" أنا تعرفت على زوجي من خلال الانترنت وبعد 15 يوماً من هذا التعارف عبر الانترنت عرض علي الزواج حيث قبلت على الفور " . هذه هي قصة الكاتبه والاعلامية المستقلة امتياز المغربي مع زوجها الفنان والمسرحي وكاتب السيناريو احمد أبو بكرمن مدينة جنين ، الذي تم التعارف بينهما من خلال الهاتف وكاميرا الموقع والرسائل الالكترونية ، التي أنتجت قصة حب اثمرت بالزواج الفوري قبل حوالي العام " كما تقول إمتياز .
امتياز المغربي ( 39 عاما ) وتعيش في رام الله ، تعمل مع اكثر من وسيلة اعلامية فلسطينية وعربية لذلك كما تشرح فان عملها يتطلب بناء شبكة من العلاقات عبر الإنترنت ما يخدم عملها الإعلامي ، الأمر الذي يتطلب منها الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر ساعات طويلة لإجراء المحادثات والحوارات مع العديد من شرائح المجتمع الفلسطيني حيث كان أحمد كما تصف " وبالصدفة " أن تبادلنا الحديث عبر " الماسنجر " في الفن والسياسة وخاصة كذلك حول قتل النساء على خلفية الشرف حيث كانت امتياز تعمل لتحضير عينات تشارك في الحديث حول هذا الموضوع ، في إحدى الفضائيات العربية التي تعمل معها كمنسقة للبرنامج .
قد تكون قصة امتياز وأحمد من قصص الحب العادية وتختلف عن قصة محمد ووردة ومي التي تناقلتها وسائل الاعلام العربية والغربية جرّاء التحدي التي قبلت مي أن تواجهه للزواج من ابن عمها الذي تعرفت عليه على الانترنت وزحفت اليه عبر أنفاق الموت بعد أن سافرت من رام الله في الضفة الغربية الى الاردن ومن الجانب المصري من الحدود عبر الانفاق الى غزة بعد أن دفع خطيبها مبلغ ( 1500 دولار ) لتهريبها ، وذلك بسبب الحصار الذي فرضته اسرائيل على حوالي مليون ونصف المليون من الفلسطينيين الذين اصبحوا عالقين " في واحدة من اكثر مناطق العالم اكتظاظاً " ووصفته الامم المتحدة ، بانه " ضرب من العقاب الجماعي" . وكما كتب مراسل احدى الصحف الغربية عن هذه القصة حيث قال " يظلان ضحيتين للصراعات الداخلية بين الفلسطينيين ، والتي تشبه النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، أما مستقبلهما المشترك فيبدو بالغ القتامة للاسف" .
ولكن المهم وانا أعرض هذه القصة على الإعلامية امتياز قالت " المهم أن القصة نجحت وان مي تزوجت بمن أحبته حتى لوكان عبر الإنترنت فالمشاعر الصادقة تنتقل بين البشر حتى لوكان عبر شاشة او هاتف او اي من وسائل الاتصال الحديثة ، وبرأيي أن التطور وجد لخدمة الإنسان وتسيير حياته لا تعقيدها " وتضيف " وهناك قرات على النت قصة فتاة روسية خاطرت بنفسها من أجل لقاء خطيبها الفلسطيني الذي يقيم في قطاع غزه حيث قطعت نصف كيلو متر زحفاً داخل نفق قطره 80 سنتميتراً وبتكلفة تهريب بلغت 3 الاف دولار ، وكان قد تم التعارف بين الفتاة الروسية والشاب الفلسطيني عبر شبكة الانترنت وبعد عدة اشهر من المقابلات الافتراضية والتحادث عبر الشبكة العنكبوتية قررا الزواج واحياء العرس في غزه والسبب منع العريس من مغادرة غزه بفعل الحصار الاسرائيلي .
لا يختلف اثنان في المجتمع الفلسطيني على أن الانترنت قد غزا المجتمع الفلسطيني ومعه المجتمعات العربية كافة ، وبالتالي أصبح الإنترنت وسيلة اساسية من وسائل الاتصال والتعارف بين الناس وكما أصبح وسيلة لتبادل المشاعر حيث يتعرف الشاب على الفتاة خلال " الدردشه" ، ويتفقان على الزواج ثم يقومان بإحضار شهود وإبرام عقد الزواج من خلال الإنترنت او قد يلجأ البعض الى مواقع للزواج التي تعج بها الشبكة العنكبوتية والتي تؤكد الإعلانات التي تروجها هذه المواقع أن عدد المسجلين لديها من الباحثين عن شريك العمر يتجاوز 10 ملايين مستخدم .
ولا تخلو فلسطين من هذه المواقع التي تشكل ما كان يعرف بالسابق بمصطلح " الخاطبه " ، التي كانت تقوم بتيسر الزواج وتوفيق راسين بالحلال كما يقال بالعامية ، وكما قام الفلسطيني مصطفى جبور البالغ من العمر 25 عاماً والمقيم في السعودية على تاسيس موقع على الشبكة العنكبوتية باسم " نطاق " والهدف كما يقول في حديث اذاعي " ان هذا الموقع لمساعدة أبناء شعبنا في الوطن وبلدان الشتات لتوفير فرصة للقاء نصفهم الآخر وربطهم جميعاً بفلسطين من خلال توفير كل الأدوات لتسجيل الطلبات وتسهيل عملية ايجاد الطرف الآخر بالمواصفات المطلوبة . وعلى الرغم من أن الإنترنت بات جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في تسيير الشؤون الحياتية اليومية في كل المجتمعات العربية والغربية ، وبات نسبة عدد المستخدمين للانترنت في المجتمع الفلسطينيى بين اوساط الشباب ، ووفقا لدائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني ، تقدر ب 59 بالمئة بواقع 71 بالمئة للذكور و47 بالمئة للاناث و77 بالمئة يستخدمونه للاتصال بالأصدقاء والأقارب و75 بالمئة لإنجاز الأعمال ، ولكن السؤال الذي يطرح هل تحول الزواج بين الشباب والشابات الفلسطينييات الى ظاهرة ؟ تجيب الاعلامية امتياز المغربي فتقول " ابداً على الاطلاق فنحن ما زلنا مجتمعاً محافظاً ، وهناك تحفظ من رجال الدين ، وشبكة متماسكة من العادات والتقاليد الخا صة بالزواج ،فان العائلة الفلسطينية تحافظ على اجراء كامل الطقوس والمراسيم الخاصة بالزواج من الجاهة الى الخطبة الى حجز قاعات الافراح الى الولائم وتصوير الفيديو والأهم من ذلك معرفة العريس معرفة جيدة خوفاً على مستقبل الفتاة من الضياع " .
وترى امتياز أنها لا تشكل النموذج في هذا الموضوع ، وان الزواج عبر الانترنت ما هو الا " ضربة حظ " وأن على الشباب التسلح بدرجة عالية من الوعي ، وخاصة من قبل الفتيات وذلك استنادا لقصص عديدة تسوقها امتياز هزت الشارع الفلسطيني ومنها قتل احدى النساء الفلسطينيات لتعارفها على أحد الشباب في الخارج و الذي قام على استغلالها ونشر صورها عارية على الانترنت . ومن جانبها تعتبر ضياء صبّاح الام لثلاثة ابناء وحاصلة على درجة الماجستير في التربية واساليب التدريس من جامعة بيرزيت عام 2008 ومحاضرة في جامعة القدس المفتوحة ان الانترنت والمحادثات بين الشباب ما هي الا " للتسلية " ، وان المحادثات تجري بين شخوص افتراضية لا تهدف ابدا للزواج ، وان حالات كثيرة تعرفها من محيط الاصدقاء تزوجوا من خلال الأنترنت وكان نصيبه الفشل " وتؤكد ضياء ان الأنترنت بات اشبه بمصيدة للفتيات ، وان المحادثات على النت اغلبها لا تكون بريئة ، وان الزواج خارج حدود البلاد غير آمن على الاطلاق وان العائلات الفلسطينية بالاجمال لا توافق على زواج بناتها عبر الأنترنت لما في العملية برمتها من مخاطر وان الحالات التي تتم ما هي الا قليلة جدا وان بدات على الأنترنت فانها تنتهي بالطريقة التقليدية للزواج .
يخالف الاستاذ محمود النجار ، مدير العلاقات العامة في مركز التخطيط الفلسطيني ضياء الراي ويرى ان هنالك حالات نجحت وجمعت بين الفلسطينيين في الوطن والفلسطينيين في الشتات وان الانترنت اصبح نافذة هامة للتواصل ، وان ظاهرة الزواج بالاجمال يمكن ان تنجح او تفشل في الحياة العادية ، ويؤكد ان الانترنت يبقى وسيلة اتصال هامة لا بد منها في حياتنا المعاصرة منوها الى ان الخط الفاصل بين الخطأ والصواب هو درجة الوعي والثقافة ولكنه يستدرك قائلا :"ولكني اتفق مع ضياء ان ما هي ظاهرة هي ما يسمى "بالتشات" ، اليوم عبر الشبكة العنكبوتية ام الزواج عبر النت ما هي الا حالات قليلة للغاية وبالاغلب اما تكون الفتاة ابنة عم او ابنة خال وتتعرف على قريبها للمرة الاولى ما يجعل العائلة الفلسطينية او ابن بلد مثا ان تكون الفتاة في رام الله او نابلس ويكون الشاب من القدس او من الداخل الفلسطيني او من غيرها من المناطق الفلسطينية " .
ولا يوافق النجار ان يزوج بناته عبر الأنترنت فالقضية بالنهاية كما يقول" تنطوي على مخاطرجمة". ولعل قصة اسماء ابوالرب ، المذيعة في راديو البلد في جنين ، فيها الكثير ما يشبه ما قاله السيد محمود النجار ، فاسماء تعرفت على خطيبها عبر شاشة الكمبيوتر مزودة بكاميرا ومكبر للصوت وبحضور افراد العائلة وتقول اسماء ومن هنا بدا التعارف ومن ثم التحادث عبر الهاتف واحيانا عبر النت ومن ثم عرض الزواج علي وفعلا تم الامر بالطريقة التقليدية ومن خلال توكيل احد افراد العائلة للتوقيع على عقد القران " وخطيب اسماء يعيش بعيدا عنها الاف الكيلومترات ، انه يعيش في اميركا واسماء ومنذ عقد قرانها من سنتين لا تزال عالقة في مصيدة الانتظار ، فالسفارة الاميركية ترفض اعطائها فيزا للسفر تحت اي مسمى كان ، والاهل باتوا يضغطون عليها لانهاء هذا الزواج ، ما جعلها تعيش في دوامة من الصراع النفسي وخاصة انها تشعر ان حياتها لا تكتمل الا بالزواج من ابن عمها وتشعر بانه هو شريك العمر . وتقول " لا اعرف ماذا افعل ، ولكن ربما تاتي الفرصة بدورة في اميركا او بحل يهبط من السماء حتى يكتمل حلمي بالزواجبمن احب " . تشدد اسماء على خطورة التعارف عبر النت وتذكر عدد من القصص التي انتهت بالخداع وتلوم وسائل الاعلام المحلية التي تخشى من القاء الضؤ على هكذا ظاهرة ، ان اعلامنا سطحي للغاية ، علما اننا كل يوم نسمع عن قصص انتحار او قتل ، اننا نعيش في حالة من الرعب كنساء ، فالمجتمع ما زال محافظا للغاية واي خطأ تدفع ثمنه المرأة " . اما فهمي هندية العامل في احد المطاعم في القدس الغربية وخطب احدى الفتيات القريبات من العائلة ، يقول " انا ضد التعارف عبر النت ، النت فقط لسماع اغنية او رؤية فلم او سماع الخطابات السياسية او قراءة كتاب ام اقامة علاقات فهو موضوع لا يقبله لا العقل ولا الشرع عوضا عن ان النت بات وسيلة من وسائل الاسقاط ، تستخدمه اسرائيل بين اوساط الشباب والشابات ، لذلك لا بد من الحذر الشديد ولا بد من مؤسسات المجتمع المدني واجهزة الاعلام ومؤسسات السلطة الوطنية ان تقوم بدورها التوعووي حيال الشباب وخاصة في مدينة القدس التي يشعر فيها الشباب بضياع في هويتهم وضياع جراء فقدان فرص العمل الناجم عن الحصار والاستيطان والاعتقالات وغيرها من مشاهد القمع حيال المجتمع المقدسي " . ويستدرك قائلا : انظري الى الحياةفي الغرب ، لقد زادت حالات الطلاق اضعاف مضاعفة ما بعد هذا الانفتاح الفضائي والاعلامي وتحول العالمالى قرية صغيرة كما يقولون ، وانا اتفق مع من يقول ان نجاح الزواج عبر النت " ضربة حظ " . ما هو موقف الشرعية الاسلامية من الزواج عبر النت ، وهل يعدالعقد باطلا في اجرائه بهذه الطريق ام ماذا ؟ فضيلة الشيخ فتحي سرور عضو محكمة الاستئناف في القدس يقول : ان ديننا الحنيف اولى عقود الزواج واحكامها قدسية كبيرة ، ولم يترك للناس وضع نظمها واحكامها ، واركان الزواج هي : الزوجان الخاليان من الموانع الشرعيةوالايجاب والقبول والولي والشاهدان ، ويشترط ان يكون الايجاب والقبول في مجلس واحد ، فلا يجوز على الاطلاق ان يكون الشاهدان بعيدين عن مجلس العقد وبالتالي فان ابرام عقد الزواج عبر الانترنت غير جائز شرعا ، مضيفا : ان الزواج ليس ككل العقود زانما خصه الله سبحانه وتعالى بانه " ميثاق غليظ " ، وان الصورة التي تحدث اليوم بين الشباب والفتيات بواسطة الانترنت حيث يتعارفون ويتفق بعضهم على الزواج وكل واحد في دولة ، يحتمل فيها الكذب الى حد كبير ، والامر خفي مكتوم ، والرسول ( ص ) يقول : اذا جاءكم من ترضون دينه وامانته فزوجوه " فكيف يعرف دينه وأمانته عن طريق الانترنت ؟! لا شك انالنت يحمل الانسان الى عالم واسع وشخوص مختلفةفي اللغة والعادات والتقاليد واحيانا في الدين ولكنه لا يضمن على الاطلاق النجاح وخاصة عندما يؤكد علماء النفس ان الانسان مخادع بالفطرة .
لمزيد من المعلومات :
* صورة لزواج على الانترنت / فلكر
امتياز المغربي ( 39 عاما ) وتعيش في رام الله ، تعمل مع اكثر من وسيلة اعلامية فلسطينية وعربية لذلك كما تشرح فان عملها يتطلب بناء شبكة من العلاقات عبر الإنترنت ما يخدم عملها الإعلامي ، الأمر الذي يتطلب منها الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر ساعات طويلة لإجراء المحادثات والحوارات مع العديد من شرائح المجتمع الفلسطيني حيث كان أحمد كما تصف " وبالصدفة " أن تبادلنا الحديث عبر " الماسنجر " في الفن والسياسة وخاصة كذلك حول قتل النساء على خلفية الشرف حيث كانت امتياز تعمل لتحضير عينات تشارك في الحديث حول هذا الموضوع ، في إحدى الفضائيات العربية التي تعمل معها كمنسقة للبرنامج .
قد تكون قصة امتياز وأحمد من قصص الحب العادية وتختلف عن قصة محمد ووردة ومي التي تناقلتها وسائل الاعلام العربية والغربية جرّاء التحدي التي قبلت مي أن تواجهه للزواج من ابن عمها الذي تعرفت عليه على الانترنت وزحفت اليه عبر أنفاق الموت بعد أن سافرت من رام الله في الضفة الغربية الى الاردن ومن الجانب المصري من الحدود عبر الانفاق الى غزة بعد أن دفع خطيبها مبلغ ( 1500 دولار ) لتهريبها ، وذلك بسبب الحصار الذي فرضته اسرائيل على حوالي مليون ونصف المليون من الفلسطينيين الذين اصبحوا عالقين " في واحدة من اكثر مناطق العالم اكتظاظاً " ووصفته الامم المتحدة ، بانه " ضرب من العقاب الجماعي" . وكما كتب مراسل احدى الصحف الغربية عن هذه القصة حيث قال " يظلان ضحيتين للصراعات الداخلية بين الفلسطينيين ، والتي تشبه النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ، أما مستقبلهما المشترك فيبدو بالغ القتامة للاسف" .
ولكن المهم وانا أعرض هذه القصة على الإعلامية امتياز قالت " المهم أن القصة نجحت وان مي تزوجت بمن أحبته حتى لوكان عبر الإنترنت فالمشاعر الصادقة تنتقل بين البشر حتى لوكان عبر شاشة او هاتف او اي من وسائل الاتصال الحديثة ، وبرأيي أن التطور وجد لخدمة الإنسان وتسيير حياته لا تعقيدها " وتضيف " وهناك قرات على النت قصة فتاة روسية خاطرت بنفسها من أجل لقاء خطيبها الفلسطيني الذي يقيم في قطاع غزه حيث قطعت نصف كيلو متر زحفاً داخل نفق قطره 80 سنتميتراً وبتكلفة تهريب بلغت 3 الاف دولار ، وكان قد تم التعارف بين الفتاة الروسية والشاب الفلسطيني عبر شبكة الانترنت وبعد عدة اشهر من المقابلات الافتراضية والتحادث عبر الشبكة العنكبوتية قررا الزواج واحياء العرس في غزه والسبب منع العريس من مغادرة غزه بفعل الحصار الاسرائيلي .
لا يختلف اثنان في المجتمع الفلسطيني على أن الانترنت قد غزا المجتمع الفلسطيني ومعه المجتمعات العربية كافة ، وبالتالي أصبح الإنترنت وسيلة اساسية من وسائل الاتصال والتعارف بين الناس وكما أصبح وسيلة لتبادل المشاعر حيث يتعرف الشاب على الفتاة خلال " الدردشه" ، ويتفقان على الزواج ثم يقومان بإحضار شهود وإبرام عقد الزواج من خلال الإنترنت او قد يلجأ البعض الى مواقع للزواج التي تعج بها الشبكة العنكبوتية والتي تؤكد الإعلانات التي تروجها هذه المواقع أن عدد المسجلين لديها من الباحثين عن شريك العمر يتجاوز 10 ملايين مستخدم .
ولا تخلو فلسطين من هذه المواقع التي تشكل ما كان يعرف بالسابق بمصطلح " الخاطبه " ، التي كانت تقوم بتيسر الزواج وتوفيق راسين بالحلال كما يقال بالعامية ، وكما قام الفلسطيني مصطفى جبور البالغ من العمر 25 عاماً والمقيم في السعودية على تاسيس موقع على الشبكة العنكبوتية باسم " نطاق " والهدف كما يقول في حديث اذاعي " ان هذا الموقع لمساعدة أبناء شعبنا في الوطن وبلدان الشتات لتوفير فرصة للقاء نصفهم الآخر وربطهم جميعاً بفلسطين من خلال توفير كل الأدوات لتسجيل الطلبات وتسهيل عملية ايجاد الطرف الآخر بالمواصفات المطلوبة . وعلى الرغم من أن الإنترنت بات جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في تسيير الشؤون الحياتية اليومية في كل المجتمعات العربية والغربية ، وبات نسبة عدد المستخدمين للانترنت في المجتمع الفلسطينيى بين اوساط الشباب ، ووفقا لدائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني ، تقدر ب 59 بالمئة بواقع 71 بالمئة للذكور و47 بالمئة للاناث و77 بالمئة يستخدمونه للاتصال بالأصدقاء والأقارب و75 بالمئة لإنجاز الأعمال ، ولكن السؤال الذي يطرح هل تحول الزواج بين الشباب والشابات الفلسطينييات الى ظاهرة ؟ تجيب الاعلامية امتياز المغربي فتقول " ابداً على الاطلاق فنحن ما زلنا مجتمعاً محافظاً ، وهناك تحفظ من رجال الدين ، وشبكة متماسكة من العادات والتقاليد الخا صة بالزواج ،فان العائلة الفلسطينية تحافظ على اجراء كامل الطقوس والمراسيم الخاصة بالزواج من الجاهة الى الخطبة الى حجز قاعات الافراح الى الولائم وتصوير الفيديو والأهم من ذلك معرفة العريس معرفة جيدة خوفاً على مستقبل الفتاة من الضياع " .
وترى امتياز أنها لا تشكل النموذج في هذا الموضوع ، وان الزواج عبر الانترنت ما هو الا " ضربة حظ " وأن على الشباب التسلح بدرجة عالية من الوعي ، وخاصة من قبل الفتيات وذلك استنادا لقصص عديدة تسوقها امتياز هزت الشارع الفلسطيني ومنها قتل احدى النساء الفلسطينيات لتعارفها على أحد الشباب في الخارج و الذي قام على استغلالها ونشر صورها عارية على الانترنت . ومن جانبها تعتبر ضياء صبّاح الام لثلاثة ابناء وحاصلة على درجة الماجستير في التربية واساليب التدريس من جامعة بيرزيت عام 2008 ومحاضرة في جامعة القدس المفتوحة ان الانترنت والمحادثات بين الشباب ما هي الا " للتسلية " ، وان المحادثات تجري بين شخوص افتراضية لا تهدف ابدا للزواج ، وان حالات كثيرة تعرفها من محيط الاصدقاء تزوجوا من خلال الأنترنت وكان نصيبه الفشل " وتؤكد ضياء ان الأنترنت بات اشبه بمصيدة للفتيات ، وان المحادثات على النت اغلبها لا تكون بريئة ، وان الزواج خارج حدود البلاد غير آمن على الاطلاق وان العائلات الفلسطينية بالاجمال لا توافق على زواج بناتها عبر الأنترنت لما في العملية برمتها من مخاطر وان الحالات التي تتم ما هي الا قليلة جدا وان بدات على الأنترنت فانها تنتهي بالطريقة التقليدية للزواج .
يخالف الاستاذ محمود النجار ، مدير العلاقات العامة في مركز التخطيط الفلسطيني ضياء الراي ويرى ان هنالك حالات نجحت وجمعت بين الفلسطينيين في الوطن والفلسطينيين في الشتات وان الانترنت اصبح نافذة هامة للتواصل ، وان ظاهرة الزواج بالاجمال يمكن ان تنجح او تفشل في الحياة العادية ، ويؤكد ان الانترنت يبقى وسيلة اتصال هامة لا بد منها في حياتنا المعاصرة منوها الى ان الخط الفاصل بين الخطأ والصواب هو درجة الوعي والثقافة ولكنه يستدرك قائلا :"ولكني اتفق مع ضياء ان ما هي ظاهرة هي ما يسمى "بالتشات" ، اليوم عبر الشبكة العنكبوتية ام الزواج عبر النت ما هي الا حالات قليلة للغاية وبالاغلب اما تكون الفتاة ابنة عم او ابنة خال وتتعرف على قريبها للمرة الاولى ما يجعل العائلة الفلسطينية او ابن بلد مثا ان تكون الفتاة في رام الله او نابلس ويكون الشاب من القدس او من الداخل الفلسطيني او من غيرها من المناطق الفلسطينية " .
ولا يوافق النجار ان يزوج بناته عبر الأنترنت فالقضية بالنهاية كما يقول" تنطوي على مخاطرجمة". ولعل قصة اسماء ابوالرب ، المذيعة في راديو البلد في جنين ، فيها الكثير ما يشبه ما قاله السيد محمود النجار ، فاسماء تعرفت على خطيبها عبر شاشة الكمبيوتر مزودة بكاميرا ومكبر للصوت وبحضور افراد العائلة وتقول اسماء ومن هنا بدا التعارف ومن ثم التحادث عبر الهاتف واحيانا عبر النت ومن ثم عرض الزواج علي وفعلا تم الامر بالطريقة التقليدية ومن خلال توكيل احد افراد العائلة للتوقيع على عقد القران " وخطيب اسماء يعيش بعيدا عنها الاف الكيلومترات ، انه يعيش في اميركا واسماء ومنذ عقد قرانها من سنتين لا تزال عالقة في مصيدة الانتظار ، فالسفارة الاميركية ترفض اعطائها فيزا للسفر تحت اي مسمى كان ، والاهل باتوا يضغطون عليها لانهاء هذا الزواج ، ما جعلها تعيش في دوامة من الصراع النفسي وخاصة انها تشعر ان حياتها لا تكتمل الا بالزواج من ابن عمها وتشعر بانه هو شريك العمر . وتقول " لا اعرف ماذا افعل ، ولكن ربما تاتي الفرصة بدورة في اميركا او بحل يهبط من السماء حتى يكتمل حلمي بالزواجبمن احب " . تشدد اسماء على خطورة التعارف عبر النت وتذكر عدد من القصص التي انتهت بالخداع وتلوم وسائل الاعلام المحلية التي تخشى من القاء الضؤ على هكذا ظاهرة ، ان اعلامنا سطحي للغاية ، علما اننا كل يوم نسمع عن قصص انتحار او قتل ، اننا نعيش في حالة من الرعب كنساء ، فالمجتمع ما زال محافظا للغاية واي خطأ تدفع ثمنه المرأة " . اما فهمي هندية العامل في احد المطاعم في القدس الغربية وخطب احدى الفتيات القريبات من العائلة ، يقول " انا ضد التعارف عبر النت ، النت فقط لسماع اغنية او رؤية فلم او سماع الخطابات السياسية او قراءة كتاب ام اقامة علاقات فهو موضوع لا يقبله لا العقل ولا الشرع عوضا عن ان النت بات وسيلة من وسائل الاسقاط ، تستخدمه اسرائيل بين اوساط الشباب والشابات ، لذلك لا بد من الحذر الشديد ولا بد من مؤسسات المجتمع المدني واجهزة الاعلام ومؤسسات السلطة الوطنية ان تقوم بدورها التوعووي حيال الشباب وخاصة في مدينة القدس التي يشعر فيها الشباب بضياع في هويتهم وضياع جراء فقدان فرص العمل الناجم عن الحصار والاستيطان والاعتقالات وغيرها من مشاهد القمع حيال المجتمع المقدسي " . ويستدرك قائلا : انظري الى الحياةفي الغرب ، لقد زادت حالات الطلاق اضعاف مضاعفة ما بعد هذا الانفتاح الفضائي والاعلامي وتحول العالمالى قرية صغيرة كما يقولون ، وانا اتفق مع من يقول ان نجاح الزواج عبر النت " ضربة حظ " . ما هو موقف الشرعية الاسلامية من الزواج عبر النت ، وهل يعدالعقد باطلا في اجرائه بهذه الطريق ام ماذا ؟ فضيلة الشيخ فتحي سرور عضو محكمة الاستئناف في القدس يقول : ان ديننا الحنيف اولى عقود الزواج واحكامها قدسية كبيرة ، ولم يترك للناس وضع نظمها واحكامها ، واركان الزواج هي : الزوجان الخاليان من الموانع الشرعيةوالايجاب والقبول والولي والشاهدان ، ويشترط ان يكون الايجاب والقبول في مجلس واحد ، فلا يجوز على الاطلاق ان يكون الشاهدان بعيدين عن مجلس العقد وبالتالي فان ابرام عقد الزواج عبر الانترنت غير جائز شرعا ، مضيفا : ان الزواج ليس ككل العقود زانما خصه الله سبحانه وتعالى بانه " ميثاق غليظ " ، وان الصورة التي تحدث اليوم بين الشباب والفتيات بواسطة الانترنت حيث يتعارفون ويتفق بعضهم على الزواج وكل واحد في دولة ، يحتمل فيها الكذب الى حد كبير ، والامر خفي مكتوم ، والرسول ( ص ) يقول : اذا جاءكم من ترضون دينه وامانته فزوجوه " فكيف يعرف دينه وأمانته عن طريق الانترنت ؟! لا شك انالنت يحمل الانسان الى عالم واسع وشخوص مختلفةفي اللغة والعادات والتقاليد واحيانا في الدين ولكنه لا يضمن على الاطلاق النجاح وخاصة عندما يؤكد علماء النفس ان الانسان مخادع بالفطرة .
لمزيد من المعلومات :
* صورة لزواج على الانترنت / فلكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق