Main topics

يوليو 26، 2013

من قذارة الذئاب تُولد إرادة النساء!!


صورة- جوجل
تطوي ثيابها بإرادة عازمة الخروج من الظلمة إلى النور، رافضة نهش اللحوم معلنةً التحدي بينها وبينهم، كانت تنوي الرحيل منذ زمن لكن صغر سنها حال بينها وبين ذلك الأمل، للتخلص من التحرش الذي كانت تتعرض له من قبل ابن أخيها الذي يكبرها 30 عامًا أو ما يزيد.


رناد فتاة تقطن في حي صغير في بيتونيا تبلغ من العمر 29 عامًا، فقدت والدتها وهي في الثامنة من العمر، بقيت وحيدة تعيش برفقة والدها الثمانيني، بعد فترة من وفاة والدتها كانت تصحو رناد ليلًا وتسمع صوت نساء في الحجرة المجاورة لها، لتكتشف بعدها أن هذه أصوات النساء التي يحضرها والدها إلى المنزل، وبعد حين أصبح والدها يجلسها مع النساء اللواتي يحضرن إلى المنزل ويبدأ التحرش بها بملامسة جسدها.
تقول وقد لمعت في عينيها نار الحقد والكره على والدها:" كان والدي يحضر النساء إلى البيت بعد أن توفيت والدتي وأنا في الثامنة من عمري، ويمارس الجنس معهن وأحيانًا كان يجلسني في حضنه ويتحرش بي، غير مدركة ما عواقب ما يفعله، وحين بدأت أفهم ما يفعله وبدأت أرفض، أصبح يضربني والدي كان عجوزًا، ولعلّه (جنيًّا) وتوفي بعد فترة قصيرة".

تتابع رناد معلنة التمرّد على وقعها الأليم:"انتقلت للعيش في منزل أخي الكبير الذي يكبرني بأعوام كثيرة، وترميني الحياة مرة أخرى في جحر أفعى سامة، يحاول أخي أيضًا التحرش بي فأنا لستُ من نفس أمه لذا يعتبرني غير أخواته الباقيات، كان يلامس جسدي ويقنعني بأنّ ذلك حلالًا".
تسرد وهي تمسك هاتفها المحمول:" استمر الحال وأنا مدركة أنّه حيوان يتلقط جسدي أينما ذهبت وبعدها قررت الذهاب للعيش في منزل ابنه ولم أكن أعلم أن السلالة كلها تهوى التحرش الجنسي، كبرت وعامًا بعد عام أدركت أن لا مفرّ لي سوى الخروج من عائلتهم كلها والإنتقال إلى منزل آخر يأويني ، ولملمت ما بحوزتي من ثياب وخرجت وبدأت أعمل وأعرض مشكلتي على أكثر من فتاة حتى تحترس من القادم".
ذهبت لجمعية نسوية وبدأت العمل فيها، وبدأت حياتي تتغير يومًا بعد الآخر وتابعت مسيرتي المنهكة بصمت، وبعد فترة بدأت أتحدث لبنات خالتي عن وضعي الذي مررت به بدأت هذه الخطوة تريحني نوعًا ما رغم شعوري بالألم عند حديثي عما حصل لي.
تتابع رناد وبين الجملة والأخرى تتنهد:" لست ضعيفة وسأتابع حياتي رغمًا عن كل ظرف عشته وسأنهض بنفسي وبحياتي لأغير ما بداخلي إلى الأفضل وسأستغل كل ما حصل لي لأكون أقوى في كل مرة لو مر علي أصعب من هذه الظروف لا أتألم".
 لم أستسلم أصبحت أعمل ليل نهار أعمل في أكثر من مهنة وأخزن المال في البنك، نويت أن أشتري شقة من مالي الخاص قريبًا وأفتح فيها روضة أطفال وأعتاش منها رغم كل ما حصل لي لم أيأس أبدًا وكانت الإرداة هي مصدر سعادتي وقوتي وتخلصت من بقايا الألم الذي زرعته عائلة أبي في جسدي الصغير وانتصرت معلنة اللاتوقف بعد الآن!
تبقى مشكلة رناد هي مشكلة الكثيرات لكن لماذا لم تتوجه رناد إلى أي مركز حقوقي ولماذا لم تتوجه إلى قانون يحميها، سألتها وهي تقول لا أؤمن بأحد وقطعت ثقتي بأي شخص حتى أقرب الناس إلي.

لماذا تعاقب الضحية بدلًا من المجرم ولماذا تقف النساء على حافة الهاوية؟ ولماذا لا نجد القانون الذي يكفل لرناد وغيرها حقوقهن؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق