Main topics

يونيو 08، 2013

صراع الدين مع العلمانية ..

   
في زمن الصراعات والثورات العربية، في زمن الحروب والأحزاب، والأحكام الأيدولوجية ، في زمن تسود فيه الفوضى، ويستغل فيه الدين للمصالح الشخصية، نقدس الشيخ لمجرد أنه يدلي بأحكام دينية، حللها وفسرها على هواه، ثم بعثرها بين الناس ليسيطر على عقولهم تحت ما يسمى بالحكمة الإلهية!

 تظهر كل هذه الأحزاب أيدلوجيات، من خلاها تحاول ان تحكم الشعوب العربية، في ظل كل هذه الظروف يظهر النظام العلماني، وهو لم يأتِ من فراغ، حيث دفعت البلد الذي قدمت منه الأسس الأولى لهذا النظام حوالي 10 مليون قتيل. وكان من وضع الأساس لهذا النظام المصلح الألماني مارتن لوثر، فقد أشعل ثورته الدينية الإصلاحية ضد الكنيسة، التي قامت باستغلال الناس عن طريق قوانين وتشريعات كانت تأخذها من الكتاب المقدس وتفسرها، بل وتيسرها لخدمة مصالحها الشخصية، لإبقاء الناس تحت السيطرة باسم الدين.


وهذا ما يحدث الآن في العالم العربي، حيث يقوم الشيوخ باستغلال المسلمين ، ولم يعد يقتصر الأمر فقط على الشيوخ بل أصبح الدين أداة في يد السلطة الحاكمة التي تهيمن على المجتمع باسم الدين، ليصبح الدين مع مرور الزمن عبارة عن قواعد وقوانين وتشريعات برتبة مقدسات، وهذا ما هو حاصل الآن في دول الخليج، التي يحكمها الخليفة باسم الدين ويطلق عليه " خليفة المسلمين" أو " خادم الحرمين الشريفين"، وكل هذه المسميات تسيطر على الشعوب المسلمة، فتخدّر عقولهم وتمنعهم من التفكير السليم، فتصبح كالمسلمات بنظرهم لا يجب النقاش أو التفكير فيها . 

العلمانية هي نظام من خلاله يستطيع المجتمع أن يتطور ويتقدم، ونحن بحاجة لهكذا نظام في الوطن العربي، ولا يجب النظر اليه بأنه أداة غربية تحاول فقط محاربة الدين الإسلامي، فيمكن من خلال هذا النظام  أخذ بعض القوانين الإسلامية وتوظيفها فيما يخدم كل الفئات المجتمعية وليس فئة واحدة. العلمانية تأخذ كل هذه الفئات والأحزاب والديانات وتذيبها مع بعضها لتشكل منظومة جديدة، قائمة على العدل والديمقراطية، على أساسها يتم التعايش بين كل الديانات فلا فرق بين أي مواطن سواء كان ملحد أو مسلم أو مسيحي، إلا بالإنتماء لهذا الوطن.

هناك تزمت واضح للإسلام في الدول العربية، وهذا ما نراه من خلال ما يسمى بالربيع العربي، الذي أدى إلى وصول الأحزاب الإسلامية إلى الحكم من خلال العملية الديمقراطية، والتي تنسب أيضاً إلى النظام العلماني الذي ترفضه هذه الجماعات الإسلامية، وتحاربه. ولكن هذه الجماعات تحاول أن تعيد تاريخ الكنيسة، فتدعي أنها تريد أن تحكم بالإسلام، ولكنها تستغل الدين، من أجل السيطرة على الحكم، وهي بعيدة كل البعد عن هذا.

والعلمانية تنظم كل هذه الأمور عن طريق وضع نظام متكامل لا صلة له بأي دين كان، فعندما تدخل الإنتخابات تدخلها ببرنامج وطني يهدف إلى نمو كل من اقتصاد الدولة، ومناهج تعليمها.

ولا يتم انتخابه لأنه رجل دين، مسلم كان أم مسيحي، بل لأن المرشح يستحق الإنتخاب، فهو قادر على أن يتحمل المسؤولية، لذلك يجب أن يتم توعية المجتمع وفصل المجتمع عن الدين، فكما قال كارل ماركس "الدين أفيون الشعوب"، وهذه المقولة تثبت نفسها في وقتنا الحاضر، حيث يستغل كبار الحكّام هذه المقولة وبعد الناس عن الدين يساعد هؤلاء الحكام والشيوخ في تفسير الدين على هواهم، "فالغاية تبرر الوسيلة" كما قال المفكر السياسي الإيطالي مكافيلي .

فما أحوجنا بهذا الزمن إلى أمثال هؤلاء المفكرين والمثقفين الذين سعوا إلى نهضة مجتمعاتهم، نحن بحاجة لهم من أجل النهوض بالمجتمع نحو الأفضل، فالفيلسوف فولتير قام بتحريض وبناء الدولة والإنسان الفرنسي. والمفكر هيغل الألماني رفع قبعته تحية للمحتل نابليون بونابرت الذي جاء مبشراً للثورة الفرنسية. بينما لا زال المفكر العربي يحلم ليل نهار بمعركة بدر وغزوة الخندق، وكأنه يعيش فقط في الماضي.

 أمام هذا الوضع، لم يكتب المفكر العربي - سواء كان إسلامي أم علماني-  إلا في التراث، فما زالوا يتغنون بنتائج سقيفة بني ساعدة، وأسباب هزيمة المسلمين في معركة أحد، وترتيب سور القرآن، وهكذا هم المفكرون العرب كما قال الدكتور بسام عويضة " العلماني ينتقد، ورجل الدين يبكي ولا أحد يتطلع نحو الأمام، نحو المستقبل ".

وهنا أقول كما قال الدكتور بسام عويضة " الإنسان العربي " خربان" من الداخل، بحاجة إلى إصلاح، يحتاج إلى تغيير القرص المدمّج الموجود في رأسه، نحتاج إلى مشروع قادر على بناء انسان عربي راق، جهاز الإرسال والإستقبال لديه يعملان مثل الردار" .
فلا يمكن ان يطبق النظام العلماني مع الإنسان العربي المسلم من دون أن يتم معالجة جهاز الإرسال والإستقبال لدى هذا المواطن، وأي شيء يمكن أن يستعبده تحت اسم الدين .

وهنا يمكن القول أن العلمانية هي نظام يقوم على إذابة كل الديانات والأنظمة الموجودة في الدولة، وهذا ما يرفضه الدين، فهو وجد ليكون حاكماً وليس ليوضع على الرف، لذلك حارب رجال الدين النظام العلماني وعملوا ضده، مما رسخ الخوف في ذهن المواطن العربي من هذا النظام، فالمسلم يطالب بأن يعيش في دولة مسلمة، يحكمها الإسلام .

لذلك نجد أنه من الصعب تطبيق النظام العلماني في ظل وجود هذا التعصب في أيدولوجيا الأحزاب الإسلامية، والتي تدّعي أنها تريد وضع نظام حاكم مستمد من الشريعة الإسلامية، لكن هناك قوانين وتشريعات لم يعد من الممكن تطبيقها في ظل هذا التقدم والانفتاح، فما يحدث في غزة مثلاً من محاولات لتطبيق الشريعة الإسلامية من خلال الفصل بين الجنسين، والتحكم بحياة الشباب من خلال فرض قوانين عليهم، كل هذه الأمور لا تساعد في خلق مجتمع ديمقراطي متماسك، بل تقوم على خلق الكراهية لدى الشباب الفلسطيني، وتعزز أفكاره بالهجرة إلى الخارج.

 وفي ظل التطور والتقدم التكنولوجي الهائل والقائم في ذاته على النظام العلماني، ما زال الشغل الشاغل لهذه الأحزاب الحجاب، والفصل بين الجنسين، والتحكم بطريقة عيش الأشخاص، كل هذه الأفكار لا تساعد في التطور أو التقدم، لهذا يجب على المواطن العربي أن يفهم جيداً أهمية النظام العلماني وكيف يمكن أن يستغله لمصلحة الجميع .

العلمانية لا تقوم على فرض الشيء بل هي نظام سلس بحد ذاته، يجمع بين كل الديانات والأنظمة ولا يفرق بينهم، ولا يسمح لأحد ان يسيطر على غيره تحت اسم الدين، فالهدف هو واحد، بناء واطن واحد ومجتمع ديمقراطي يحترم كل الديانات .
فهل من الممكن أن تستوعب العقلية العربية الإسلامية هذا النظام ؟! .

هناك 20 تعليقًا:

  1. هذا هو القلم الحر رائعة

    ردحذف
  2. مبدعة ميس
    رائعة واستمري :)

    ردحذف
  3. مقالة معبرة .... تستحق القراءة و التأمل بمضمونها

    ردحذف
  4. Omar Abuarqob
    جميل لكن يجب المعرفة بان المشكلة ليست بالدين المشكلة في من طبق الدين على هواه ومصلحته، كما ان العلمانية لم تحقق اكثر مما حققه اتباع الدين، لكن في الانظمة الحديثة هناك متسع للدين ومتسع للعلمانية ولكن بما لا يخالف بعضهما الاخر، واعتقد ان ديننا يحمل من الديمقراطية اكثر من اي نظام ، وربما تركيا خير شاهد، لكن المشكلة في الذين يطبقونة ولا يفكرون خارج الصندوق، . "رائعة استازة ميس".

    ردحذف
  5. Mohammad Hamayel
    الدولة العلمانية بمجتمع مدني حقيقي، سوف يخذف العشائرية، و القبلية، و الطائفية أيضاً

    ردحذف
  6. Nadawat Falastiniyeh
    الاسلام لا يعرف كهنوت .. حتى دولة النبي كانت قائمة على تحالفات وكانت مدنية المذاهب هي التي عبثت بالدين وحولته لكهنوت

    ردحذف
  7. العلمانية التي تسوق هنا ، غير التي يتبناها الغرب .. هنا هي معاديه للدين بحد ذاته.. بينما نراها في الغرب تحترم عقائد ودين كل فرد

    ردحذف
  8. Yazan Amro ·
    التعميم بالسوء قد يوقع الشخص في حرج هو في غنى عنه،،، بعض المفكرين العرب ترفع لهم القبعة احتراما!
    أما فيما يتعلق بالمتباكين على ماض سحيق فهم كثر يغذيهم الشعور بالنقص والضعف وهذا طبيعي.
    لا يمكن لنا ان ننسلخ عن ماضينا فهو بغثه وسمينه تاريخنا، ولكن ننظر اليه بعين الناقد بدل عين العاطفة الجياشة الفارغة المضمون!
    أوروبا بشكلها الحالي هي نتاج 300 سنة من الصراع وحربين عالميتين،،، مرحلة الانتقال ليست بالسلاسة التي يطرحها بعض العلمانيين العرب و في هذا تقليل من تقدير الموقف، وفي انعكاس صعود الحركات الاسلامية الى سدة الحكم في كثير من الدول ما يمكن ان نستقرأ منه أننا بعيدون كل البعد عن العملية الديمقراطية الحقيقة التي هي أساس دولة مدنية علمانية تحملنا ولو متأخرا إلى ركب دول العالم المتحضر

    ردحذف
  9. Maryam Al Khaldy
    العلمانية فكر جاء نتيجة استغلال رجال الدين للدين لاستغلال الناس ولكن هذا الفكر لا يتماشى مع مع ديننا الاسلامي او معنا كمسلمين لان العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة وديينا الاسلامي دين شامل لجميع نةاحي الحيا دين العبادات والمعاملات والمتعمقين بالدين والدارسين له حقا يدركون ذلك تماما ويدركون ان من يؤيد العلمانية فهو يسيء لدينه وامانه لم يكتمل ولم يدرك عظمة النعمة التي هو فيها وهي اعظم نعمة منحنا الله الا وهي الدين الاسلامي الدين الكامل المتكامل

    ردحذف
  10. Mosap Maali
    موضوعك حساس وعلى الوتر ولازم احكي كوني انا مسلم مستخلف في الارض ارضي ربي ولا العبد هذا جانب وواجب علي كمسلم لاني مئتمن على الارض ... هذا امر فش فيه نقاش الجانب الثاني التفكير جميل ورائع والتفكر اجمل واروع بس الخسارة انو نستورد مواد وفكر مش من صنعنا يعني احنا عمالنا بنستهلك مش مننتج وبنروج لاشي مش النا وقالب غير قالبنا ... والجانب الثالث احنا عنا مادة اقوى واعمق واشمل وادق وفيها كافة التفاصيل القرأن الكريم والسنة النبوية فهي صالحة لكل زمان ومكان ... وانا اشكرك على جهودك لاثارة موضوع فيه كم من المعلومات وبقدر جهودك - والحمد الله انني مسلم - تحياتي

    ردحذف
  11. Anas Ismail
    رائعة يا صديقتي ... في طرحك للموضوع ... دائما مبدعة ومتميزة بالتوفيق والى الامام

    ردحذف

  12. Huthayfa Jarrar
    يا صديقي إن اخذت من كلامك فهو رد لاسئلتك ، واما بنسبى لتباكي على الامة الاسلامية فليس تباكي بل هو التاريخ الذي لايمكن الهروب منه واما بنسبة لانجازات الدولة الاسلامية لا تقتصر على العلماء بل على امثال عبد الملك ابن مروان وغيره ممن وضعو بصمة في تاريخ الامة الاسلامية .
    انا لم اقل ان الاخلاق الحميدة مرتبطة في الاسلام ولاكن الغرب قام بدراسة الاسلام واخذ مجموعة من تطبيقاته وقوانينه التي يعمل بها والحقوق التي يتغنا بها من حقو المراة والانسان والكبار والصغار كل هذه الامور كانت عند المسلمين قبل غيرهم .
    ومن خلال حديثك لمس عدة امور منها دين محمد الحنيف و الإسلام "الرشيد" و لنبتعد عن المقدسات الفكرية مصطلحات واسماء عندما تحدث عنها اثبت صحة مقولة فصل الدين عن الدولة فصل معتقداتنا وما نؤمن به عن حياتنا اليومية ، انا لاقول يجب ان يعود الدين بحد السيف ويجب تطبيق احكام الاسلام مباشرة فسيدنا محمد اعطا فرصة للمرأة الزانيه ان تذهب وتلد ومن ثم ترضع ابنها حولين وعادت وابنها ياكل الخبز ترك الرسول لها المجال ولاكن هي اصرت على الحساب في الدنيا ، وسيدنا عمر في فترة اوقف حد السرقة لما كانت تمر به الدوله من حالة الفقر ، يجب اعادة بناء الدولة على اسس اسلامية سليمة من اجل تغيير والنهوض في الامة وهو نفس الذي تطلبوه من اجل علمانية الدوله كما قلت انت ما نحتاج إليه هو تنظيم لقدرات الشباب وصقل لفكرها وعقولها، عندما يحدث هذا السقل على مبدأ اسلامي لا علماني يمكن النهوض بامة اسلامية كما فعل صلاح الدين الايوبي قام بتربية جيل كامل على الاسلام وخلاقه من ثم حرر القدس .
    11 hours ago · Like

    ردحذف
  13. Yazan Amro
    سؤالي كان واضحا، ما هو طرحك للرجوع إلى الدين الحنيف بعدما فشل الكثير من "المصلحين الدينيين"؟ هذا ليس سؤالا جدليا افتراضيا، بل هو لبيان أن الرجوع إلى الدين الحنيف أمر مستحيل (وبالمناسبة فإن هذا الكلام مذكور في الأحاديث ولك أن ترجع)،،، لك أن ترجع إلى ثاني مداخلة لي على هذا المقال وتقرأ ما كتبت عن العلاقة الصحية لأي شعب بتاريخه، ما نفعله اليوم هو الوقوف والنظر إلى الخلف دون طائل! فلماذا نقف (متباكين) ونزايد على بعضنا البعض؟ (لا أتحدث عن شخصك بل بصيغة عامة)
    لقد قلت لك أن الحديث عن إنجازات الدولة الإسلامية يطول، وقد أوردت بعض الأفكار المهمة اختصارا، أنا لا انكر مدنية وحضارة الدولة الإسلامية، ولكن ما أقوله أن هذه الحضارة كانت امتدادا طبيعيا لسلسة تطور الحضارات البشرية المختلفة والحضارة البشرية الكلية جمعاء! وليست بدافع ديني بل بدافع إنساني والدارس للأجواء السائدة في العالم في عصر فجر الإسلام يعي أن صعود الدولة الإسلامية كان محتوما بضعف دولتي الروم والفرس داخليا وغيرها من الأسباب، أما عن عبد الملك بن مروان، فلك أن ترجع إلى كتابات علماء الدين وتقرأ ما قيل عنه، أظن أنك ستفاجأ!
    هل لك أن توفر لي المصدر (غير شيوخ الدين) الذي يتحدث عن استعانة أوروبا بأخلاق الإسلام في نهضتها؟ ما يغفله الكثيرون هو أن أوروبا بشكلها الحالي تبلورت بعد صراعات دموية طويلة جدا وكثيرة جدا، وما نقرأه من كتابات المفكرين الأوروبيين أمثال جان جاك روسو، وفولتيير، وديكارت وغيرهم يعطينا لمحة عن الانتقال الطويل والمرير لحضارات شعوب عانت طويلا من أجل الصورة المشرقة التي نراها اليوم، وإن تأثر الأوروبيون في تعاليم الإسلام فهم تأثروا أيضا بتعاليم أخرى، وهل تريدني أن أذكر لك تأثر الإسلام نفسه بتعاليم كانت قبله؟! وهنا نرجع إلى السؤال الكلاسيكي، غرور؟ أو حماقة؟ أم تباكي؟
    لم أفهم تعليقك على المصطلحات التي أستخدمها! ولكن، نعم، أنا أدعو لفصل الدين عن الدولة، أظن أن هذا كان واضحا جليا في تعليقاتي!!! لك حرية الاعتقاد وحرية ممارسة الشعائر التي تؤمن بها لكن لا تجبرني على احترامها والالتزام بها إن لم أكن أرغب بذلك، لا تستخدمها في سن القوانين والأحكام في القضاء أم البرلمان، لا تستخدمها في دعاياتك الانتخابية، لا تستغل مشاعر الناس وتبيعهم صكوك غفران أو تذكار "وجهة واحدة" إلى الجنة! لا أكترث إن كان أحد يريد أن يصلي الجمعة ولكن لماذا يغلق الشارع وتتعطل حركة السير حين يرفع الآذان لصلاة الجمعة؟ (هذا مثال تافه بسيط، أحببت أن أورده للدلالة على أن تأثير الدين يبدأ بالقوانين والدستور ولا ينتهي بإغلاق الشارع يوم الجمعة)

    أدعوك لأن ترجع إلى ما كتبته سابقا (كيف نرجع إلى أسس الدولة الإسلامية؟ كيف نعرف من هو ضال ومن مهتدي؟ ومن نتبع لنصل إلى الإسلام الرشيد حقا؟)
    لا يمكن صقل عقول الشباب على مبدأ إسلامي بنظري، لأن ذلك يقود إلى التطرف الحتمي في ظل الضغوطات والمشاحنات التي نمر بها،،، على أية حال، أنا اخترت أن اتبع المنهج العلماني، ولي من أمثلة النجاح في العالم الكثير وأنت تختار المنهج الإسلامي ولك من أمثلة النجاح ما هو أقل،،،
    المفتاح هنا ليس الدين بحد ذاته، المفتاح هنا هو التأثير والإيمان بفكرة،، سواء كانت "سماوية" أم أرضية،،، الإيمان السليم الصحي بالأفكار يصنع المعجزات!
    أرى بوادر الدولة "الإسلامية" التي يتغنى بها البعض،،، مصر مثلا! أو السعودية والوهابية! أو إيران! هل هذا ما تريد لنا أن نتحول إليه؟!

    ردحذف
  14. Mohammad Hamayel
    ألذي يطالب بإعادة حكم الدين قد نسي من هدم ذلك الحكم، أجدادنا في قوى الشام و شهداء الثورة العربية الكبرى. أنا شخصياً لست مسلم، في نظامكم الإسلامي، ماذا سوف يحصل لي؟

    ردحذف
  15. Yazan Amro
    المهم، القضية ليست قضية حجاب، أو مشروب، أو صلاة وصوم،،، القضية قضية منهج يطغى على المجتمع، قضية دولة الحزب الواحد، قضية نظام حكم دكتاتوري يستقصى المعارضين بالتكفير والأمثلة على هذا واضحة جلية في جارتنا مصر!
    التعصب الديني حتمي في أي دولة دينية،،، وهو سبب لهجرات العقول هربا من الاضطهاد
    والمجتمع ذو اللون الواحد (الديني) يؤدي حتما إلى نمو فئة لا بأس بها من (المنافقين والمرآين) وبالذات من الشباب وبالذات في ظل هذا الانفتاح والثورة التكنولوجية!!!
    الأخلاق، بحسب ما وصفه أفلاطون، تقسم إلى أخلاق موضوعية وأخلاق ذاتية (subjective vs objective morality) وإن كنا نريد حقا الارتقاء بنظري فإن علينا التحلي بالأخلاق الذاتية قبل الأخلاق الموضوعية...
    لكي أوضح ما أقول، أطرح عليكم سؤال أفلاطون الذي جاء على لسان "يوثيفرو": هل الأخلاق الحميدة، حميدة لأن الآلهة وضعتها؟ أم أن الآلهة وضعتها لأنها حميدة؟!

    ردحذف
  16. Younis Tarawa
    شهادتي فيكي مجروحة يا صديقتي
    مقال يحمل أفكار جميلة وتستحق الإحترام .... انشاء الله دايما مبدعة

    ردحذف
  17. Ibrahim Bornat

    لا بد الا ان نتحرر فكريا وان يحكم الانسان ذاته بدينه وبقيمه واخلاقه وثقافته ومن ثمه ينطلق الى المجتمع ... لكي احترام

    ردحذف
  18. Fadi Hakim

    اولا عزيزتي ميس يعطيكي الف عافيه ... والى الامام ...
    هذا المقال الاكثر من رئع، اعادني الى جميله اكررها دائما وهي ... " لا اريد ارضا، بل اريد شعبا"
    اخ عمر ... جميع المعلقين على هذا المقال ، و ايضا العلمانيين، يعرفون تماما ان القضيه ليست قضية حجاب او مشروب او صوم....
    المشكله هنا، ان تلك الانظمه الرجعيه بقيادة الحركات الاسلاميه، خولة قضيتنا العربيه الى قضية حجاب ومشروب وصوم....
    فهذا المقال لم تكتبه رفيقتي وهي نائمه تحلم بيوم افضل، بل كتبته وهي تعيش هذا الواقع المستبد وتناضل من اجل يوم افضل.
    ان العلمانيه هي منطومه عمل مشتركه بين جميع اياف المجتمع، تعمل على تجميع الاختلافات فتصهرها وتصنع نظاما وشعبا مثاليا، يعترف بالاختلاف ويحترمه...
    اما الدولة الدينيه فهي تجمع الاختلافات والمختلفين وتضعهم في زنزانه انفراديه حتى لا تعدي من هو ليس مختلف عن الدوله...
    ولكن عزيزتي ميس، ارجو في مقالك القادم.... ان تكتبي عن بناء الشعب قبل بنا النظام...
    لان النظام هو من صناعة الشعب ، فاذا لم يكن هنالك شعب واعي كفايه لبناء منظومه حياه ، فلا نستيع ايضا حينها بناء من منظومه عمل مشتركه تعمل لمصلحة شعب ودوله

    ردحذف
  19. Yazan Amro ·

    صديقي فادي، في البداية اسمي يكتب بالواو التي لا تلفظ (عمرو).. بعض المتشددين يختزل القضية بكون العلمانيين مجرد أناس فاسقين يريدون التبرج والانحلال فيدعون إلى ما يدعون إليه،،، والكلام كان موجها لهم وليس للعلمانيين... وما سوى ذلك فأنا أتفق معك، وكلنا نعيش في قلب هذا الواقع المرير ونحلم بيوم أفضل على حد سواء!
    ألمس في كلامك بعض الحدية ولربما لبس عليك الأمر ولكن للتوضيح، أنا فلسطيني علماني ملحد!

    ردحذف
  20. Shams Assi
    العَلمانية تعني اصطلاحاً فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، وقد تعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معيّن وعدم تبني دين معيّن كدين رسمي للدولة. وبمعنى عام فإن هذا المصطلح يشير إلى الرأي القائل بأن الأنشطة البشرية والقرارات وخصوصًا السياسية منها يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية.

    ردحذف