"في وقت من الأوقات كادت العاصمة الفرنسية باريس ان تحصل على لقب عاصمة الصحافة العربية، حيث انتشرت العديد من الصحف العربية ولاقت رواجا كبيرا داخل فرنسا". The Rise and Fall of the Arab Press
من هذه الصحف نذكر الوطن العربي، اليوم السابع والمستقبل اضافة الى العديد من المجلات كالفرسان والمحرر. ربما عاد هذا الى وجود عدد كبير من النازحين اللبنانيين اثر الحرب الاهلية في لبنان 1975، ناهيك عن وجود 7 ملايين من المغرب العربي. في هذه الأيام، لا زالت باريس تحتفظ ببعض وسائل الاعلام العربية، منها راديو اورينت (الشرق)، راديو غزال، راديو باستل اف ام وراديو سولي ( الشمس). اضافة الى قناة فرنسا 24 والتي تبث بثلاث لغات، الفرنسية والانجليزية والعربية، اذ ان فرنسا24 بقسمها العربي تعتبر قناة مستقلة بذاتها، وتضم صحافيين عرب من مختلف الجنسيات،تبث لمدة 10 ساعات، وتطمح ان تبث 24 ساعة في المستقبل. كان للنظرة لقاء مع رئيس تحرير القسم العربي في قناة فرانس 24، ميشيل كيك.
وعن حرية الصحافة العربية في فرنسا، يقول كيك "هذا ما يميزنا" حيث انه يعتقد ان بعض المحطات والفضائيات قد تتحكم بها الأذواق والتكتلات السياسية او الاقتصادية او الدينية. " ولكن بالنسبة الى اوروبا نعيش هامشا كبيرا من الحرية، وهذا ما لا يتوفر في العديد من الدول العربية. وفرنسا على وجه الخصوص معروفة بأصالتها العريقة في الديمقراطية. ليس هناك ما يسمى بالتابو والمحرمات وهذا ما يغنينا ويجعلنا نتخطى بعض الحواجز مثل الحواجز المتعلقة بالدين والجنس والانماط السياسية والاجتماعية والتي لا يمكن التحدث بها في كثير من الدول العربية".
بينما يرى الصحافي اللبناني في راديو اورينت، الذي لم يشأ التصريح عن اسمه، أن الحرية مهما بلغت فستكون محدودة، فالصحافيين بشكل عام ان لم تتحكم بهم السلطات الفرنسية ستتحكم بهم وسائل الاعلام التي يعملون ضمنها، ولكن هذا لا ينفي ان الصحافة تتمتع بحيز اكبر من الحرية في الدول الاوروبية. ويضيف أن على الصحافي ان يكون موضوعي بقدر الامكان، ليكون أكثر اقناعا للناس.
أما سها صيباني وهي صحافية فلسطينية ،منتجة ومعدة برامج في قناة فرانس 24، تعتقد ان اللغة العربية مهمة جدا في الإعلام الغربي نظرا للأحداث اليومية التي تحدث في الوطن العربي والعدد الكبير من العرب المهاجرين الى فرنسا. وتضيف " كثير من الناس هنا لا يعرفون واقع العرب مثل حقيقة قضية العراق وفلسطين، فواجبنا كصحافيين عرب ان نكشف لهم حقيقة الأشياء ونقنعهم بالمنطق بصحة الأحداث، وأن نجعلهم ينتقون المصطلحات السياسية بدقة أكبر".
هذا وتبقى المحطات الفرنسية التي تبث باللغة العربية في حالة حراكٍ مستمر لنقل واقع وحياة العرب في فرنسا والبلدان العربية ولاظهار الصورة الحقيقية للعرب في ظل عالم صغير سادته سياسة العولمة.
مواضيع ذات صلة:
- الصحافة العربية في فرنسا في الثمانينات
- راديو الشرق من باريس
- قناة فرنسا 24 القسم العربي
- لقاء يجريه الصحافي ميشيل كيك
- مقال للصحافية سها صيباني
الصورة1: صورة تلفاز يعرض قناة فرانس 24 القسم العربي في القناة نفسها أخذت بواسطة بشرى فراج
الصورة2: صورة للصحافية سها صيباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق