Main topics

نوفمبر 11، 2012

رحل ...ورحلت القضية!


صورة للشهيد ياسر عرفات/ جوجل

كنت في الرابعة عشرة من عمري حين بدأت لحظة ترقب الشعب الفلسطيني لحالة قائده الرمز ياسرعرفات،  وهو يصارع  ليلتقط آخر أنفاسه من أجل البقاء. لكن كان الحظ يمشي بالإتجاه المعاكس، فقد حكم عليه بالإعدام قبل موته، وتم البدء بتنفيذ الحكم قبل فترة طويلة من إعلان رحيله .
في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات،  حيث عانى من مرض لا دواء له، رغم ذلك بقي صامداً جباراً، يرفض الخضوع والإستسلام وهذا ما كان يدل في خطابه "يريدونني إما قتيلاً وإما أسيراً وإما طريداً.. لا.. أنا بقلهم شهيداً.. شهيداً.. شهيداً"، كانت شعاراته واضحة وضوح الشمس، حيث كان يصرح بما يؤمن به، وبتصريحاته وحّد شعب بأكمله رغم تعدد أحزابه واختلافه، وجمعهم تحت راية واحدة، وتحت قضية شعب يناضل من أجل حرية وطنه. فاوض المحتل لكنه لم يرضخ لأوامره، حوصر من 19 إلى 29\9\2002 في مقره في رام الله ولم يستسلم رغم كل الضغوطات التي مورست عليه، ليخرج بعده رافعاً رأسه، لتبدأ مرحلته الأخيرة، فهو أصبح عائقاً في وجه المحتل وحان موعد رحيله.
صورة لشهيد القائد ياسر عرفات منقولة عن google 
في 29 أكتوبر 2004 ودعه شعبه في مقره بالمقاطعة للمرة الأخيرة، فخرج من فلسطين عروسه التي ناضل من أجلها وعاد إليها في 11\نوفمبر\2004 شهيدا. اغتاله المرض وامتص كل طاقته حتى أخذ روحه وأرجعه الى بلاده المغتصبة، ليستقبله شعبه ولتنتفض له أرضه.

ثماني سنوات مرت على رحيل القائد ياسر عرفات، ولازال سبب موته مدفوناً معه، رغم محاولة البعض للكشف عن المؤامرة التي حيكت ضده، عملية اغتيال جرت دون معاقبة الجاني، فقيدت ضد مجهول،  ظن أن جريمته كاملة.
قائد برحيله رحلت الوحدة الوطنية، لينتكب الشعب الفلسطيني بعده، ولتصبح فلسطين أرملة بدونه، فبعد رحيل القائد انقسم الشارع الفلسطيني، وأصبحت الأحزاب أهم من القضية التي عاش ياسر عرفات عمره كله يصراع من أجلها، فدفن ودفنت القضية معه، فبعده لم يؤمن الشعب بقائد، وأصبح المواطن الفلسطيني غريباً في وطنه يحكمه ساسة هدفهم السلطة.
حال الرئيس ياسر عرفات يعكس حال الشعب الفلسطيني، فنحن شعب قادر على صنع البدايات... لكنه لا يستطيع وضع النهايات!

هناك 5 تعليقات:

  1. mahmoud ayaseh
    سيدي القائد ... رحلت باكرا واخذت معك كل معاني التضحية والوفاء ... ولم يبقى الان سوى كلمات عابرة لا تحرك ساكنا واصبحت القضية مجرد ساكن .

    مقال رائع وجميل جدا بحيي صديقتي ميسا على الكلمات الرائعة للراحل الرمز القائد ياسر عرفات
    وبنصح الكل يقرأ المقال وشكرا .

    ردحذف
  2. الله يرحمه ... ويعطينى قائد رائع مثله

    ردحذف
  3. غاب القائد لكنه لم يمت ... مع ان الكثير اكل تعبه لسنيين ...
    فليتعلم منه الاخوان .. قبل ان يحاول ان يكون مكانه

    ردحذف
  4. الله يرحمك يا قائد..الله يرحمك يا ابوي الله يرحمك يلي دايما كنت رافع راس الفلسطنية الله يرحمك يلي ضليت حامل القضية .. رحل القائد وصار الشعب يهتم بالأحزاب بطل في شعب صار وطن بدور ع شعب يحمي ... رحمك الله ابا عمار (براءة عاصي )

    ردحذف
  5. رحم الله القائد الرمز الياسر الكاسر ابو عمار فقد كان رمزا من رموز الصمود ضد هذا المحتل الغاشم الذي حاول محو هذا القائد ووصل الى مراده وهو ب استشهد هذا الاسطورة ولكنه لن يستطيع ان ينسينا من هو ابو عمار فأبا عمار في قلوبنا يعيش وفي ارواحنا يستوطن ............ اجل من نفسي حينما يقول بعضهم _ قتل سيدكم والم تعرفو الجاني ..... وااااه اسفاه يا سيدي فنحن لن ننسى من تكون


    مشكورة على هذه الكلمات الجميلة ولكي مني كل الاحترام زميلتي .... تألقي بقلمك ^_^

    ردحذف