Main topics

فبراير 08، 2014

الذاكرة تنتفض

يبحثون عن جذورهم، يبحثون عن تاريخ كان هنا، ومع أن الإحتلال حاول دوماً أن يطمس هذه المعالم،  وأن ينفي وجود أي تاريخ لشعب فلسطين، إلا أن هؤلاء الشبان يعملون ويكدون من أجل ربط جذورهم، بجذور ابائهم و أجدادهم، وجذور من عاش هنا ممن سبقوهم على هذه الأرض .

لأجل ذلك، ابتدعوا فكرة القرى هنا وهناك، كباب الشمس، و أحفاد يونس، و كنعان، ومؤخراً عين حجلة، وهي قرى ترمز بشكل أو باخر لمن كانوا هنا  ولمن عاشوا هنا، ولعل الأهمية في ذلك تكمن، في أن من عاشوا على هذه الأرض هم عرب فلسطنيون كنعانيون.
 وهؤلاء الشبان ما هم الا أحفاد الكنعانين الذين يعملون على بعث تاريخ أجدادهم من جديد، من أجل طمس الرواية الصهيونية التي يسعى الاحتلال ليل نهار من أجل تهويد الأرض وبناء ما يسمى بدولة اسرائيل .
هم يعملون ويسعون لإبقاء الخيط الذي يصلهم بتاريخم وماضيهم، فمن لا ماضي له لا مستقبل له، والحاضر هو الجسر الذي يصلنا بالمستقبل، ويأخذنا للجيل الجديد، الذي يجب أن يغرس في ذاكرته تاريخ فلسطين، ويتذكر أن هذه الأرض هي ملك لأجداده .
إن هذه القرى التي يبنيها النشطاء الفلسطينيون، هي كالشوكة في حلق الصهيوني، تذكر بأن الأرض عربية فلسطينية، ومهما صنع الإحتلال،  ومهما زرع فيها من مستوطنات، يبقى هذا الزرع فيها غريب عن هذه الأرض، لأن هذه الأرض تنتمي لمن عاش عليها  ورسمها، ومع كل مخططات هذا الإحتلال لطمس هذه الهوية، إلا أن جذور هذه الأرض تشهد بأن عرب كنعانين فلسطينين عاشوا عليها، وذاقوا من حبها، وارتبطوا فيها، لدرجة أنها رسمت تضاريس أجسادهم، وتعاريج وجوههم .
ما يقوم به هؤلاء الشبان هو إعادة السيرة الأولى، سيرة القرى الفلسطينية التي هدمها الإحتلال وطرد سكانها، إنهم يتشبثون في الأرض أكثر ليبقوا فيها أكثر ويورثوها لأبنائهم، ويسعون لإبقاء الذاكرة مستيقظة، ليشهد العالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لم يخرج من أرضه إلا رغماً عنه، وليتذكر أن هذه الأرض انتكبت وشرد أهلها ومازالت النكبة مستمرة، فما دام القلب الفلسطيني ينبض، سيبقى العقل يذكر بأن هناك يوماً ما سيكون لنا، وحق العودة فرض على كل فلسطيني، وكل هذه المفاوضات والمساعي لرسم حدود جديدة، هي مرفوضة لدى الجيل الجديد، فهم يرسمون عرو سهم فلسطين كما يجب من النهر إلى البحر، هي كما هي فلسطين التاريخية، وهاهو الشباب الفلسطيني ينتفض أمام كل هذه المفاوضات العبثية، ويرفض وبشدة أن يتنازل عن شبر من هذا الوطن، حركة الوعي ستنشر في الشارع، على الرغم من الهدوء الذي يعم الشوارع، إلا أنها مرحلة ما قبل العاصفة، فليس من حق أحد أن ينتقس من حرية الغير، وحق العودة ليس حق شخصي، بل هو مبدأ مغروس في جذورنا، ولا يحق لأحد التنازل عنه .. حان الان موعد الغضب، ليست مرحلة عبثية، ولا وهمية، بل هي انفجار ورفض واضح لشتى أنواع الذل التي تمارس ضد هذا الشعب المتعب، والذي يرفض أن يذل ويبقى يتفرج .












 ملاحظة :
* تصوير ميس عاصي

هناك 6 تعليقات:

  1. كلامك .. يخلق في داخلي شعورا لا يمكن ان افسره .. رائعة واحتاج لاقراء لك .. لا تكفي عن الكتابة .. فقلمك ثورة وعيناك رصاصة .. تصوب وتخترق

    ردحذف
  2. وهؤلاء الشبان ما هم الا أحفاد الكنعانين الذين يعملون على بعث تاريخ أجدادهم من جديد، من أجل طمس الرواية الصهيونية التي يسعى الاحتلال ليل نهار من أجل تهويد الأرض وبناء ما يسمى بدولة اسرائيل .
    هاذا اقتبس من مقالتك ... من لا ماض له لا حاضر له ايضا ولا مستقبلا
    كنعانية تكتب لكنعاني الذي يحاول ان يقول للعالم ان هذه الارض له الارض التي انتزعت منه لشعب بلا ارض ، دون ان يعلق الامل على مفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع

    استمري صديقتي ميس فالامل ينطلق من القلم الى البندقية

    ردحذف
  3. دائما رائعة ومتألقة في كتابتك ومعبرة جدا .. حان الان موعد الغضب
    (براءة )

    ردحذف
  4. انت ثورة .. فلسطين تحتاجك

    ردحذف
  5. انعرف اننا اصحاب ماض عريق بنت الحضارة الغربية عليه وطورته ماذا هل عجزنا عن تقليدهم الا بالتوافه من الامور عمالقة الحضارة العربية ابن سينا جابر ابن حيان ابن الهيثم وغيرهم كثيرين نريد مايسهل حيتنا نعم لكن لانريد من يفسدها نريد ان نعيد حضارة الكنعانين ولا نريد التغني بها والقلم والبندقية في نفس المصف للذي يعقل ويهتم بالعقل اذ بدونه لايمكن لليد ان تمسك البندقية حبي وتمانياتى لاحفادي الكنعانين

    ردحذف