Main topics

أكتوبر 20، 2010

أرزة وزيتونة ماذا بعد؟

(أرزة وزيتونة) برنامج عرضه التلفزيون الفلسطيني الفضائي والأرضي، يعرض عبر حلقات عدة مقابلات ميدانية في مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان ( برج البراجنة ،مخيم المية ومية، صبراوشاتيلا، وغيرها ) ليعكس من خلالها واقع حياة غصون الزيتون اللاجئة على ارض الأرز اللبنانية طارحا في كل مقابلة يجريها أسئلته المعهودة لكل لاجئ منهم.
  
 يبحثون عن الدفء في الرواية، يهربون مما يقعون فيه إلى عالم متخيل مكتوب بحبر على ورق، أما الأغاني فلن يسمعوها لأن وقتهم وحالتهم لا تسمح لهم بالسعادة حتى لدقائق، وأما الأحلام فلن تجد لها متسعا  في بيوت بنية على عجل كقن دجاج، يحشر فيها سبعة أو أكثر من الحالمين  لا أحد منهم ينادي الآخر باسمه منذ صار الإسم رقما.
الكلام إشارات يابسة يتبادلونها في الضرورات القصوى، يغمى عليهم من سوء التغذية فيتداوى بزيت السمك،.....هبة العالم المتمدن لمن أخرجوا من ديارهم .
الأسئلة بسيطة، وهي من المعلومات العامة التي يجب على كل لاجئ وإنسان فلسطيني أن يعيها ويحفظها عن ظهر قلب لأنها من أساسيات رحلة التحرير.
ولكن الصاعقة التي حطت على رأسي هي عدم معرفة الكثير من الذين استضافهم البرنامج في تلك المخيمات بالمدن الفلسطينية في الضفة والقطاع و الأرض المحتلة عام 1948، فالصغار والكبار لايعرفوا ابسط المعلومات الخاصة بمعاناتهم.

عندما تشاهد البرنامج تلحظ سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية لتلك المخيمات ، البيوت الضيقة التي يصعب العيش فيها، أما البنية التحتية في هذه المخيمات فهي غير صالحة للاستعمال ، إضافة لحالات الوفيات التي سجلت بسبب خطوط الكهرباء المتدلية على الأرض بشكل متشابك يجعل المرور من الطريق دربا من المغامرة ،إما أن تنجو بحياتك أوالموت المحتم إضافة لحالة الضياع وجهل سكان هذه المخيمات بموطنهم الأصلي.

كل هذه الظروف السيئة والأوضاع المزرية، أين يقع دور المؤسسات  التي تعنى بحقوق اللاجئين الفلسطينيين منها؟ وأين منظمة التحرير من كل ذلك؟ وما هو دورالسلطة الفلسطينية حيال ذلك ؟ أم ان قضية اللاجئين لم تعد بحسبان هؤلاء؟؟؟ّ!!!!


ألا يجدر بهؤلاء أن يقفوا موقفا حازما من هذه القضية المصيرية، فعقد  ندوة شهرية للأطفال والشباب  والكبار كل على حدا يتعرف فيها هؤلاء على مدنهم وقرارهم ويستعرضون فيها القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية واللاجئين وحقهم. واذكر هنا مركزا في مخيم الدهيشة عندما تدخل إليه تجد فيه أسماء القرى  والمدن  الفلسطينية التي يعود إليها معظم أهل المخيم خطت على جدران المركز بطريقة فنية مبدعة تجعل الزائر يحتفظ بهذه الأسماء ولا ينساها ، فالطريقة لتثقيف ووصل أهل المخيمات بقضيتهم ليست صعبة اذا كان هناك إرادة حقيقية تريد ذلك لا عكس ذلك.


مخيمات اللجوء في لبنان يراوح اللاجئون فيها بين خطوط واقع مرير وزائف فيجدون أنفسهم محتجزون في الزمان والمكان في مدينة متنامية وعالم متغير بإيقاع محموم  بينما يظلون متجمدين في الزمان وتوقعات تنخفض سقوفها باطراد .

بين المقابلة والأخرى يجدد مقدم البرنامج طلب المساعدة مستجديا العطف والإحسان أو بالأحرى التسول لشعب يستحق الحياة كل الحياة ، الواقع هنا يحكي ضرورة وقوف كل إنسان في موقعه لنثبت بطلان مقولة "بن غريون" (الكبار يموتون والصغار ينسون ) ولتغير حياة أناس قست عليهم الحياة والقدر، فهؤلاء  بنظري لن يعذبوا إذا كان  الوعد صادقا.  

 الصور: صورة لاحد المخيمات الفلسطينية بداية الهجرة (أرشيفية)

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزتي لولو
    أنا اؤكد على ما تكرمت به واعتقد اننا جميعا في هذا البلد صدمنا مما شاهدناه على شاشة التلفاز اثناء عرض البرنامج.
    ولكن اقول لكي عن نفسي انه بعد زيارتي للبنان مرتين ورؤيتي للعديد من اللاجئين الفلسطينيين هناك والذين لديهم من المعرفة والوطنية لفلسطين ما يفتقده الكثير ممن هم موجودون بيننا... لذلك لا اعتقد ان كل ما نراه على شاشات التلفاز صحيحاً ويجب علينا ان ننظر للامور بشكل اعمق لانه من الممكن ان تكون مثل هذه البرامج موجه لخدمة طرف او جهة معينة تود ايصال صورتنا للعالم بهذه الطريقة البشعة.
    ولك احترامي

    ردحذف