماذا ينتظر إبنها صاحب النظرة الخجولة . 


أم جنة "زوجي يبحث لي عن الزبائن "
بائعه الهوي- تصوير اسلام حسن ابو السعيد
لا تكبر أم جنة عن سارة ونور عمراً، توجت لعريس رغماً عنها أجبرها أهلها علي قبوله فهو يعتبر لقطه بالنسبة لهم . طلب منها أن تعمل ليمكث هو بالبيت بحجه عدم قدرته علي تحمل مسؤولية أطفالهم الثلاثة فتقول " نزلت اشتغل لقيت الموضوع مش جايب همه هقبض 200 جنيه ولا 250 هيكفوا إيه ولا إيه " . فأجبرها علي بيع جسدها لمن يدفع أكثر وكإن الأنثي في ذلك المجتمع يعلن عن انوثتها بمزاد علني فتقول : " بعت نفسي علشان خاطر اصرف عالشحط اللي قاعد فالبيت وععيالي واعيشهم عيشة نظيفة بدل الحياة اللي انحرمت منها " فتختتم أم جنة ضاحكة علي تلك الألفاظ التي تسمعها أثناء سيرها بالشارع فتقول :" دول بينادوا علينا ايه يا مزة - فردة - جامدة - ماكنة"


وهنا لقاء مصور توضيحي لكل من سارة ونور

هناك 3 تعليقات:

  1. Reading the article made me feel so angry toward the society that forces a woman to sell her body, and the worse is her family who treats her like a piece of furniture and they think it's a waste of money to send her to school. her family is the one who supposed to protect her and love her, if a woman doesn't feel safe in her own home with her family and can't rely on their help then nobody should blame her for what she does, but our Arab society always blames the victim and never the predator..

    ردحذف
  2. حقيقه مؤسفه بس الي يحزن اكتر انهم متحجبين ويمكن تلاقي علي رانات تليفوناتهم القرآن ماهو لو كل واحد قبل ما يرتبط ويخلف يفكر منين وازاي هيربي عياله ما كانش ده حصل لان ما فيش حد بيرضي بنصيبه الابام دي وكل شيئ وله ثمن وما فيش ارخص من البني ادم للاسف .

    ردحذف