Main topics

سبتمبر 01، 2010

*لكن لي في موطني بقية .. هي أنتِ والأرض والزيتون


تُحيلهُ الساعات الأخيرة الى عاشقٍ للحياة. تُشبِهُ في جوعها ساعاته الأولى، الا ان تلك كانت مليئة بالفقد، فَقْدُ كل شيء، وهذه مشبعةٌ بالانتظار الجميل، الصبر الذي سيتوَجُ باللقاءِ بعد سويعات. هل سيحدث هذا حقاً؟ هل سيتمكن أخيراً من أخذها في حضنه، كمادةٍ حقيقية تحتلُ ذراعيه؟ متى كانت آخرَ مرةٍ ضمها؟ هو يذكر تماما ذلك اليوم، الذي قبّلها فيه ثم خرج من البيت ولَم يعُد..  لم يعد ليتحسس بطنها الذي يحملُ حلمه، ولا لِلسلام الذي ما لبثَ أن وجده.. فتلاشى وكأنه لَم يكن. 


كان في بعضِ اوقاتِ يأسه يظنُ انه يَحلُم او ينسج قصصا كالأفقِ في استحالتها. هل هناك حياةً عاشها فعلا قبل أن تطأُ آمالهُ هذا المكان الموحش؟ هل لا زال الناس يعيشون في الخارج، يضحكون، يخرجون، يرون الشمس وينامون في أسرّتهم آمنين؟ هل يملكُ حقاً زوجةً في أوجِ شبابها، تعُد الأيام في غيابه؟ وهل حقاً يا الله، أصبحَ لديهِ طفلة .. في كل يومٍ تكبُر ولا يرقبُ هو جديدها ؟ طفلة لم يمنحه القدرُ دفءَ أن يكون اول من تقع عينها عليه، ويحملها قريباً جدا الى قلبه، فيكون اول من يجاورُ نبضها قلبه بعد أمهّا؟ آه أمها! أهي الآن أمٌ حقاً؟ كيفَ حدثَ هذا؟ يالهُ من زمنٍ منطقهُ ضلالاً  .. يصير فيه الرجلُ أباً، ويكون آخر من يعلم! 


تودُ هيَ لو ان الحياة لم تُغدِق بعطائها من وراء ظهره بهذا الشكل!..- يا حياة انتظري قليلاً حتى يأتي ونفرحُ معاً-. يا افراح أنتِ لا مجدية في استعجالك، لا تريدكِ هيَ دونه. بالبدء كانت نتالي ، تحثُ عيناها الغريقَ على التعلُقِ بقشة! بكاءها الذي كان سيكون لذيذاً.. -لو كان-، وقعهُ على قلب أمها يغدو فقداً لحضوره. ألمها في المخاض، رائحةُ الصبح، اول احساسٍ لها بالأمومة،  فرحها بتخرجها، زفاف أخيها، صورٌ كان من المفترض ان يكون بجانبها هوَ، تَجِدُ فيها نفسها محاطةً بالجميع ,, لكن وحيـدة!  ... لو كان برفقتها فقط لو كان! - يا "لَو" أتفتحين عملَ الشيطان، ولا يمكنكِ ان تردّيه ولو لـِدقيقةً لي؟ -

لن تحتاجي الآن الى صورٍ مدبلجة، تضُم عزيزاكِ معاً، قَد أصبحا معاً بحق، فَالحمد لله على حريتِه..
ضُمّي الفَرحَ الآنَ يا صديقتي .. هنيئاً لكِ بعد صبركِ وألمك .. هنيئاً لهُ بكِ سلاماً أبديا وروحاً تفيضُ حباً ..  




يا أصدقائي .. ما يزيدنا السِجن والقهر والظلم
والموت إلا "عطَشاً للحريةِ واشتياقاً للأوطان"* .. فِداكَ ايها الوَطن أرواحنا إن كانت ستعتقُ صوتك، ودمائنا لكَ مرتعاً يحويكَ أبداً.

  • العنوان مُقتبس من زوجة الأسير
  • أعيشكِ/ حب على الطريقة الفلسطينية - لـِعبد اللطيف عقل، غناء كاميليا جبران
  • مقطع من أغنية "يا زهر الرمان"/ سميح شقير
الصورة للأسير رائد يضم ابنته بصورة مدبلجة/ أُعدت بواسطة علاء داود

هناك تعليقان (2):

  1. صديقتي بشرى
    بداية أود لو أننا نحاول البقاء على قمة فكر ما
    او لعلنا نحلم في القفز مسلحين بفكرنا الى قمم تلامس السماء
    دعيني أرمي اليك بسر مؤلم
    ها هنا لم يعد من بقية
    صار الحلم خيانة
    بات الألم حرفة احترفناها
    وستستمر البكتيريا في عملها ( نحت الجسم الفلسطيني الواحد وتقسيمه )
    ان احترفنا ترديد ( نحن بخير بفكرنا )
    قديما صرخ احدهم .. ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
    والان نقول بملء الافواه بانه ليس بالفكر وحده يحيا الانسان

    السجون لن تزول بالاحلام
    ستزول بفكر ومقاومة واصرار

    كوني بخير صديقتي

    ردحذف
  2. لن ننتظر يا "صديقي" أن يضيقَ بنا الانتماء
    ولا أن يُصبِحَ الحلمُ خطيئة
    والألم .. بلا جدوى!

    فكرا .. حلماً .. ذراعاً.. سلاحا .. عنفاً .. ارهاباً // إن أرادوا
    ما احتراف الألم عبثاً ..
    انما هو ثورة تتهيء للإنقضاض !

    ،،


    من الصديق طيب الحضور؟

    ردحذف