Main topics

يوليو 04، 2010

مدينة نظيفة لل "في أي بي" فقط

"من سيأتي قريبا الى المدينة؟" سؤالٌ يطرحه المواطن إذا استيقظَ ليجدَ نفسه أمام تغييرٍ معجزي حتى يظن أنه لم يكن في هذه المدينة نفسها من قبل، او كأنه كان مسافرا وعاد الى الوطن ليجده خاليا من الأوساخ العالقة في الذاكرة. جيش من عمّال النظافة يتواجد بكثرة في الشوارع يعمل بجهد غير مسبوق، رجال الشرطة وسياراتهم تنتشر في كل مكان والمدينة تبدو أبهى.
ولكن، لمَ العجب؟ بتنا نعرفُ ملامح هذا اليوم الاستثنائي، هناك شخصية مهمة لا بدَ آتية في زيارةٍ للبلاد.
هذا ما حدث في بداية شهر حزيران، عندما كانت بيت لحم تتهيأ لاستقبال مؤتمر الاستثمار الثاني والذي شارك به العديد من الوزراء ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب. لوحظ البدء بالعمل الجاد قبل شهر تقريبا من انعقاد المؤتمر، حيث صارت الخطوط البيضاء في الشوارع بيضاء، والأسود صار أسود، والغبار قد ولّى، وكل ما كان لا لون له صار له لونه الطبيعي الجميل.. وأكثر ما هو ملفتٌ فعلا، ويلاحظه من لا دقة ملاحظة عنده هو الأزهار والورود التي تكثر، او حتى تُخلَق فجأة، والأشجار التي تنمو في بضع دقائق. للدرجة التي يصل فيها المواطن الى ان يتمنى ان يبقى الضيوف اللامعين أكبر قدر ممكن من الوقت في المدينة، او ان يكثرون من زيارتها. . حقيقةً، الصورة الأكثر إلحاحا في مراودتها هي صورة فتاة أهملت نفسها، وجاء لخطبتها عريس، فلم تتعرف عليها أمها!!

 ما هو جديرٌ بالذكر، ان الشوارع النظيفة والأشجار المتواجدة على الأرصفة تكون فقط من حيث سيمر الموكب، أما المناطق الأخرى، او الشوارع الجانبية والتي لن تمر منها الشخصيات المهمة، تبقى على حالها، تعجُ بالقمامةِ والغبار.

ألا يمكن ان تكون شوارعنا نظيفة إلا عندما يزور المدينة شخصاً مهما؟  أليسَ للمواطن عينٌ تستحق ان ترى ما هو جميل في وطنه؟
تكثر الأسئلة والحقيقة واحدة وهي أن كل شيء سيعود الى ما كان عليه من غبار وسواد واتساخ!! وسيضيع مجهود جميع من عملوا في الفترة الماضية على نظافة المدينة واخراجها بأجمل هيئة امام زوّارها الكبار، ويظل المواطن ينتظر زيارة قريبة لأحد هؤلاء اللامعين ليرى مدينته أجمل !!

الصورة الأولى صورة لمدينة بيت لحم / أُخذت بواسطة الصحافية سماح سولا
الصورة الثانية لحاوية القمامة المقلوبة على الشارع الرئيسي / أُخذت بواسطة بشرى فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق