Main topics

فبراير 04، 2010

كهل إغتصب طفلتيه والمؤسسات النسوية لا علم لها

التعرض للعنف الجسدي -circo de invierno/flickr

في قضية أثارت الرأي العام في محافظة بيت لحم تم الكشف عن ملابسات قضية إغتصاب أحد المواطنين لطفلتيه اللتان تبلغان من العمر 14 و 15 عاماً بشكل متتالي ومتكرر واجبارهن على ذلك من خلال إستخدام التهديد والعنف، عن طريق توثيقهما وممارسة العملية الجنسية معهما من الخلف بشكل كامل،
وإستمرت هذه الممارسة ضد الطفلتين ما يزيد عن الستة شهور، الى أن عـَـلمتا بذلك والدة المغتصب وأخته وقمن بإبلاغ الشرطة، حيث تم الحكم عليه بعشر سنوات ونصف، لكن ما يثير القلق في هذه القضية وغيرها من القضايا المماثلة هو غياب المؤسسات النسوية التي لم تعلم معظمها بالموضوع إلا من خلال وسائل الإعلام والصحف،

وأيضا التعتيم الكامل من قبل الشرطة على هذه القضايا الى أن يتم الحكم فيها بإدعاء انها قضية شرف، وفي معظمها يكون الحكم مخففاً على الجاني في مثل هذه القضايا.
في حديث مع الصحفي نجيب فراج الذي تابع الخبر وكتب ملابساته، وفي سؤاله عما كتبه عن غياب دور المؤسسات النسوية في القضية أجاب: " المؤسسات النسوية كانت غائبة تماماً في هذه القضية كما العديد من القضايا الأخرى وتوقعت أن أرى خارج المحكمة إحتجاجاً من قـِبلِها على ما حدث ولكني تفاجأت بأن هذه المؤسسات لم تعلم بالموضوع إلا من خلال وسائل الإعلام والصحف، وأنا أعتقد السبب بذلك أن هذه المؤسسات تهتم فقط بكسب ود المانح والحصول على المشاريع ولا تهتم كثيراً بمثل هذه القضايا التي تعتبر من أسوأ أشكال العنف الممارس ضد المراة ".

وقالت السيدة خولة الأزرق مديرة مركز الإرشاد النفسي والإجتماعي في بيت لحم التي لم تعلم بالموضوع إلا حين الإتصال بها وسؤالها، أن سبب غياب المؤسسات يعود للشرطة التي لم تقوم بإبلاغ أي مؤسسة عّما حصل: "دور الشرطة غائب حيث لم يقوموا بإبلاغنا عن هذه القضية التي تدور في صميم عملنا ومن المفترض أن هناك تشبيك بيننا وبين مركز حماية الأسرة في شرطة بيت لحم لإطلاعنا اولاً بأول عن مثل هكذا قضايا ".
وأضافت أيضا أن هذه القضايا تبقى سرية لدى الشرطة ويتم التكتم عليها لعدة أسباب وبعض هذه الأسباب غير معروف: " يتم التكتم على  هذه القضايا وتبقى سرية معظم الاوقات تحت ضغوطات من جهات معينة ليس في مصلحتها خروجها ومعرفة الشارع بها، وبهذا فإن القانون يعطي مبرراً للمعتدين حتى يستمروا في اعتداءاتهم".
وقد دعت السيدة خولة الازرق لإجتماع عاجل  لجميع المؤسسات النسوية في محافظة بيت لحم لمناقشة هذه القضية.
 التعرض للعنف الجسدي -circo de invierno/flickrورداً على ذلك أكدت الملازم إيمان سلامة من قسم حماية الأسرة في شرطة بيت لحم على أنه لم يتم التوجه للمؤسسات النسوية في هذه القضية، وذلك لإنه تم العمل والتواصل مع قسم الإرشاد  في المدرسة التي تدرس فيها الطفلتين وأيضاً تم تحويلهن إلى الجمعية العربية للفحص والعلاج النفسي من خلال الدكتورة سهى شحادة: " تم تحويل الطفلتين لجهة مختصة ولا ضرورة لتبليغ المؤسسات النسوية بما حدث لأن كل مركز ومؤسسة له دور حسب إختصاصه ونحن كشرطة توجهنا لذوي الاختصاص وهناك تعاون مستمر بيننا وبين مركز الارشاد النفسي في بيت لحم في القضايا التي تقع تحت دائرة إختصاصه فقط."
وأوردت أيضا انه حتى لو تم تبليغ المؤسسات النسوية فماذا سيكون دورها بذلك.

ومما تجدر الإشارة له أنه في إحصائية لم تنشر صدرت عن جمعية الدفاع عن الأسرة أنه في الفترة الواقعة بين عام 2000-2008 سجلت 385 حالة إعتداء جنسي من أصل 4554 مما يدعو الى التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة الخطيرة التي تزيد يوماً عن يوم حيث منها ما يتم الكشف عنه والاغلبية  يتم التستر عليه، والأخطر من ذلك كله هو دور القانون الفلسطيني الذي يوجد المبرر لمثل هذه الأفعال ولا تكون العقوبات منصفة ورادعة للجناة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو أين دور المؤسسات المختصة في هذا المجال؟.


لمزيد من المعلومات:
*تفاصيل الخبر على مدونة الصحفي نجيب فراج

الصور:
صورتان تُعبران عن التعرض للعنف الجسدي ( circo de invierno/flckr)

هناك 4 تعليقات:

  1. حان وقت التشديد في استخدام القانون للتفتيش عن مثل هذه الاعتداءات ولردع مرتكبيها

    ردحذف
  2. لا حول ولا قوه الا بالله..
    انا شايف انه هون الضحيه همي البنتين وانه لازم يتم جدا التكتم على حالتهن طبعا علشان الحفاظ على نفسيتهم بين المجتمع ...

    بس كمان بشوف انه الفاجعه الكبرى انه عملية التكتم هاد بتأثر على نشر الوعي بين الناس انه من الضروري التوجه الى المؤسسات النسويه ..ليتم المعالجه معها بشكل مباشر

    وانه على الوسائل المستقطبه لهيك حالات متل الشرطه متلا بهادي الحاله الفاجعه جدا انه تعرف انه هالموضوع بخص المؤسسات النسويه وانه الارشاد المدرسي وحده لا يكفي انه يوجه الفتاتان الى اي طبيب نفسي ...مع احترام الالقاب .
    وانه يا ريت جدا يتم المعالجه لهيك موضوع دون وضع اللوم على المؤسسات لانه الخطأ مو من المؤسسات النسويه التي تخفي الموضوع بل من الجهات المتستره ..

    (لا حول ولا قوه الا بالله)

    ردحذف
  3. لا حول ولا قوه الا بالله..
    انا شايف انه هون الضحيه همي البنتين وانه لازم يتم جدا التكتم على حالتهن طبعا علشان الحفاظ على نفسيتهم بين المجتمع ...

    بس كمان بشوف انه الفاجعه الكبرى انه عملية التكتم هاد بتأثر على نشر الوعي بين الناس انه من الضروري التوجه الى المؤسسات النسويه ..ليتم المعالجه معها بشكل مباشر

    وانه على الوسائل المستقطبه لهيك حالات متل الشرطه متلا بهادي الحاله الفاجعه جدا انه تعرف انه هالموضوع بخص المؤسسات النسويه وانه الارشاد المدرسي وحده لا يكفي انه يوجه الفتاتان الى اي طبيب نفسي ...مع احترام الالقاب .
    وانه يا ريت جدا يتم المعالجه لهيك موضوع دون وضع اللوم على المؤسسات لانه الخطأ مو من المؤسسات النسويه التي تخفي الموضوع بل من الجهات المتستره ..

    (لا حول ولا قوه الا بالله)

    بالغلط نزل باسم النظره التعليق ....

    ردحذف
  4. أولا شكراً جزبلا ًعلى التعليقات
    ثانياً اود أن اقول شيئاً وهو ان السبب من كتابة المقال كان لتسليط الضوء على عدة قضايافي مجتمعنا فقضية الاغتصاب تعتبر من ابشع القضايا التي يتعرض لها الكثير من الفتيات في مجتمعنا وهناك العديد منهن لا يبلغن احد عن ذلك نتيجة للخوف ، فسفاح القربى اصبح ظاهرة منتشرة جداً في مجتمعناويجب ايقافها او على الاقل الحد منها.
    اما بالنسبة لدور الشرطة والمؤسسات فانا اعتقد انه يجب ان يكون هناك تشبيك دائم بينهم وذلك لتوعية المجتمع بأخطار هذه الظاهرة وانه مهما كانت صلة القرابة بين المعتدي والضحية يجب التبليغ عن ذلك ولا يجب السكوت ابدا.

    واود قول شيء هام جدا وهو انه نتيجة لهذه المقالة تم عقد اجتماع للمؤسسات النسوية في بيت لحم وتم من خلاله أتخاذ عدة اجراءات من ضمنها كتابة مذكرة تدعو الى ضرورة ان يكون القانون والقضاء الفلسطيني اكثر صرامة في الحكم على المعتدين في هذه الاعتداءات ورفض ان يكون الحكم مخففاً، وسيتم ارسالها الى الرئيس محمود عباس والى النائب العام في فلسطين.

    ردحذف