Main topics

فبراير 20، 2014

سيادة الرئيس، هل لنا من لقاء؟

سيادة الرئيس محمود عباس

يمدحك كثير من المريدين والمحللين ويقولون أنك سياسي محنك، خبير، تحسن صوغ رسائلك للغرب المختل، والصهيوني المحتل. وأنه بعد أن نجحت بعض جهودك في إقناع الأخير، بأننا كشعب سُلبت أرضه بالسلام جدير. ستشرع بجهد مشكور، لتوطئة شعبك لقبول الحل بحبور.
وحلمت في يقظتي أنك ونحن في موجة الشباب وموضة دورهم، ستسعى للقاء نخبة من الشباب الفلسطيني خصوصا بعد ما أثير من لغط حول اتفاق الإطر، ولقائك بنحو 200 من طلاب الجامعات الاسرائيليين .

ولئن كان في وصف البعض اللقاء بـ"التطبيع" سخافة، فإن في لقائك مع الشباب الفلسطيني وجاهة.
فنحن سيادة الرئيس أحوج ما نكون الآن لأن نسمع منك شفاهة، كم بقى بيننا وبين تحقيق ثوابتنا مسافة؟.
وإن كان في الأفق بعض التفريط، فإنه لن يضيرك سيادة الرئيس معنا بعض التحضير.
فأنا سيادة الرئيس أود حقاً أن أعرف هل أُوطئ نفسي وأطفالي على الاستقرار في مكعبات الإسمنت في مخيم جباليا، وآلَفَ رائحة العفن والرطوبة المنبعثة من أزقته؟، وهل أسلم بأنني وإياهم إلى بيت داراس الشاسعة المخضبة بالزعتر وشجر الزيتون لن نعود، وأن رائحة زهر اللوز والليمون ستضحى مجرد رواية عن الجدود؟
هل لك أن تطمئننا سيادة الرئيس على مصير إخوتنا في مخيمات اليرموك وعين الحلوة وجرش والدهيشة والبريج وووو؟ أي نوع من التوطين ينتظرهم؟ هل "يُؤمن" الحق في عدم الموت جوعاً أو مرضاً أو بشظية صاروخ أو قذيفة أو رصاصة متفجرة؟ وهل "يوفر" لكل منهم هوية وجواز سفر؟
وهل سترفع الحواجز التي تذل شعبنا في الضفة الغربية بعد أن نعطي خير أرضنا للمحتل؟ 
وهل ستتمكن جدران المسجد الاقصى وأرضيته من الصمود أمام جاذبية الفراغ الذي يصنعه الصهاينة في صمت تحته في بحثهم عن هيكلهم المزعوم؟ وهل سيحظى أهلنا في أكناف بيت المقدس بحقهم في البقاء في منازلهم، وإعادة ترميمها أو بنائها؟ وهل سيتمكن عمود هذا الشعب (الفلاح) المتروك لنخر الاستيطان وعهر المستوطنين من الوصول إلى أرضه وقطف زيتونه في سلام؟
سيدي الرئيس: ماذا نقول لشعوب أكثر من 25 دولة عبر العالم تستعد لإحياء أسبوع مناهضة الفصل العنصري الاسرائيلي الشهر القادم؟ هل ستوجه سيادتك سفراءك عبر العالم لتريحهم من عناء الاجتهاد والسفر، وتطمئنهم بأن جدار الفصل العنصري أضحى مزاراً تاريخياً بين دولتين؟ وأن أهلنا في الـ 48 استراحوا من عناء التمييز وباتوا مواطنين كاملي الأهلية في الدولة الفلسطينية؟.
السيد الرئيس: هل لك أن تضمنا شباب وشابات من قطاع غزة المطحون الى وفدك الزائر لنسمع منك عن وصل الجسد بممر آمن، وماء آسن، وكهرباء لا تنقطع، وعمل لا يحصى، ورزق لا ينضب؟
سيدي الرئيس
تدرك وندرك أنك لست صلاح الدين، ولا تملك عصا الأمير، وفي عصرك لن تتحرر فلسطين.
وقبلك اعتقد الكثيرون أن بقائهم يؤخر الانهيار، وتوهموا أن غيابهم سيعجل الاندثار.
لا تخش شيئاً سيدي الرئيس، فقط أعد للبيت وحدته، وأعط للشباب فرصته.
فهل لنا من لقاء؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق