يعيش موظفو السلطة الوطنية الفلسطينية ما تسمى بــ "سلطة رام الله " بعد الإنقسام الفلسطيني ، حالة من التذبذب المالي المنهك والمنتهك لحق الإنسان في العيش بأمن وكرامه ، ظهرت معالم هذه المشكلة على الموظفين منذ 6 أشهر ، نظراً للأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية " كمال يقال ".
بدأت السلطة بإصدار عدد من القرارات في حق الموظف من أجل تجاوز ازمتها المالية ، وإن كان على حساب استقراره ، بقرار استحقاق الموظف للرواتب على فترات متباعده من كل شهر، او تقسيطه وكأنه قرض اقترضته السلطة من الموظف ، ومن ثم قرار خصومات تختص بالكهرباء ، واخرها قرار خصم 500 شيكل من رواتب الموظفين أو عدم تنزيل الرواتب للبعض الاخر .
كاريكاتير فيس بوك يعبر عن رفض سياسة فياض المالية |
فوضى ماليه وايضاً ذماميه عارمة ، تعانى منها السلطة الفلسطينية ، يتحمل مسؤوليتها كل من نصب نفسه مسؤولاً عن المواطن الفلسطيني ، وما زاد الطين بلة ، جرثومة الإنقسام الفلسطيني ، الذي يعمل على زيادة تغلغلها في حياة المواطن ، مما أثرت عليه سلباً ،اقتصادياً،و إجتماعياً ، ونفسياً ، حيث أن الفوضى والإنقسام أصبحا ينهشان اجسادهم ،ويحصدان ارواحهم حتى اماتت قلوبهم .
امتنع عدد كبير من الموظفين رغم إستيائهم وتضررهم من السياسات المالية ، التي تمارسها وزارة المالية في السلطة اتجاههم ، عن التصريح عن ذلك امام الكاميرات أو التصريح بأسمائهم ، خوفاً من أن يتخذ اجراءات تعسفيه بحقهم من قبل الوزارة ، كأن تقطع الراتب عنهم ، حسب ارائهم .
كاركتير فيس بوك |
وموظفة اخرى تتأفف عند خروجها من البنك ، وجهها مصفر ، علامات التعجب تملأ عيناها ، تحدث نفسها ، تتسأل : "شو بدى اجيب في 250شيكل ؟ شو اعمل فيهم ادفع قسط البيت ،أو ارفع مصروف الأولاد ، او ادفع حق جرة الغاز، ولا حق بنزين ماتور الكهرباء، ولا اسدد حق السوبرماركت. أكدت لنا ام محمد التي تعول 6 اطفال ، ان ما حدث يتحمل مسؤوليته السلطة والبنك سوياً ، حيث أن السلطة عندما تتأزم مالياً ، تعمل على حل مشاكلها من دم الموظف ، فهي لا تمتلك سياسات بديله تحمى حقوق الموظفين ، اما البنك فهو ربحي بحت ، فليس من حقه ان يخصم قسطين من القرض في نفس الشهر ، والغريب أنه يتم خصم استحقاق الكهرباء من الأزواج ، فيخصم هذا الإستحقاق مرتين من نفس الأسرة ، وتتساءل : شو ممكن نسمي هذا ، فوضى ولا سرقه ؟ " هل من مجيب !
تناول موقع التواصل المجتمعى الفيس بوك ، مشكلة انقطاع الرواتب بشكل أكبر من المواقع الاعلامية الأخرى، هناك صفحات خصصت لهذا الجانب أهمها "رواتب موظفين السلطة الوطنية ، رواتب مافش ، رواتب ضايعه ،رواتب غزه ،،،،" و كانت صفحة "رواتب موظفين السلطة الوطنية " من أقوى الصفحات انتقاداً للسياسات المتبعة ضد الموظفين والمواطن من قبل المسؤولين .
فوضى سياسية، مالية ، واجتماعية ، ونفسيه تعيشها الأراضي الفلسطينية ، يدفع ضريبتها المواطن بكل فئاته ، وانتماءاته ، وتوجهاته ، تابعوا رسالة جريئة من موظف مقهور في التقرير المصور .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق