Main topics

يونيو 22، 2010

ما بين قسوة الإعاقة وإهمال المجتمع

كثيرا ما نشاهد في الطريق أو الحي أشخاص من ذوي (السلوك غير السوي) وفق ما قاله لنا أخصائيون إجتماعيون لأنه لا يوجد شيئ إسمه (الجنون) وهذا مصطلح خاطئ. يبقون هؤلاء في الشوارع لساعات طويلة في البرد القارس، وفي الصيف تحت أشعة الشمس الحارقة ومنهم من يفترش الأرض، وطبعا بسبب وضعهم لا يميزون أن هذه الأمور خاطئة ويجب أن يكونوا في منازلهم.
ووفق حديث ذويهم لنا فهم لا يستطيعون السيطرة عليهم ومنعهم من الخروج من المنزل، وعندما قامت أحد الأسر بربط إبنهم بحبل أصبح كالمفترس بعد فك رباطه ويريد أن يخرج ولم يتمكن أحد من منعه من الخروج.

لا يوجد لدى الأسرأي حل اخر خصوصا إذا كان إبنهم فوق سن السادسة عشر و يؤذي الآخرين او يلحق الضرر بهم او بأملاكهم ما يشكل إحراجا كبيرا لهم.

وقد طالب هؤلاء الأهالي بضرورة وجود مراكز ومؤسسات تعنى بهذه الشريحة من أبناء المجتمع واخصاءيين نفسين يستطيعون التعامل معهم ومع سنهم المتقدم، لا سيما وأنهم بحاجة الى عناية فائقة لأنهم لا يستطيعون تلبية حاجاتهم بنفسهم فهم بحاجة الى الإستحمام وتبديل الملابس باستمرار، خصوصا عندما يكون الوالدين كبيرين في السن وهم بحاجة الى من يعينهم. فكيف لهؤلاء القدرة على رعاية ابنائهم؟

إلتقينا ببعضهم حول هذا الموضوع وكانت ردودهم ما يلي:

السيدة ( ع ) قالت أن إبنها يبلغ من العمر (20)عاما يمضي معظم وقته في الشارع من دون حذاء وحاول أحد المرات أن يلقي بنفسه من الشباك ولا يرضى أن يستحم أبدا، بالرغم من ان الحمام ضروري جدا له لأنه كثيرا ما يتجه الى حاويات القمامة المتواجدة في الأماكن العامة، وحقيقة نحن بحاجة لجمعية أومؤسسة لتعنى به لعدم قدرتنا على ضبطه.

أما الحاجة (م ) فتقول أن إبنها ( 32 )عاما مشلول ومن ذوي الإعاقة عقليا، يجب أن يتفرغ له شخص ليلبي احتياجاته وأنا ووالده مسنين ولا نستطيع رعايته خصوصا لأنه مقعد فهو بحاجة لمن يرفعه. في فترة العصر والمساء يتناوبون إخوته للعناية به أما في الصباح فلا يوجد أحد لأنهم يكونوا في عملهم.

أما الوالدة( ر) وقد بدا عليها الحزن الشديد وقهر الأيام مرسوم على ملامح وجهها فتقول: أن إبنها (28)لا يعود الى المنزل إلا في ساعات متأخرة من الليل، و"طوال النهار لا نعلم أين يكون وغالبا لا يتواجد في البلدة وإنما في البلدان القريبة علينا، من فترة قصيرة أجرينا له عملية جراحية بسبب سقوطه من مكان مرتفع، وعاد الى الشوارع ونحن خائفون أن تسوء حالته الصحية ، ولا نعلم ماذا نفعل".

هذه الحالات وغيرها كثيرة. ألا تستحق أن تتوفر مؤسسة تعنى بهم بطريقة تتوافق مع حالتهم الصحية، وتخفف عنهم ما يعانون وذويهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق