Main topics

مارس 14، 2011

صراع من أجل لقمة العيش



صورة لإمرأة تعمل في خلية نحل / صبحية الحسنات

بدرية سيدة تقطن في منطقة المغراقة، تبلغ من العمر أربعين عاماً ولكن تجاعيد العمر رسمت على وجهها  ستين عقداً، عيناها جاحظتان ووجهها شاحب من شدة التعب والمشقة، لها خمسة أولاد وزوج عاطل عن العمل، تعيش في غرفتين صغيرتين وبجوراهما مكان صغير لتربية الماشية والدواجن، حالها حال أقاربها المتلاصقين بها، فلا يوجد جدران تفصل بينهم ، فهذه تغسل أمام غرفتها وتلك تأكل هي وأولادها وأخرى تخبز وكأنهم اعتادوا على هذا النمط من الحياة البعيدة عن الخصوصية والإستقلالية.

تقول بدرية: "بصحى من النوم قبل الفجر وبشعل النار حتى ندفى، وبجهز الحليب والبيض للأولاد قبل ما يروحوا مشوارهم الطويل  للمدرسة اللي بدهم نص ساعة لما يوصلوها ، مش عارفة ليه ما بيعملوا مدرسة قريبة للأولاد".
تقوم بعد ذلك بدرية بأعمالها المنزلية الى أن تطلع الشمس ويجف الندى عن أوراق الشجر، لأنه على حد قولها الأوراق المبللة تؤذي الحلال، ثم تذهب الى المراعي الخضراء، لتجمع الخبيزة والحمصيص، وقبل غروب الشمس تعود لبيتها وتطبخ الطعام لأولادها حيث تقول: "ما في وحبه غدا، الي بييجي من المدرسة بياخد حبة بندورة وخبزة وبيروح يجمع حصمة من المستوطنات مع أبوه وآخر النهار بيبعوا اللي جمعوه لمصنع الحجارة الموجود في المنطقة".
وبعد نفس عميق تستطرد قائلة: " المغرب الكل بيكون موجود بالبيت، بنتعشى وبنشرب الشاي وبنتكلم وبنضحك وبعدين بنام، وكل يوم على هادا الحال".
 
 لكن حكاية بدرية  ليست فريدة أو وحيدة، فهي حكاية الكثير من النساء الريفيات ،فوصفية بليحة مرأة ريفية  تقطن منطقة وادي غزة وتعول أولادها السبعة الأيتام من تربية النحل، حيث تقول :" تدربت في جمعية تنمية المرأة الريفية وحصلت على عدة خلايا وكبر المشروع معي وأنا بصرف ع  أولادي منو، وحتى بالمجاملات باخد هدية عسل"

في منطقة أم ظهير التابعة لدير البلح هناك العديد من النساء اللواتي يعملن في مجال الزراعة المختلفة، حيث تربية النحل وعمل المفتول والزعتر وغير ذلك من الأعمال بالتعاون مع المؤسسات الزراعية التي تقوم  بتدريبهن، واحياناً تسويق منتجاتهن للمؤسسات التي تقوم بتوزيع طرود غذائية مما يشجعهن على الإقدام على متل هذه المشاريع ، بالاضافة لإمتلاكهن قوة الإرادة والإصرار على النجاح، لكن يبقى هناك فراغ؛ بسب الأمية حيث أضحت برامج محو الأمية غائبة عن إهتمام المؤسسات التي تستبعد هذه البرامج معتبرة أنها لا تعود عليها بالمنفعة.

المرأة الريفية من أكثر النساء الفلسطنيات التي تعاني ظروفاً معيشية قاسية، حيث تشاطر مع زوجها العمل في تربية الأغنام والدجاج وجمع الحطب للتدفئة والطهي، وقبل هذا كله تبدأ يومها فجرًا بعمل الخبز وما يتوفر لديها من خضار تطبخه لعائلتها معتمدة على بعض النباتات التي لا تدفع فيها ثمناً، ألا  تستحق منا تلك المرأة أن نقف بجانبها ونهتم بتعليمها للوصول بها الى حياة أفضل ومعاناة أقل.


*صورة لإمرأة تعمل في خلية نحل / أخذت بواسطة  صبحية الحسنات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق