Main topics

يناير 18، 2012

الطبيعة ترفض الاحتلال وتشق طريقها الى الحياة من جديد

مياه قناة العوجا تعود للتدفق من جديد نتيجة سقوط الأمطار

العوجا- انها رسالة تحاول الأرض همسها بخريرٍ في أُذنَيّ عاشقٍ بدوي بكفوف مجعدةٍ سمراءْ.
بدوي لطالما سقى من ماء الأرضِ خرافه ومن كلأها أطعم.
انها السادسة صباحاً من عمر الفجر الثامن عشر في كانون الأغوار الثاني.
خيوطُ الشمسِ الاولى تنسُجُ نهاراً آخرَ مليئاً بالاخطارات، بالهدم، بالتراكتور ينقل الماءَ من قمم الاستغلالِ البشع والاحتلال البغيضِ الى جنةِ البدوي الأخير.

دورية عسكرية في الأفق تنتظرُ الرعاةَ يحملون عصيهم وشبابةَ النسيانِ. ودوريةٌ أخرى تحرُس أمنيات المستوطنين وتمنعُ أحلامَ البدويِ أن تُجاوزَ الماء، والكلأ أن تنمو مثل الربيعِ في جبالٍ تشمخُ في الريحِ وتحرقُ وهمَ المحرقة.
ما زالَ أحمدُ لا يُصدِق بأن الماء يجري في القناة، وكأنه ما زالَ يحلُم وبأن ما يراهُ أضغاثٌ أحلامٍ سواها الاحتلالُ أضغاثاً.


يا الله ! أيعقل أن تعود القناة ونشرب من مائها من جديد !
يا الله ! يا للطبيعة !

منذ أكثر من 8 سنوات جفت قناة العوجا. ولمن لا يعرف قناة العوجا. فهي نبع ماء عذب يقع في الجانب العلوي من قرية العوجا الفلسطينية في الاغوار.
قام الاحتلال الاسرائيلي بحفر بئر ماء ضخم بالقرب من هذا النبع ليضخ المياه منها الى المستوطنات القريبة. جفت القناة بالكامل، وهي التي كانت تزود أكثر من 6000 فلسطيني بماء الشرب اضافة الى مياه لري مزروعاتهم وأغنامهم.

انقطعت القناة عن الحياة منذ ذلك الوقت بعد أن كانت تضخ أكثر من 120 كوب ماء في الساعة. لكنها اليوم مختلفة عن كل يوم. انه حقاً يوم سعيد لأهالي العوجا. بل تحديداً للتجمع البدوي الذي يحمل اسم القناة "عين العوجا ". فقد أفاق الناس على صوت الماء، خريراً كأنه يسقطُ رحمةً من جنةِ الأحلام.
عادت القناة الى الحياة بفعل كميات الأمطار التي تساقطت على الضفة المحتلة في الايام الاخيرة الماضية. وهو ما يحدث تقريباً كل سنة، حيث تعود القناة الى الحياة في مثل هذا الوقت من كل سنة لمدة ايام معدودة ثم ما تلبث أن تجف من جديد.

ان لنا أمنيتين في هذا اليوم الجميل :

أن نصحوا ذاتَ شروقٍ وقد انقشعت عن حياتنا غيمة الاحتلال الثقيلة. فقد آن لهذا الشعب أن يحيى كما يشاء فوقَ أرضهِ تحت شمسِ الحرية.
والأمنية الثانية أن يستمر المطر رحمةً من السماءِ أو رضاً من الطبيعةِ على بشرٍ أتقنوا تخريبها بأيديهم.
دام الماءُ ودامت الحياة. 



* تصوير حمزة زبيدات

هناك تعليق واحد:

  1. انشالله فال خير لشعبنا يارب ... فعلا الماء سر الحياة .. وهو الذي يخفف علينا فقط بمجرد سماع صوته .. والنظر اليه كيف ينساب .. ويجري ..

    ردحذف