Main topics

يونيو 11، 2011

مصطلح تايلندي بين الفكاهة والعنصرية

دوار المنارة- رام الله

 كان السائق سعيد  ابن 32 عام  يقف عند إحدى الإشارات الضوئية في قلب مدينة رام الله قادما من طولكرم ، حينما سمع  من بائع  متجول عبارة "ما بدك تشتري.. أنت يا تايلندي؟"، يروي السائق الحادثة وقد استشاط غضبا "لم اكن بحاجه الى بضاعته التي يعرضها فما كان منه الا ان التفت الى اللوحة التعريفيه للسياره وحينما قرأ على سيارتي أنها تعمل على خط طولكرم -رام الله، قال لي بسخرية تايلندي و بخيل كمان".


 فداء من قلقيلية –  علقت على ظاهرة تسمية ابناء شمال الضفة الغربية العاملين في رام الله ب( التايلنديين)، قائلة (و كأننا نعيش في غابه .. تركنا قضيتنا و اخذنا نركز بأمور هامشية تهدف الى تفسيخ نسيج الشعب الفلسطيني) معبره عن استياءها مؤكدة ان هذا المصطلح يأتي في سياق العديد من المصطلحات التي تجتاح الاراضي الفلسطينية  مثل فلاح و مدني غزاوي و ضفاوي لاجيء و قروي و مدني و هي مصطلحات تعزز العنصرية في مجتمعنا الفلسطيني بالرغم انها تقال في كثير من الاحيان على سبيل النكته .

اصل التسمية :
ارتبطت هذه التسمية بالعدد الكبير من العمال الاسيويين الذين يعملون في اسرائيل من دول مثل الصين والفلبين وتايلند ويمتاز هؤلاء العمال بالعادات الغريبة والشاذة عن مجتمعنا، اضافه الى انهم يعملون بأجور منخفضة جدا مقارنة بالعمال الاسرائيليين والعرب، ونظرا للزيادة الملحوظة لعدد الموظفين والعمال من شمال الضفة الغربيه (نابلس ، طولكرم، جنين ، قلقيلية ، طوباس) الذين يسكنون في مدينة رام الله ، فتم اطلاق لقب تايلندي عليهم .
تفشت هذه الظاهرة لتصل صفحات الانترنت حيث ولدت مجموعه على الفيس بوك بعنوان "لا للزحف التايلندي الى رام الله " تحمل شعار "اللي بطلع من داره بقل مقداره" و صفحة اخرى "مثل تايلندي و افتخر" .

محمد تاجر من الخليل حمّل السلطة الوطنية المسؤولية، "منذ انشاء السلطة الفلسطينيه وهي تركز ثقلها السياسي والاقتصادي والمؤسساتي في مدينة رام الله ، و حصرت التنمية الاقتصادية و الاجتماعيه فيها ، اضافة لتضييق الاحتلال خناقه على محافظات الضفة الغربية الامر الذي ادى الى رحيل رؤوس الاموال منها واستثمارها في رام الله وبالتالي هجرة عدد كبير من الكفاءات المهنية والعلمية الى حيث مركز النشاط الاقتصادي (رام الله) ".

سكون من جنين  نفت ارتباط هذه التسميه  بأهل الشمال بصفة ( الايدي العاملة الرخيصة ) و قالت "ان العاملين في رام الله من شمال الضفة هم بالاغلب اصحاب شهادات جامعية عليا ويتبؤون مناصب مهمة حكومية واقتصادية "، مشيره  لرئيس الوزراء د. سلام فياض الذي تعود اصوله الى قرية دير الغصون في محافظة طولكرم و د.حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة الذي تعود اصوله الى قرية ميثلون قضاء جنين وغيرهما من المسؤولين والخبراء واساتذة الجامعات واصحاب رؤوس الاموال الذين يستثمرون في رام الله.

الاخصائية الاجتماعية رولا الشويكي عزت هذه التسمية  للحالة الخاصة للمجتمع الفلسطيني الذي عانى من التهجير و اللجوء فتواصل خوفه على مصدر رزقه و مكان اقامته ، معلله بذلك خوف اهل رام الله من القادمين الجدد و يرون انهم ينافسونهم على الوظائف ، و ترى الشويكي ان اهل الشمال اناس مزارعين فقدوا اراضيهم واتجهوا اتجاه اكاديمي و تعليمي ولجأوا للحصول على الشهادات لأيجاد فرص عمل في رام الله  لتركز الوظائف فيها ، مشيره الى عدم وجود وجه تشابه بين التايلنديين الذين يعملون في اسرائيل و اهل الشمال، فالتايلندي يعمل بأجر قليل بينما رواتب  و اجور الفلسطينيين نفسها بكافة الاراضي الفلسطينية  مشدده على اهمية محاربة هذه الظاهره  التي تؤثر على النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني  من خلال تكثيف حملات التوعية بمشاركة الحكومة و مؤسسات المجتمع المدني و كافة افراد المجتمع. 

هناك تعليق واحد:

  1. تقريرك على الوجع ...وكتير بتأثر بالمعاملات ختى الرسمية ...ولكن بالمقابل عدى عن كل الكفاءات التي تأخد المناصب الا ان تكون من مناطق الشمال اصبع عائق والبعض المتضرر اصبحوا ينكرون انتماءهم لمدينتهم ...وهذه النعرات اصبحت تقلل من تمسكنا في جذورنا ..شكرا وزوز على التعقيب واخد الفكره بعين الاعتبار :)

    ردحذف