" في أشد لحظات يأسي وغضبي اتمنى لو اني لم اخرج من السجن !"
هذا ما قالته الاسيرة المحررة ايمان الأخرس، 28 عاما من بيت لحم. هي التي قضت ما يقارب الأربع سنوات داخل السجون الاسرائيلية وتعرّضت للتعذيب المتواصل والبطش المستمر والمعاملة التي تقلل كثيرا من قيمتها كانسان،
تم الافراج عنها من خلال محكمة دفع فيها ذويها مبلغاً كبيرا لتتمكن من الخروج قبل المدة المقررة.
عانت ايمان معاناة مختلفة منذ خروجها من السجن. فبعد ان كان يحيطها عددا كبيرا من الأصدقاء والمعارف والاقارب لم تجد احداً ليخفف عذابها ومعاناتها ، وعند سؤالنا لها عن السبب قالت " ابعد عن الشر وغنيلو". اعتقدت ايمان ان شعبها سيقدرّها ويعتبرها بطلة، اذ انها كانت تساعد المطلوبين أمنيا. وبدلاً من ذلك، شعرت انها ليست سوى عالة على اهلها ومجتمعها، "بماذا أفدتنا انتِ؟" هذا ما تتلقاه ايمان من اقرب الناس لها بعد تحررها.
هذا ما قالته الاسيرة المحررة ايمان الأخرس، 28 عاما من بيت لحم. هي التي قضت ما يقارب الأربع سنوات داخل السجون الاسرائيلية وتعرّضت للتعذيب المتواصل والبطش المستمر والمعاملة التي تقلل كثيرا من قيمتها كانسان،
تم الافراج عنها من خلال محكمة دفع فيها ذويها مبلغاً كبيرا لتتمكن من الخروج قبل المدة المقررة.
عانت ايمان معاناة مختلفة منذ خروجها من السجن. فبعد ان كان يحيطها عددا كبيرا من الأصدقاء والمعارف والاقارب لم تجد احداً ليخفف عذابها ومعاناتها ، وعند سؤالنا لها عن السبب قالت " ابعد عن الشر وغنيلو". اعتقدت ايمان ان شعبها سيقدرّها ويعتبرها بطلة، اذ انها كانت تساعد المطلوبين أمنيا. وبدلاً من ذلك، شعرت انها ليست سوى عالة على اهلها ومجتمعها، "بماذا أفدتنا انتِ؟" هذا ما تتلقاه ايمان من اقرب الناس لها بعد تحررها.
أما سيما عنبص من طولكرم والتي قضت سنتين ونصف في سجون الاحتلال بتهمة مساعدة المطلوبين وتحديدا زوجها الذي استشهد فتقول "بعد خروجي من الأسر كنت منغلقة على نفسي ولا اود ان التقي بأحد، حتى ان طفلي لم يتقبّلني". ولكنها فوجئت بالاستقبال الكبير الذي تلقته من الناس، سواء اهلها واصدقائها وحتى الكثير من الناس الذين لا تعرفهم لفخرهم بها بحسب تعبيرها، اشعروها بأنها بطلة تستحق كل الاحترام والتقدير.
وبعد ان قضت سيما عدة ايام داخل منزلها، خوفا من ان لا يتقبلها المجتمع وخصوصا انها ارملة، اتضح لها ان كل من حولها مد لها يد العون والمساعدة لتتجاوز محنتها وتشعر انها فرد له مكانه في المجتمع، حيث ان بعض الاسيرات المحررات من نادي الأسير الفلسطيني شجعنها بأن تواصل حياتها وان تخرج من العزلة التي تعيش بها. فعرضن عليها ان تعمل معهن في نادي الأسير. ويذكر ان سيما الآن تعمل موظفة في وزارة شؤون الأسرى والمحررين -تأهيل الأسير. "لم أندم للحظة على نضالي، ولذلك لجأتُ لأخدم قضية الأسرى وانا سعيدة جدا بعملي ، واؤمن أني أخدم شعبي ووطني الذي يستحق". وعن سؤالنا لها اذا كانت تعتقد ان الأسير يستقبل من قبل الناس باهتمام اكبر من الأسيرة, قالت: "لا، فأخي قد تحرر منذ يومين وشعرت ان استقبال الناس لي كان اكبر".
أما الاسيرة المحررة ايمان تقول انه وبالرغم من ان استقبالها كان كبيرا، الا انها تشعر ان استقبال الشاب الأسير اكثر احتفاءً وأكثر اهتماما من قبل الاعلام. وتضيف ايمان "السجن يبقى هذا المحيط الصغير الذي استطيع السيطرة والتكيّف معه، أما هذا العالم الكبير فلم اعد استطيع التأقلم فيه". من ناحية أخرى، شرحت معاناتها النفسية التي تمر بها منذ خروجها من السجن، فبرغم انها تحررت منذ ما يقارب السنتين فإنها ما زالت تشعر انها لا تستطيع مواصلة العيش على هذا النحو. وهي تتلقى مساعدة نفسية من صديقتها التي تعمل في جمعية خاصة لدعم الأسرى ولكنها كما تقول لا تخفف من حالة اليأس التي تشعر بها. ومما يزيد من سوء وضعها انها لا تعمل، وعندما ذهبت الى احد الجهات الرسمية ليساعدها ان تجد عملاً قال لها "لماذا يبحث من مثلكِ عن عمل وانتِ تتلقين راتبا شهريا!"؟. وتوضح ايمان ان 1000 شيكل لا تكفيها شهريا وانها يجب ان تعمل لتساعد عائلتها على تحصيل قوت يومهم.
معاناة الأسيرة داخل السجون الاسرائيلية كما هو معروف يتعدى الوصف ويفوق كل تصور لما يلاقين من انتهاك لحقوق الانسانية. وهناك بعض الأسيرات يخرجن من السجن فلا يستطيعن ان يندمجن في المجتمع مجددا بسهولة. فبعد ان يذقن اشد انواع العذاب والتنكيل النفسي والجسدي المستمر على مدى سنوات مكوثهن بالأسر، ينتظرن بفارغ الصبر حريتهن، وبعد ان ينلنها ليعودن الى مجتمعهن واهلهن يجدن ان لا شيء بقيَ كما هو وربما ايضا ان لا مكان لهن ! قد يكون هذا ناتج عن عدم قدرة الاسيرة نفسها على الانخراط مرة أخرى في المجتمع بعد السنين التي عانتها في الأسر والذكريات الأليمة التي من الصعب تناسيها. تقول سيما "إن هذا قد يعود الى ضعف شخصية الأسيرة، فعن تجربة شخصية اعتقد ان شخصيتي القوية كانت عاملا رئيسيا في تمكني من اكمال حياتي، بل حتى أجدُ اني الآن اقوى واكثر اصرارا على الحياة".
يُذكر ان عدد الأسيرات الفلسطينيات قد تجاوز منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ما يقارب ال 850 أسيرة، بقيَ منهن 33 أسيرة في سجون الاحتلال. ويبقى هناك العديد من الأسيرات المحررات الاتي استطعن ان يواصلنَ حياتهن ويأخذن دورهن في المجتمع. وربما كان هذا يعود الى شخصية الأسيرة نفسها واصرارها على الحياة كما سبق الذكر. لكنَ الدور الأكبر ينصب على المجتمع والجمعيات المختصة التي عليها ان تساعد الأسيرة على تجاوز هذه التجربة الأليمة. اذ ان على المجتمع الفلسطيني ان يتخلّص من بعض عاداته وتقاليده في التفريق بين نضال الرجل والمرأة، وينظر للأسيرة المحررة "كحالة نضالية أكثر منها حالة اجتماعية" كما تصرّح الأسيرة المحررة سيما عنبص. وتضيف " السجن تجربة تصقل شخصية الانسان، والذكي هو الذي يجعل منها تجربة ايجابية تعمّق اصراره وحبه للحياة".
مواضيع ذات صلة:
- تقرير مفصل عن اوضاع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية
- نادي الأسير الفلسطيني
- وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين
الصورة أخذت بواسطة Banspy موقع www.flickr.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق