Main topics

أغسطس 01، 2012

الجدة صفية الشواف : " زمن أول تحول "


تصوير / وفاء أبوظريقة    ابتسامة الجدة صفية جميلة كالزمن القديم

أجواء عاطفية دينية تملئ  قلوب الشعوب الإسلامية ، وعواصف إجتماعية قوية تدفئ علاقاتهم الإنسانية ، تشرح القلوب بأصالتها ، وتطهر النفوس بعبادتها ، تتجدد بها الحياة وتسير نحو دروب الخير أكثر من أي وقت كان ،  كل ذلك تجده في شهر رمضان المبارك شهر المحبة والرحمة. إلا أن ملامح هذا الشهر في الزمن الحديث يختلف عن ملامحه في الزمن القديم هذا ما أكدته الجدة صفية ، التي تقطن في مدينة عبسان  الكبيرة الواقعة على مسافة 4 كيلو متر الى الجنوب الشرقي لمدينة خان يونس في غزة هاشم.

 كل ما يحيط  بالجدة صفية التي  تجاوزت  الخمسينات من عمرها ، يوحي بانها تعيش أيام رمضان في  زمن غير الزمن الذي نعيشه ، بيتها ، أسلوب حياتها ، وحتى طريقة كلامها تعود بك نحو الماضي عشرات السنوات ، تجعلك تتمنى أن تكون في ذاك الزمن ، لتدفئ بتلك العلاقات الإنسانية ، وصلة الأرحام غير المنقطعة ، التي كانت تعمرها ، كما وصفتها لنا الجدة صفية بحسرة حيث تقول : " ياريت  الزمن الأول يعود، أيام أول غير والحين غير، قيس مثل ، أول كان الناس لو ذبحوا بقرة كانوا بينادوا  الأرحام حتى يجتمعوا ويلتموا ببيت العائلة ، أما أيام الحين بيذبحوا وبيبعثوا لأخواتهم صرر لحد بيوتهم بدون ما يودوهم أو حتى يشفوهم ".

الحاجة أم شوكت تؤكد ما قالته الجدة صفية ،  وتشير في حديثها الى بعض الأسباب التي عملت على برود العلاقات الإنسانية ،  و تراجع صلة الأرحام بين الأقارب ، في الزمن الحاضر، والعكس الكائن في الزمن القديم  قائلة : " كنا نعيش في رمضان بسهولة كل شي بنلاقيه بسهوله مش زي الحين كل شي بصعوبة ، رمضان زمان احسن من اليوم،  زمان كنا نعرف بعض ونزور بعض ، قبل في علاقات ودية بنروح على بعض وبنيجي ،  مش زي اليوم انقطعت بعض العلاقات ،  وقلت صلة الارحام ،  بسبب الخلافات وخاصة مشاكل الأرض اللي خلت هناك جفاء بين الاخوة والأخوات ".

تعاكسهم الحال السيدة نجاح مصبح ابنة الجدة صفية ، التي تعاصر الزمن الحديث وتعيش حداثة عمرانه ، وعلاقاته الإنسانية الباردة ، الذي بدوره يحرمها من دفئ صلة الرحم في  شهر المودة والمغفرة، وتؤكد ذلك اسفةٍ ، في حديثها معنا قائلة: " رغم أن ظروفنا الإقتصادية أفضل من أيام زمان إلا الناس فقراء في حسن التواصل والتزاور ـ وقطيعة الأرحام أصبحت عادة بين بعض الأسر الفلسطينية في الوقت الحالي ، وياريت زمن الأول يعود " كما تقول .

ولنا بقية لقاء مع الجدة صفية تصف لنا فيه رمضان أيام زمان ، وابنتها تناظرها برمضان الحاضر، تابعوا:


هناك تعليقان (2):

  1. يا ريت تعود يا جدة
    قصة جميلة يا وفاء، رغم طول الفيديو الا أن كلام وروعة الجدة صفية لم تشعراني بالملل.أحييك وأحي الجدة وكل الامهات والجدات

    ردحذف
  2. شكرا زميلتى سامية انت متابعة جيده لكتاباتى واتمنى لنا التوفيق . الجده صفيه نموذج لن يتكرر بهذا الزمن

    ردحذف