Main topics

ديسمبر 13، 2011

المدريدي يرفـــــع ايـــــدو!

  Jan S0L0/ Flickr كرستيانو رونالدو 

قد تكون الكتابة في هذا الموضوع متأخرة بعض الشيء، لكنّ حرارة الكلاسيكو الأخير أشعلت الحديث حوله مجدداً، سيّما وأن الموضوع استخدم للشماتة بمشجعي مدريد الفلسطينيين لخسارته بثلاثة مقابل واحد.

بعد انتشار أخبار بيع كريستيانو رونالدو لحذاء قديم له في مزاد علني وتبرّعه بالمبلغ لأطفال غزة، كتب كتّاب ومدونون فلسطينييون مقالات غاضبة ورجموا فيها رونالدو بأحذية كلماتهم، أشهر العناوين كان "صرماية رونالدو لأطفال غزة" وطالب كاتب التدوينة هذه الشعب الفلسطيني بإطلاق حملة لجمع أحذية مهترئة بقيمة 2401 يورو - وهو ما يزيد بيورو واحد عن قيمة الحذاء المباع بالمزاد- وتقديمها للنجم العالمي كرستيانو رونالدو.
لأكون صادقة كررت قراءة بعض المقالات أكثر من مرة علّني أتفهّم سبب الحقد وأجد سطراً واحداً يجعلني أرى من منظور هؤلاء الكتاب لأنني أعلم أن انتمائي المدريدي لايمكن أن يتغلب على 0.0001 % من فلسطينيتي، لكن لم تختلف الرؤية!

أؤمن أن لدينا مشكلة حقيقية في التواصل وتوصيل صورتنا للعالم، أرى أن بعضنا له ردات فعل غريبة تجاه التعاطف أو الهجوم علينا، فنحن نهتف لدولة وافقت على انضمامنا إلى اليونسكو ونعظّم ونبارك جهودها وننسى أنها اعتبرت ليس منذ بعيد اختطاف شاليط جريمة حرب وحرّضت الاتحاد الأوروبي كله على الحذو حذوها، وهي فرنسا التي تحمل عائلة شاليط جنسيتها.

نحن أيضاً نهتف ونصفّق عندما يرفض لاعب عربي أو مسلم أن يلعب ضد لاعب اسرائيلي في أي بطولة عالمية، وعندما يتعاطف معنا لاعب كرونالدو لا قومية ولا لغة تربطه بنا نضرب تعاطفه بألف حذاء ونُوسِعُ موقفه سُباباً وتحقيراً، ونتفنّن في التفكير برد مبادرته عليه بيورو واحد زيادة على تبرعه.

هل يعلم أحد ممن هاجموا رونالدو عدد الأخبار التي انتشرت عن تبرّعه بقيمة الحذاء؟ هل يعلمون أن الأخبار انتشرت بالعربية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية ولغات أخرى لملايين من محبي رونالدو وريال مدريد حول العالم لايعرفون شيئاً اسمه غزة ولا حتى فلسطين؟
 Mosa'aberising/ Flickr  مشجعون يتابعون مبارة لريال مدريد 

كتبت سابقاً تدوينةً عن المقاطعة الرياضية قلت فيها أن للسياسة - برأيي- علاقة بكــــــلّ شيء، أعتقد أن الرياضة فرصة لايمكن اهدارها للوصول بفلسطين إلى آخرين في العالم يقرأون خبراً رياضياً بالصدفة، فماذا لو كان خبراً انسانياً عن ثقافة التبرّع وحب الخير التي تجمع كثيرين على اختلاف أفكارهم.
أعلن الموقع الرسمي لريال مدريد في نفس فترة تبرع رونالدو عن بناء ثمانِ مدارس أكاديمية في الضفة وغزة قادرة على استيعاب أكثر من عشرة آلاف طفل، الحمد لله لم يهاجم مدونونا وكتابنا ريال مدريد ولم يطلبوا تفاصيل عن مصدر الأموال واذا ما كانت بالحلال أو ليست قيمة أحذية أو تي شيرتات مدريدية قديمة مثلاً.

لاتضيعوا فرصة لذكر فلسطين في أي مكان ولا ترفضوا طرقاً جميلة لنقل صورة جميلة للعالم عن فلسطين والفلسطينيين، واللهِ يا أعزائي أن صور الشهداء والأشلاء ودموع أمهات الأسرى ليست الطريقة المثلى للوصول إلى الآخرين كما تعتقدون، قال لي صحفي فرنسي يوماً أن صورة الآلاف يشيعون شهيداً بغزة يراها كثير من الغربيين على أنها تجمعات نمل وحشود غير مفهومة، في حين أن صورة مستوطنة تبكي لأن صاروخاً أصابها بالهلع تحوز على درجـــات من الاستعطاف.
ليس الحذاء بقيمته المعنوية الـ" حط من القدر والقيمة" التي نفهمها نحن ولا حتى بقيمته المادية الـ "2400 يورو"! إنّه بعدد المرات التي ذُكــر وتــرجم فيها اسم فلسطــــين في الخبر.

كصحفية  أقول لكم أننا كسبنا نقاطاً من خطوة رونالدو خاصة وأنّي قرأت تعليقات على خبر التبرّع تسأل عن فلسطين وغزة ما هي وأين هي؟
وكمدريدية فلسطينية أقول شكرا رونالدو، شكرا مدريد، والمدريدي يرفـــــع ايـــــدو!

هناك 14 تعليقًا:

  1. لا شك أن طريقة طرح الأفكار في المقال رائعة وملفتة ونحن نثمن لأي جهة تعاطفها معنا لكن التعاطف وحده لا يكفي ينبغي أن تكون هناك خطوات عملية على أرض الواقع تدعم باتجاه القضية الفلسطينية وحقنا بأن يكون لنا دولة ذات سيادة كاملة. من لا يوجد بيده سوى التعاطف لا نلومه وبخصوص صورة المستوطنة التي تجذب استعطاف الآخرين أكثر من صورة آلاف يشيعون جثمان شهيد أعتقد أن الصحفي الفرنسي محق بذلك لكن القضية تبقى قضية استعطاف فما بهذه الصورة أصبح لإسرائيل دولة ولكن بجيش مجهز بأعتى الأسلحة الحربية ومدعوم من كبرى دول العالم ليس هذا الكلام دعوى مني للعنف ما أريد أن أقوله أن القوة هي الديدن الفاصل في نهاية المطاف للأسف طبعا، فرض ذلك من قبل دول تقضي ليلها ونهارها وهي تتشدق بمجموعة من النصوص تتحدث عن حقوق الإنسان.

    ردحذف
  2. ايماني يا اكرام أن ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة
    لكن هذه القوة المطالب بها نحن لا رونالدو ولا أي شخص آخر
    و"اسرائيل" قوتها في جيشها وإعلامها طبعا!
    وهذا سبب حصول صورة المستوطنة على الانحياز والتعاطف!
    التواصل الصحيح وعكس الصورة الحقيقة بالطريقة الصحيحة يجب أن يكون وسيلتنا!
    علينا أن نصل إلى الآخرين بلغتهم ومفاهيمهم، الانسانية كبيرة وتتسع لنا جميعاً وهي على بساطتها الرابط الأقوى الذي يربطنا، علينا أن نشكر المتعاطفين لا أن ندوس مبادراتهم!

    شكراً لك على القراءة والتعليق :)

    ردحذف
  3. عزيزتي امون أقول لك شكراً على هذه المقالة الرائعة فليس الموضوع موضوع حذاء او تي شيرت او غيره الموضوع هو فعلا تذكر رونالدو للشعب الفلسطيني ومن خلاله تعرف الكثيرون ممن لم يكونو يعرفون ما هي فلسطين عليها ... فعلاً شكرا رونالدو وشكرا مدريد .. وانا مدريدي وارفع ايدي

    ردحذف
  4. لاعب يفجر المفاجئة في تصريح له
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    اللاعب غني عن التعريف انه الكبير سامي خضيرة وفي تصريح له
    قال وبالحرف الواحد
    ===
    اذا حاول اي شخص المساس أو شتم ديني وهو الاسلام وسوف افجره وسانسحب من كل نوادي العالم من اجل ديني ,,,لان كل المال لا يقف شيئا امام شرفي وديني
    نقلا عن :الجزيرة الرياضية

    كم انت كبير يا مدريدي

    ردحذف
  5. شكراً لكِ رشا
    صحيح وهذه هي النقاط التي كسبناها والتي يجب أن نشكر رونالدو عليها لا أن نُحَقِّر مبادرته :)

    @غير معروف صراحة لم أقرأ تصريح خضيرة هذا لكنني سأبحث عن الموضوع

    في الحقيقة أكثر من لاعب مدريدي قدّم لفلسطين وللفلسطينيين الدعم، لا ننسى موقف مارسيلو يوم النكبة
    مارسيلو كتب على صفحته على الفيسبوك أنه يعبّر عن تضامنه مع الفلسطينيين في نكبتهم، وقامت ادارة الفيسبوك بحذف الصفحة على اثر هذا التصريح

    شكراً لك على قراءة المقال والتعليق :)

    ردحذف
  6. مقال رائع جدًا بالفعل بلغته وأسلوبه ومنطقه وتسلسله ورسالته...

    ردحذف
  7. يزن جرار- صحافة/ جامعة النجاح الوطنية15 ديسمبر 2011 في 1:38 ص

    بالرغم من اني برشلوني..

    لكن وبكل صراحة أعجبني المقال، وأتمنى لكاتبته التوفيق، فكل معايير الكتابة الصحفية مأخوذة بعين الاعتبار.

    الفكرة المطروحة نالت اعجابي، وهي ايصال اسم فلسطين الى العالم. ولكن ليس تحت اطار اسم ناديكم المفضل ريال مدريد.

    ردحذف
  8. موضوع يستحق القراءة
    لكن ...
    فعلا شيىء مقزز منه ومهين لما الحذااااااااء الا ترى معى انه فيه اهانة

    ردحذف