نظام التوجيهي الجديد.. هل هو خطوة الى الأمام؟!

كاريكاتير ساخر عن نتائج الثانوية العامة-للفنان محمد هنداوي

أقرت وزارة التربية والتعليم منذ أيام نظام الثانوية العامة الجديد في فلسطين، حيث سيبدأ تطبيق هذا النظام من بداية العام القادم على طلاب المرحلة الثانوية (الصف الأول ثانوي والثاني ثانوي). ويعتمد النظام على تقديم الإمتحانات الثانوية لمدة عامين على التوالي بحيث يتقدم الطالب في السنة الاولى لستة مواد منها ثلاثة إختيارية يقوم باختيار مادتين وتحذف الأخرى، وفي السنة الثانية يقوم بتقديم ستة مواد وجميعها إجبارية.

والسؤال المطروح هل هذا النظام فعلا هو الأفضل لطالب الثانوية العامة؟ أم أنه سينعكس سلبًا عليه؟ فالغالبية العظمى من الطلاب والطالبات والذين مروا بالمرحلة الثانوية يعلمون مدى الضغط الهائل الذين يتعرض له طالب الثانوية العامة على مدار العام سواء من الناحية النفسية أو الجسدية. فطالب الثانوية العامة ليس وحده من يواجه ضغوطات امتحاناته، بل كافة أفراد الأسرى الذين يعيشون معه في المنزل يتوجب عليهم أن يوفروا له كل ما يتطلّب من أجواء مناسبة للدراسة. ناهيك عن القلق والحذر الذي يعانون حتى تنتهي السنة، فماذا لو أصبحت هذه الحرب النفسية تمتد لعامين كاملين يعيش بها الأهل والأبناء على أعصابهم حتى تظهر النتائج الثانوية؟ ومن يقصر في مادة سيضطر لإعادة العام ، وهذا ما سيؤثر سلبًا على النسب العامة للمتعلمين في فلسطين.

 كما وأن مضاعفة عدد الكتب ودمج المناهج ستزيد الصعوبة على الطالب في الحفظ والفهم بعد اعتياد الطلبة على التدرّج من مرحلة إلى أخرى، سيقفز هذه المرة مرحلتين متتاليتين وهذا ما سينعكس بشكل سلبي على نفسية الطالب. العديد من الطلبة ابدا تخوفه من هذه الخطوة، وبالمقابل البعض الآخر تشجع لها، تقول ر.م وهي طالبة في الصف الأول الثانوي أن هذا النظام  ظالم جداً لطلبة الثانوي حيث أنها كطالبة تحصل على معدل متوسط في المدرسة وهي متخوفة جداً من النظام الجديد وتخشى الرسوب وبالتالي تضيع أحلامها ومستقبلها القادم.  بينما تقول الطالبة ن.ص أن القرار لم يؤثر عليها لأنها طالبة مجتهدة وهي ستدرس سواء كان النظام جديدا أو قديمًا، وأنها ستبذل قصار جهدها لتحصل على معدل ممتاز لتدرس التخصص الذي تريده.

إن وزارة التربية والتعليم في قرارها الجديد ستتخذ منحنيات جديدة، ومختلفة كلياً لمرحلة مصيرية لطالما اعتمدت عليها حياة الطالب الدراسية والمهنية على حدٍ سواء. ويبقى الأمر معلقًا في الحكم على نظام الثانوية الجديد حتى صدور نتائج فعلية لطلبه، فالنتائج وحدها من سيقرر هل بالفعل نجح هذا النظام أم أعاد التعليم خطوة أو أكثر الى الوراء.