Main topics

نوفمبر 27، 2011

البلدة القديمة في نابلس: إرث حضاري تركه الأجداد وتخلى عنه الأبناء!


زاوية من البلدة القديمة في نابلس /  Flickr / michaelwrose

يستطيع المتجول في أروقة البلدة القديمة في نابلس أن يرى لوحة فنية تعاقبت عليها حضارات مختلفة، ما يجعلها واحدة من المناطق السياحية المميزة في فلسطين، مما يحتم على وزارة السياحة الفلسطينية والجهات المعنية وضعها ضمن أجندة عملها ، من ناحية الإهتمام بها، وإبرازها كقطعة أثرية ومصدرا لجذب السواح .



ففي اللحظة التي تشهد فيها المدن الأثرية والتاريخية في مختلف أنحاء العالم حركة سياحية تاتيها من كل الدول، تشهد المدينة القديمة في نابلس ركوداً سياحيًا على الرغم من تاريخها الأثري الثري، والذي يؤهلها لأن تكون منطقة سياحية مهمة في فلسطين والعالم العربي على حد سواء. ويقع على عاتق وزارة السياحة مسؤولية كبيرة حيال هذا الموضوع، حيث أنها تعتبر من المؤسسات الحكومية المسؤولة بشكل مباشر عن الإهتمام بالمناطق الأثرية، من خلال ترميمها والترويج لها محلياً وعالمياً.

وتنبع الأهمية التاريخية للبلدة القديمة في نابلس، والتي شيدت عام 71م، من تعاقب عدة حضارات مختلفة عليها مثل حضارة الفراعنة و المصريين والرومانيين والعثمانيين الأتراك، بالإضافة إلى وجود عدة معالم أثرية فيها مثل جامع الخضراء، وكنيسة القديس مارديمتريوس، والصبانات والحمامات التركية.

الحمام التركي في البلدة القديمة بنابلس /  Flickr / upyernoz

ولعل الباحث في إنجازات وزارة السياحة في بلدة نابلس القديمة لا يجد شيء ملموسا من شأنه أن يرفع رصيد المدينة من السياحة العالمية، حيث  تعرضت مدينة نابلس القديمة لعمليات تدمير وتخريب من قبل الجيش الإسرائيلي، وحتى اللحظة لم تحظى المعالم المتضررة في البلدة باهتمام من قبل وزارة السياحة، وقد يعود السبب في ذلك إلى وجود قضايا أكثر أهمية في نابلس تضعها الحكومة الفلسطينية ضمن أولوياتها، إضافة إلى سوء الوضع الإقتصادي في المدينة، نتيجة الحصار المفروض من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية بعد إندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م.

والغريب بالأمر أن وزارة السياحة، ومن خلال موقعها الإلكتروني تقول أنها سارعت منذ تأسيسها عام 1994 الى النهوض بكافة المواقع السياحية بمختلف المدن الفلسطينية، وتذكر الوزارة أيضاً من خلال موقعها أن عملية ترميم المواقع الأثرية في فلسطين تتم بالتعاون مع الدول المانحة التي تقدم خبراتها التقنية والمادية. لكن الناظر إلى بعض المواقع الأثرية خاصة في منطقة الشمال في فلسطين وتحديداً في البلدة القديمة بنابلس يرى غياب واضح لمثل هذه النشاطات. كما وتذكر الوزارة أيضا أن السياحة في فلسطين أصبحت تدر دخلا سنويا مقداره 400 مليون دولار، وهنا يحق للقارئ أن يتسائل : لماذا لا يتم استغلال جزء من هذا المبلغ لترميم بقية المواقع الأثرية المهملة، وإبرازها على ساحة السياحة الفلسطينية كمواقع جديدة لها أهميتها؟

برج الساعة في البلدة القديمة بنابلس /  Antony Drugeon


يوجد إنجازات لوزارة السياحة لا نستطيع إنكارها في بعض المدن، لكنها تغيب بشكل واضح في مناطق أخرى من مدن الضفة، وبناءاً علىه يجب علينا جميعاً العمل لإبراز المدينة القديمة في نابلس كمعلم أثري يجب الإهتمام به، لأنه يعتبر موروثا لا يمكن الإستهانة بقيمته، خاصة بالنسبة لشعب يتعرض إلى هجمة قوية من قبل الإسرائيلين على هويته، ويعاني الأمرين للدفاع عنها، لذا يجدر بنا  كشعب وكمؤسسات رسمية مسؤولة الإهتمام بهذا الموروث فعلاً وليس قولاً، لأننا أمام معركة حقيقية لإثبات هويتنا، وأي إهمال أو تهاون بمواقعنا الأثرية يعتبر بمثابة تفريط بما تركه لنا الأجداد، كما أنه يعطي مبررات واضحة للجهات الاسرائيلية بالسيطرة على هذا الموروث.


لمزيد من المعلومات :
* زاوية من البلدة القديمة في نابلس /  Flickr / michaelwrose
* زاوية من البلدة القديمة في نابلس لم يتم ترميمها /  Flickr / District 47  
* الحمام التركي في البلدة القديمة بنابلس /  Flickr / upyernoz  
*  برج الساعة في البلدة القديمة بنابلس /  Antony Drugeon
وزارة السياحة الفلسطينية






هناك تعليقان (2):

  1. سوف تصبح يوماً هذه الاثريات.. هي من بقايا اجداد الاسرائيليين.. ما لم نهتم لها اكثر.. وهذا ما يحدث في الحقيقة, فكل الاثار التي يشهد لها العالم بأنها لنا ولأجدادنا وهي في دمنا وحياتنا, اصبحت ولا ادري كيف ودونما ان ندرك , اصبحت لهم وإرثهم.
    شكرا على هذا الموضوع المهم, وأتمنى ان يبقى لنا ولأولادنا في يوم من الايام شيء للذكرى

    ردحذف
  2. واجبنا طبعا أن نقوم بالكتابة حول هذه المواضيع لما لها من أهمية في لفت نظر الجهات المسؤولة كي لا يصبح موروثنا الثقافي ملكا لهم أشكرك على الاهتمام إيناس وأثمن لك مشاركتنا برأيك.

    ردحذف