Main topics

أغسطس 23، 2012

المرأة العربية في الدراما الرمضانيه




تعددت المسلسلات الدرامية في شهر رمضان المبارك، بل كثرت، في وقت أصبحت المجتمعات العربية تهتم جداً بمتابعتها، لا بل التأثر بها أصبح بنسبة عالية لدرجة انك أينما كنت ، في الشارع او البيت او العمل او مطاعم تجد الجميع يتحدثون عن أفضل مسلسل أو أفضل ممثل أو ممثلة والى ما لا نهاية من القصص والروايات .

عبر النظرة وفي تقرير سابق للزميلة  ريتا اسحق، كتبت عن نتائج استطلاع رأي قد قامت به في غزة كعينه لأحد المجتمعات العربية أثبتت خلاله أن نسبة مشاهدة الناس للتلفاز خلال شهر رمضان عالية جداً وتأثرهم بها أعلى، وهذا ما لم ينكره العالم ولا أنكرته الفضائيات،  والدليل إن أردنا معرفة مدى توقع المشاهدة لمسلسل بعينه عليك العد على يديك كم إعلان يتخلل هذا المسلسل الذي فعلياً  لا يتجاوز العشرة دقائق يومياً، فالفضائيات أصبحت تسارع في شراء أكبر عدد من المسلسلات الدرامية خلال هذا الشهر الفضيل لتجني أموالاً أكثر، دون النظر الى مضمونه ومدى تأثيره على المجتمع العربي، الذي للأسف أصبحت ثقافته ومعلوماته كلها مصدرها التلفاز والانترنت.

ربما أصبح انتظار شهر مضان عند كثير من الناس ومتابعة مستجدات الدراما في كل العالم أولى من زيادة التعبد والصلاة،  طبعاً مع قلة متابعة البرامج والمسلسلات الدرامية الدينية التي تضعها الفضائيات مجاملة لشهر رمضان حتى تبرر لنفسها هي الأخرى التقصير بحق الدين الاسلامي وحق هذا الشهر، وللأسف سمعنا جميعا الشائعات التي دارت حول مدى تقبل المسلمين  لمسلسل عمر بن الخطاب الذي عرض على إحدى القنوات الفضائية،  فوجدنا الكثير من الشيوخ والمفتين الإسلاميين يسارعون في الرد ومنهم من قال بأن متابعته حرام.

الممثل مصطفى شعبان بدور  الحاج فواز في مسلسل الزوجه الرابعه
هنا نضع مئات من علامات الإستفهام، حتى لو كان هذا المسلسل الديني الذي يتحدث عن حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيه بعض المآخذ الدينية، لكن لماذا لم تتوجه انتقاداتنا الا له , لماذا لم تتوجه انتقادات هؤلاء الشيوخ الى المسلسلات الأخرى مثل مسلسل " الزوجة الرابعة " الذي لاقى هو الآخر رواجاً كبيراً عند الكثير من الناس في المجتمعات العربية، هذا الاستنتاج الذي قرأناه على المواقع الإلكترونية، وتعليقات الفيس بوك سواء الجندرية منها أو المؤيدة أو الرافضة لفكرة المسلسل الذي تدور أحداثه عن رجل أعمال شرقي , يأخذ بالمظاهر الإسلامية بلبس العباءة ويمسك المسواك والمسبحة , وهو صاحب لمصانع تنتج الملابس المحتشمة للنساء يعشق النساء ويبرر لنفسه الزواج المتكرر بالاية القرانية في سورة النساء " فإنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ".

الغريب هوأنه لم يكتف بأربعة بل وضع لنفسه ثلاثة من النساء أساس الخيمة الشرعية كما يعتقد ومن استطعن أن ينجبن منه والزوجه الرابعة كان يحرص على أن لا تنجب  منه لتكون محطة متعة عابرة ليغيرها متى شاء، هنا تبدأ أحداث المسلسل وهو بوجهة نظر الكثيرين  مسلسل لا يهدف الا لتغيير مجتمعات ظالمة للمرأه لمجتمعات أكثر ظلما، هذا العمل لم يكن الأول في الدراما المصرية , قبل فترة ليست بقصيرة , تم انتاج مسلسل الحاج متولي الذي كان ينتهج هذا النهج في التزواج والذي لاقى رواجا كبيرا وكنا بكل سذاجة نضحك وننتظر على أحر من الجمر أحداث الحلقات الجديدة يوم بعد يوم , المسلسل الذي مثل المرأة أنها كائن ضعيف , وعليها فقط دائما أن تقول نعم من غير أن تناقش ولا أن تسأل , ومحرم عليها ابداء رأيها فقط عليها الرضى والقبول بوجود شريكة لها بل شريكات لها بزوجها , دون أن تعترض. ودائما ما كانت تأتي المرأة في أدوار مشينة بكينونة المرأة وكرامتها , هذا المسلسل الذي قلده الكثير من الرجال بعد متابعته , الرجال ضعفاء النفوس , أغبياء التفكير , أخيرا وجدوا مبررا لتعدد الزوجات , والعجيب أن بطل هذه المسلسلات هو الرجل الحاج بيت الله , وقارئ القران , ولا يعرف الظلم .

عجبي من رجل فيه كل تلك المواصفات لا بل زادوا منها في مسلسل الزوجة الرابعة أنه يلبس الجلباب ويمسك بيد المسبحة وبالأخرى السواك , ودائم قراءة القرآن , تجد له مشاهد في خمارات , وعوامات فيها الراقصات والخمر , جاء هذا المسلسل في وقت فيه كل العالم اليوم يتجه الى المناداة بحق المرأة التي نراها جميعا أنها مضطهدة , وكتبنا الكثير عن حقوقها , ونجحنا في أن نخرج الكثيرات من استسلامهن لعادات وتقاليد المجتمعات الذكوريه التي لا تعرف الا الرجل فيها , نحن اليوم في وقت أصبح للمرأة شأن عظيم , أثبتت أنها قادرة على تخوض حتى الحروب مثلها مثل الرجل , فلم تتجه الدراما اليوم الى وضعها بهذا القالب , المرأة الضعيفه التي تدوس حتى على مشاعرها من اجل ارضاء الرجل , وأخرى تستلسم لوهم تعتقد أنه حب في داخلها لا تريد أن تتركه حتى لو على حساب كرامتها وكينونتها وأنوثتها, وإمرأة أخرى تقبل بزوج متزوج قبلها الكثير بحجة أنه سحرها , ولا أعلم أي سحر هذا الذي نراه برجل مثل هذا الرجل , وأخرى تقبل بكذبه لأنها تعتبر أنه أتاها من جانب أنه ضعيف ومكسور الجناح وأن كل النساء الذي يحب فيها وأخرى وأخرى , لا والكارثه أن نساء يقبلن بتمثيل هذه الأدوار , لم يسألوا أنفسهن مثلا لم علي المرأة أن تكون مثالا للمرأة التي يضربها زوجها ضربا مبرحا دون أن تعترض على ذلك , لم تكتفي الممثلات المصريات بقبول النص بل قبلن أيضا بأن يكون مثالا لمخلوق غير عاقل بأن يضربن بما يضرب فيه الحيوان , بمشهد يعتقدن أنه مشهدا مضحكا لكنه مستفزز لدرجة كبيره , وللأسف ستكون نتائج هذا المسلسل تأثيرات سلبية جدا عل كل النساء التي سمحت لنفسها أن تتابعه, وللرجال لتبرير ضربهم لأزواجهم , في مجتمعات قتلها فيه عادي .

الحاج فواز مع زوجاته 
مسلسل الزوجة الرابعه من اخراج مجدي الهواري , وتأليف أحمد عبد الفتاح , بطولة مصطفى شعبان الذي يقوم بدور الحاج فواز.
الذي دائما ما كانت زوجاته يتوقعن منه الأسوأ الا أن واحدة منهن لم تجرؤ على سؤاله مرة لم تفعل ذلك , يقبلن الظلم مرارا وتكرارا , ودائما الصمت هو المتوقع منهن , بيد أن المخرج أو المؤلف حاول أن يظهر غيظهن في بعض ردود الفعل الساخره أو المضحكه كل مرة فيها عليهن استقبال زوجته الرابعه أو الخامسه أو السادسه, غريب هذا المنطق في تشبيه النساء .


 فلنرفض مثل كل هذه الأعمال التي هدفها فقط جذب المال , لا مضمون ولا فائدة تذكر , بل تشوية بالدين الإسلامي , وتشويه للمرأه العربيه التي مثلها هذا المسلسل , اما أنها ضعيفة مستسلمه , أو فاجرة مقهورة , أو محبة سفيهه وتافهه , أو جبارة ومسترجله , أو إمرأة بلا رحمة ولا مضمون , أو كارهه للرجل , وكأنها خلقت فقط لتعيش جارية للمرأة , وهذا كله أول من رفضه الدين الإسلامي , فلم نزايد على المرأه كثيرا هي مثلها مثل الرجل , وحين خلقا خلقهما الله ليكونا متساويين ومكملين لبعضهما , لذا كان على الدراما العربيه أن تتعامل مع المرأه بأكثر رقيا واحتراما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق