Main topics

مارس 09، 2011

هدى عبد الهادي إحدى عناوين الحركة النسائية

 السيدة هدى عبد الهادي/ تصوير لولو هندي
السيدة هدى عبد الهادي 

هدى عبد الهادي إبنة مدينة نابلس، وهي تنتمي لإحدى عائلات المدينة المعروفة بنفوذها الإقطاعي،

" أطرقت هدى رأسها حزننا، وأجهشت بالبكاء طويلا من دون أن يسمعها أحد ،عندما عرفت أنها نجحت ورُّفعت للصف الأول ثانوي (العاشر الآن). طلبت إستكمال تعليمها فلم تجد قبولاً لطلبها، فهي زوجة وأم لأطفال وهذا لا يناسب وضعها خاصة وهي تعيش في خمسينيات القرن الماضي. أدركت حينها أن الزواج لم يكن متجانسا ويناقض طموحها."    
كانت هذه البداية بالنسبة لها فلم تدع اليأس يأخذ طريقه إلى قلبها، فأصرت على مواصلة طريقها حتى بعد زواجها وإنجابها لطفلتها الأولى، خاصة وأن حلمها بإكمال تعليمها بقي ملازما لها، في ذلك الوقت حدث أن طلبت وكالة الغوث عددا كبيراً من المعلمين والمعلمات للعمل في مدارسها التي تم افتتاحها في مخيمات اللجوء، فقبلت هدى وبدأت مسيرتها في المهنة التي لطالما أحبت في مدرسة مخيم بلاطة، أيضاً إنضمت للعديد من الدورات للتطوير من قدراتها وايمانا منها بمبدأ التعليم المستمر.

ومن خلال عملها وملامستها للمشاق التي تعرض لها المهاجرين، تبلور لديها الاحساس بالانتماء للقضية وهذا ما أكدت عليه من خلال قولها "ما بلور احساسي بالمسؤولية هو مشاهدتي اليومية لطوابير طلاب اللاجئين الذين كانوا يصطفون من أجل كوب من الحليب أو وجبة غداء تحت اشعة الشمس أو المطر، وفي الجانب الآخر هناك شرائح إجتماعية تعيش في برجها العاجي ."

نقطة تحول
وعن نقاط التحول في حياتها تقول عبد الهادي: "بعد فترة من التدريس في مدرسة مخيم بلاطة انتقلت للعمل في مدرسة إناث نابلس، وهناك حضر مفتش اللغة العربية أمين السوداني وحضر حصة لي وكان تقريره بأنني جيدة لكن مؤهلي يتنافى مع المرحلة الإعدادي."
على أثر هذه الحادثة سَجلت في إمتحان مستوى المعلمين واجتازته وحصلت على شهادة الثانوية العامة ،والتحقت بجامعة دمشق عام 1965 إلا أن ظروف احتلال عام 1967 جعلتها تتوقف عن دراستها، وتعزو هدى تقدمها بالمجال العلمي والعملي لوالدتها التي كانت ترعى لها اطفالها.
بعد هزيمة عام 1967 تبلور لدى عبد الهادي الوعي السياسي والإنتماء للقضية وشعبها فواصلت تدريس مادة القضية الفلسطينية التي كان يمنع تدريسها، لتثبيت الوعي الوطني لدى الطالبات، فعلمتهم أن الكثير من التاريخ مزور، وأن يافا وحيفا وصفد مدن فلسطينية يجب ان تظل محفورة في الذاكرة.

إبعاد عام 1968
ترجع عبد الهادي أسباب إبعادها عام 1968 لإهتمامها بالجيل الجديد وضرورة تعليمه التاريخ على أصوله حيث تقول: "كنت أعتبر واجبي الأكاديمي تجاه تلميذاتي يشكل الحد الأدنى من المشاركة النضالية في مرحلة التحرر الوطني وهذه الواجبات أزعجت الاحتلال."
وفي إحدى الليالي الرمضانية هاجم جنود الإحتلال منزلها واقتادوها إلى غرفة انفرادية في سجن نابلس المركزي واجبروها على توقيع قرار الإبعاد ونقلوها الى الضفة الشرقية هي ومجموعة من المعلمين والمعلمات منهم (سحاب شاهين، وفضل الطاهر، ونوال التيتي، ورضوان خراز).
التحقت في الأردن بحركة فتح عام 1969وشهدت تواجد الثورة هناك وكذلك أحداث ايلول الاسود، وشاركت مع مجموعة من المعلمين منهم د. جمال المحيسن وجميل شحادة تأسيس النواة الأولى للإتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، واختارها الإتحاد لتكون ممثلاً عنه في عضوية المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة التي عقدت في القاهرة.
عادت هدى عام 1971الى نابلس وأصبحت مديرة للمرحلة الابتدائية في مخيم بلاطة، ومن خلال عملها لامست عبد الهادي الإضطهاد الطبقي التي تعيشه المرأة في المخيم كونها فقيرة، والإضطهاد الإجتماعي كونها تعيش في مجتمع يسوده الطابع الذكوري ناهيك عن إضطهاد الإحتلال الذي كان يوجه ضرباته لها باستمرار، فاسست مركز النشاط النسائي في بلاطة لرفع مستوى المرأة الفلسطينية اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وحول  هذا نوهت عبد الهادي :"كنت أقضي معظم وقتي في المركز مع الفتيات اللواتي أصبحن صديقاتي، وكنا نقوم بزيارة أهالي المعتقلين والشهداء، هذا التفاعل بين المركز وبين الناس جعل قوات الاحتلال تتهمني بالتحريض وأصبحوا يستدعوني بشكل يومي الى مقرالحكم العسكري في المدينة وأقضي هناك ساعات واحياناً أعتقل دون تهمة."
هنا تبلور وعيها بضرورة ربط النضال الوطني بالنضال الإجتماعي لتحقيق الحرية والاستقلال، فاتجهت للمشاركة في بعض الجمعيات وحاولت تغير الأفكار التقليدية، عبر دعوتها لتعميق الديمقراطية في هذه الجمعيات وتوسيع الهيئات العامة بعناصر جديدة، فشغلت عدة مناصب إدارية في جمعيات المدينة (عضوة الهيئة الأدارية للنادي الثقافي الرياضي عام 1975وأمينة سر الهيئة الأدارية لجمعية الإتحاد النسائي، وناطقة إعلامية للجمعية) وبدخول إنتفاضة عام 1987 تحولت آلية عملها لدور فعال اكثر في الحركة النسوية، أبرزها عضوية اللجنة التأسيسية لمنظمة المرأة العالمية للسلام والحرية، إضافة للمشاركة بفعاليات الإنتفاضة ضمن فرق الأسعاف وفرق توزيع المساعدات وغيرها من الأنشطة التي كانت تضعها الجمعيات ضمن خطتها.
بانتهاء الانتفاضة وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية قام الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية والذي شغلت فيه السيدة عبد الهادي عضو الهيئة الادارية بصياغة وثيقة مبادىء حقوق المرأة الفلسطينية، ومذكرة المطالب النسوية التي قدمت للمجلس التشريعي الفلسطيني، حيث شكل ذلك خطوة نوعية وعملية لتطوير برامج الإتحاد في الوطن والشتات.



* صورة هدى عبد الهادي أخذت بواسطة لولو هندي 
* الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية
* ايلول الاسود


هناك 3 تعليقات:

  1. الله معها مع عزيمتها القويه
    والى الامام

    مشكور اخت لولو على التنوير

    ردحذف
  2. بكل فخر انها إمرأة فلسطينية مناضلة مثال للنساء الاخريات.. نحن على الطريق ذاته انشاءالله. مشكورة لولو على المواضيع الشيـّـقة والرائعة

    ردحذف
  3. مشكوورة على الموضوع الشيق يا لولو

    ردحذف