Main topics

يونيو 19، 2010

حق العودة، أصبح كروموسوما وراثيا لدى الاجيال الفلسطينية

أطلال تمنى من غادرها أن يقف عليها ولو لحظات، أو على الأقل يلتف بترابها الذي أحب عندما تأتيه المنية، وآخرون ترعرعوا على ذكريات وقصص رواها لهم الآباء والأجداد حتى أصبحت جزءا منهم.
يقفون كل صباح ومساء على ذكراها، متجهين بأنظارهم نحوها، يلقون عليها تحية الوطن السليب، متأملين أن يحمل لهم الهواء أنسامها ورائحة الليمون والبرتقال لتحيهيم من جديد، ليبقوا على درب النضال سائرين، على أمل العودة باقين، على أمل عودة قريبة تعيد كل شيء الى ما كان عليه، ذكريات وأحلام وعودة غالية خطاها حمراء صمم عليها وعلى المستقبل والغد كل من سلبت منه أرضه ووطنه .
وآخرون بكل بطش وهمجية سلبوا ارض وقتلو شعب، رغم قرارات الشرعية الدولية وقوانين حقوق الانسان التي كفلت حق الشعب الفلسطيني .

هي ذكريات حملها الآباء والأجداد عندما هاجروا من يافا وحيفا وعكا وغيرها من المدن والقرى خوفا على أعراضهم وأرواح أطفالهم، هكذا خرجوا...
تقول الحاجة أم عصام والتي انقضى من عمرها 68 عاما بلهجة المستذكر للماضي: "كنا نعيش بأمان وهدوء في بلدنا يازور، حيث كانت تحيط بها بيارات البرتقال والليمون، الحياة كانت بسيطة، اعراسنا كانت جميلة جدا" تتنهد قليلا ثم تتابع "يا بنتي بتذكرها كأني سامعتها"... غلبتها دموعها وصارت تبكي.

استجمعت قواها قالت بحسرة "كل ذلك أصبح ذكريات بعد تاريخ 1948، هذا العام الذي حمل معه الدمار والشتات وتهجرنا من بلدنا على اللد، فهاجمتنا قوات "الهاغانا" من جديد ، هربنا الى نعلين ومنها الى دير عمار.. هناك كانت الحياة قاسية نمشي مسافة 3-4 كيلو متر حتى نحصل على الماء .. هربنا الى جفنا وعشنا بين الاشجار وجاء فصل الشتاء ونحن على هذه الحال، حتى قام الصليب الاحمر بنقلها بشاحنات الى منطقة اريحا ووزعت علينا خيام عشنا فيها خمس سنوات ".

وعندما سالتها لو خيرت بين العودة والتعويض اجابتني قائلة :"طبعا العودة ... اتمنى أن أرجع الى يازور واعيش فيها ولو يوم واحد فقط ، اوالتف بترابها عندما أموت".

الزعيم الامريكي "ترومر" كان يقول ان هذه قضية يحلها عامل الزمن، كبار يموتون وصغار ينسون" لكن شعبنا بأجياله كلها دحض مقولته واثبت مدى تمسكه بحقه بالعودة الى الاراضي المحتلة عام 1948 وهذا ما اكدته لنا خلود حفيدة أم عصام حيث قالت "يازور هي ارض الاباء والاجداد ... هي الوطن الذي احب وهي الام التي اتمنى ان ارتمي في احضانها فلو خيرت بأموال وتعويض طائل  سأختار بلا شك العودة، فلا شيء يغني الانسان عن وطنه وارضه وبيته، العزة والكرامة ونشوة الانتصار لا تمنحني اياها النقود".

لكن هناك صورة أخرى يجب الحديث عنها ألا وهي صورة أولئك الذين جاءوا من بلدان العالم جمعاء، ليقطنوا في المنازل التي غادرها أهلها هربا من بطش الصهيونية. إسحاق يعقوب47 عاما، من أصول مغربية قدم والده إلى فلسطين عام 1941 مع تنامي الدعوات والهجرة إليها كونها أرض الميعاد كما يدعي.
يرى اسحاق يعقوب انه من العدل تهجير العرب وإقامة دولة إسرائيل على أنقاض المدن العربية ليعيش هووغيره من القادمين فيها. قال"إن أرض إسرائيل هي أرضنا، كنا هنا منذ زمن بعيد وسلبت منا .. أما الآن فلقد عاد لنا حقنا من جديد، ومن العدل أن يعود الحق لأصحابه ، فإسرائيل هي وطني وأنا مستعد للدفاع عنها بكل أملك".
أما "أليكساندر ويبلغ من العمر 37 عاما، المهاجر الروسي "الأوكراني" جاء لإسرائيل بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 وتفشي البطالة هربا من سوء المعيشة والركود الاقتصادي الذي ساد هناك، أكد أن دافع قدومه إلى إسرائيل هو الإغراءات المادية المقدمة للمهاجرين الجدد من أجل بناء حياة كريمة، حيث قال "بعد قدومي إلى إسرائيل حصلت على الجنسية وضمان اجتماعي إضافة إلى فرصة عمل ومنزل في احد المستوطنات ".

لكن ارتباط هؤلاء بأرضهم تحكمه  اعتبارات عدة، فقد اكد هؤلاء المستوطنين ان قدموا هنا هربا من وضع اقتصادي سيء واذا شعر بان احلامه لا تتحقق والوعود لن تنفذ "لن ابقى هنا ساعود الى روسيا مرة اخرى" وهذا ما اكده اليكساندر.

لكن يبقي سؤال يطرح نفسه ما الذي سيحمله المستقبل لشعب أتمت عناصره الوراثية عملها وأجمعت أجياله على هدف واحد هو العودة ... وآخرون منهم متطرفا بإيمانه بهذه الدولة واخر يكسب عيشه منها دون اي ارتباط يجعله يذود عنها بالغالي والنفيس .

لمزيد من المعلومات:
. قرية يازور
. نعلين


الصورة صورة لعجوزين فلسطينيين وأحفادهما في احدى المخيمات الفلسطينية/ فلكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق