Main topics

مايو 06، 2010

التغريبة الفلسطينية ...وثيقة لنقد الجوهر الإنساني

القضية الفلسطينية تاريخ من المجازر والتهجير، تاريخ من التضحيات لأجل فلسطين فهي صاحبة الانتفاضة ،هي من أدخلت المعاني الجديدة إلى معاجم العالم .
لهذا كان لا بد للإعلام والسينما العربية والأجنبية في بعض الأحياء، تناول هذه القضية وإنتاج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والوثائقية لشرح القضية وتداعياتها المختلفة،

فكان (باب الشمس) للكاتب إلياس خوري (ورجال تحت الشمس ) (وعائد إلى حيفا) لغسان كنفاني (و الدرب الطويل )الذي قام ببطولته الفنان السوري عباس النوري .. إضافة للكثير من الأعمال السينمائية والدرامية .

أما مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي ألفه الكاتب الفلسطيني وليد سيف ابن قرية باقة شمال مدينة نابلس، ذلك العمل الذي تحرك فيه الكاتب على خلفية موثقة ،استمدها من المصادر الشفية التي عايشها إضافة لتجربته كونه مهاجرا ولاجئا عاش كثيرا من ذكريات القضية وتداعياتها .
ويعتبر المسلسل وثيقة فنية لنقد الجوهر الإنساني رغم اثارته العديد من التساؤلات لدى بعض المشاهدين خاصة أبناء المدن الذين يرون أن المؤلف كان منحاز إلى حد ما لأهل الريف، وانه يبرز صورة سلبية لأهل المدن وسكانه فيما يخص النضال الفلسطيني، قبل أن ينحاز المؤلف لاحقا لسكان المخيم وهو يصور مأساتهم، فهل كان وليد سيف منحازا فعلا لأهل الريف ثم المخيم على حساب غيرهم؟

إن هذا العمل جاء لعرض حياة الفلسطيني قبل التشرد وبعده ، أراد المؤلف من خلاله أن يوضح طبيعة حياة الفلسطيني قبل التشرد، فهذه الحياة لم تكن مثالية خالية من الأطماع والشر فهي حياة صعبة مليئة بالمشاكل والصعاب .

على أن المسلسل لا يبرز صورة وردية للريف فثمة صورة أخرى تبدو بائسة جدا على مستوى الممارسات والشخصيات، فمختار القرية يبدو شخصية غير سوية قبل الهجرة وبعدها أيضا، حيث ترى طمعه وأنانيته وتعاليه على الآخرين، ولا تختلف ابنته عنه كثيرا فهي تحقد على ابنة المدينة زوجة (بو صالح) هذه التي تبدو صورتها في المسلسل ايجابية خلافا لابنة المختار. اما شخصية ابو صالح الذي تفاخر بالدفاع عن وطنه في ثورة  1936 و عبر كل مقاومة ضد الانجليز والصهاينة، فلقد عكس فيها الكاتب بعدا آخرألا  وهو أن الوعي الوطني، لا يعني بالضرورة انه متلازم مع الوعي الاجتماعي والثقافي والإنساني، فأبو صالح قائد فصيل ويريد إحقاق الحق دائما، لكنه لا يسمح لزوجته بسماع الأغاني اضافة لرفضه بداية سلوك أخيه الشهيد حسن عندما يحب فتاة فقيرة.

وربما تبدو صورة ابن المدينة (ابو عزمي ) سلبية ومحزنة لما تتصف به من ترفع وغرور واحتقارلأهل الريف، حيث انه يشكل فصيلا هدفه الوحيد منه أن يظل هو الزعيم والآخرون تحت إمرته فهو هنا لا يختلف عن المختار، وتظهر في المقابل شخصية القاضي وولده الدكتور أكرم حيث بدت سوية متوازنة في أحكامهما وتعاملها مع الجميع .

أما المرأة الفلسطينية فتبدو هي الحلقة الأضعف، فلا مكان لها أفضل من بيت زوجها حتى وإن كان هذا الزوج ليس أهلا بحماية هذه المرأة، وتبدو الصورة قاتمة عندما يرغب (مسعود) الزواج بإمرأة توفي زوجها، فيواجه اعتراضا كبيرا من قبل والدته لكون هذه المرأة أرملة، فكيف للمرأة أن تصل لحقوقها وتصبو لمكانة أفضل وهي ذاتها من تقلل من شأن نفسها؟


وبهذا تكون هذه محاولة لنقل الواقع والحقيقة فكل مكان فيه الحسن والسيئ، فالمسلسل عبارة عن نقد انساني لحياة الفلسطيني يعكس القضية بأبعادها الإنسانية حيث تناول الإنسان الفلسطيني المتعلم وغير المتعلم الحسن والقبيح اللص والامين وبهذا فلقد عرض القصة بأبعادها المختلفة ليلغى النمطية الموجودة حول أمور كثيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية .

ومن المهم دائما بالنسبة للقضية أن توثق كل الأحداث بأعمال فنية درامية ووثائقية أيضا فنحن الآن احوج ما نكون لخطاب إعلامي موحد تعد السينما من أهم الوسائل فيه ليطلع الجيل الجديد على حقيقة ما حدث ولتحريك الرأي العام من أجل  تأييد حقنا واستعادة كامل حقوقنا .

للمزيد من المعلومات:
. وليد سيف

الصورة :صورة لطفلة فلسطينية في أحد مخيمات اللجوء (اخذت من موقع فلكر)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق