الشاعرة الفلسطينية سميرة عثمان الشرباتي، ولدت عام 1943 في مدينة الخليل. أتمت دراستها الابتدائية والثانوية في الخليل، ثم
حصلت على دبلوم اللغة الإنكليزية ثم بكالوريوس الأدب العربي من جامعة بيروت
العربية.
عملت في حقل التعليم حتى عام 1986، حيث أقالتها سلطات الاحتلال، وقد عادت إلى
العمل
في مكتب التربية والتعليم في ظل السلطة الفلسطينية. هي عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ تأسيسه. فازت بجائزة الإبداع النسوي عام 1995.
موهبة الشاعرة استطاعت ان تصقلها وتطورها بمساعدة عمها المرحوم عبد السميع الشرباتي
الذي كان يقيم المبارزات الشعرية بينها وبين شقيقها الاصغر، تقول:
"ورثنا من عمي 1500 كتاب وقد عرضت علينا بلدية الخليل ان تضمها الى مكتبتها تحت اسم عمي المرحوم، رفضنا وطورنا وصديقات لنا هذه المكتبة حتى اصبحت تحوي على ما يقارب 5000 كتاب ومجلد ومجلة ادبية وعلمية يرتادها طلاب المدارس والجامعات يومين في الاسبوع."ظهر ديوانها الاول (قصائد بحث عن رفيق مسافر) عام 1976 وتلاه الديوان الثاني (كلمات للزمن الآتي) عام1977 حيث لاقت من النقد الهدّام ما جعلها تتوقف عن الكتابة والنشر إلا في صحيفة الفجر الجديد احيانا.
" أخذ بيدي الشاعر العملاق علي الخليلي وشجعني على الانتساب لاتحاد الكتاب عام1984، وعدت الى مناكفة الشعر ومراوغته عن طريق المسرح الشعري تارة والمشاركة في امسيات ادبية حتى وصلت رسالتي نوعا ما الى ساحة الوطن ."
ما هي مكانة المرأة في قصائد الشاعرة ؟
"المرأة تغار من المرأة، ولكنني في مسيرتي الأدبية لم أجد من المرأة إلا تشجيعا وتضامنا. كيف دعمتني المرأة الفلسطينية ؟! بعض النساء القياديات في الخليل نظموا لي أمسيات شعرية، إمرأة من وزارة الثقافة دعتني للمشاركة في مسابقة الابداع النسوي، والفضل كذلك يعود لامرأة نظمت مؤتمر في رام الله للنساء المبدعات استطعت ان اقدم ورقة عمل، هذا جعل القراء يتعرفون بي اكثر".
النساء لهم وجود في قصائد سميرة ومثال ذلك مسرحيتها الشعرية "عرس زيد عرس زينب"
"المرأة الفلسطينية خاصة والمرأة العربية عامة حرّة في اختيار موضوعاتها الادبية
ولو لم تكن لما قرأنا للكثيرات منهن روايات وقصائد تتحدث عن المرأة ودواخلها وعن
الحب
ومعاناتها فيه بمثل هذه الجرأة، إذا لا عائق امامهن كأديبات، إلا ذاتهن الرقيبة
عليهن قبل رقابة الاخرين مع بعض الاستثناءات" فهناك مواضيع محرّمة لا تتطرق لها
المرأة الفلسطينية في كتاباتها منها الدين، الجنس، السياسة .
قصائد للوطن
هل الادب وسيلة من وسائل التحرر للمرأة الفلسطينية ؟
"ان المرأة قد ولجت قديما باب الآدب في الجاهلية وكثيرات ممن كتبن الشعر وابدعن فيه، فهل كن متحررات وغيرهن مستعبدات!؟ لا اظن ذلك، فالتحرر في رأي هو ايمان المرأة بذاتها وبقيمتها ودورها سواء كانت كاتبة او لم تكن، وهذا الوصف العصري للمرأة والمطالبة بتحريرها والذي يستخدمه المغرضون للحط من قيمة المجتمع الشرقي هو بذرة خبيثة لا أؤمن شخصيا بزراعتها في ارض اعطت المرأة حقها كاملا وعليها هي ان تعرف كيف تستخدمه".
تحولت الشاعرة في كتاباتها من قصائد وجدانية وعاطفية الى اسلوب وطني كان بعد
استشهاد اخيها في العام 1968 بمعركة الكرامة. واشادت بذلك الى ان الكتابة بكل
اشكالها
معاناة، اذ لا تولد القصيدة الا بعد مخاض صعب... "لا فرق بين معاناة إمرأة تكتب
قصائد
حب او إمرأة تكتب قصائد وطنية ولا أشعر بالملاذ حين اكتب عن معاناة جماعية، وكان
يسعدني لو اكتب لوطن آمن متحرر لا دماء فيه ولا هدم ولا اقتلاع".
* الصور: مكتبة سميرة الشرباتي (سميرة)
* مواقع ذو علاقة :
- صحيفة الفجر الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق