Main topics

مايو 01، 2010

عندما تذبح الطفولة من اجل الارض

  حتى الاطفال لا يتخلفون عن فداء الارض وعن نداء الواجب نحو الوطن.
طفلتين جميلتين في عمر الزهور هما:  سما وجنا، ابنتي السابعة والتاسعة، كانتا في رحلة زراعية مع والدهن وشقيق آخر لهن، خرجوا من البيت، ركبوا الجرار الزراعي وصوب الارض انطلقوا، كن يحلمن بالنزول الى كرم الليمون والزيتون، وان يلعبن في حمرة تراب الارض ويراقبن والدهن وهو يقوم بواجبه اتجاه ارضه التي لا تبخل عليه وعلى اسرته من خيراتها .
اقتربوا من حقلهم، كانت البراءة تعلو وجوههما وكانتا مملوءتان بالنشاط والحيوية، فحكايا الارض التي ترويها الجدة لهن جذرت في نفوسهن حب الارض والشوق للعبث واللعب بتراب الارض .
وصلوا الحقل وقبل ان يهموا بالنزول من عن الجرار الزراعي، حقد صهيوني اسود كان يترقب خطاهم، سيارة جيب عسكرية يقودها جندي قاتل لم يكن ليحب هذا المنظر، مشهد التقاء الانسان الفلسطيني بأرضه، فالاطماع الصهيونية تهدف لخلع الانسان الفلسطيني من ارضه .
تضاربت الصور في ذهن الجندي العنصري، فاشتد سعار الحقد الاسود بداخله، فقرر ان ينفذ جريمته بدم بارد. ادار مقود السيارة صوب الجرار الزراعي وداس على دواسة البنزين، فانطلق مسرعا نحو الوجوه البريئة، ونحو الحق في الحياة، كي يقتل الامل، وكي يقتل الانسان .
اصطدم بقوة بالعربة التي يجرها الجرار، على الفور قتل الطفلتين، وجرح الاب والاخ الآخر.
اما الدعاية الصهيونية فادعت انه حادث سير، برغم ان كل الشهود والوقائع اكدت انها جريمة قتل بامتياز، كانت مقدمتها قبل يوم الحادث، فالقرية شهدت هجوما من قبل المستوطنين عليها . 
قرية عين البيضة الواقعة في الاغوار تتعرض يوميا لعدوان المستوطنين، بدعم من جيش الاحتلال، فالقرية زراعية بامتياز، ذات موقع خلاب، ولهذا احاطتها المستوطنات واستهدفها المستوطنون منذ احتلال اراضي ال67 .
هذا القتل المجنون ياتي في سلسلة الاعتداءات الصهيونية الهادفة لترحيل اهالي القرية لاجل الاستيلاء عليها.
طفلتان سما وجنا روتا الارض بدمهما النقي، ليبقى شاهدا بان طفولة تذبح من اجل الارض، لا يمكن ان تفرط بالارض، وان طفلتين ارتقتى شهيدتين من اجل الارض لا يمكن الا ان تظل روحهما تحرسان تلك الارض .

للمزيد من المعلومات :
* الصورة أخذت بواسطة لولو هندي / مخيم عايدة- بيت لحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق